الشتائم تطغى على المناظرة “التاريخية”… ترامب وبايدن يعايران بعضهما بـ”الكذب”

“نص خبر”-متابعة

 

تمت المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي، جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب على قناة “سي إن إن” من استوديو في أتلانتا بدون جمهور، حيث شهدت تناول المرشحين الرئاسيين نقاطا عدة تعلقت بالسياسات الأميركية الداخلية والخارجية.
وتنوعت المواضيع المطروحة بين الاقتصاد الأميركي وملفات الهجرة والإجهاض وصولا إلى الحرب على أوكرانيا وتلك التي تشهدها إسرائيل مع حركة حماس في غزة، وتوجه الرجلان للوقوف خلف منبريهما من دون أن يتصافحا لتنطلق أول مناظرة بينهما قد تشكل منعطفا في انتخابات 2024 الرئاسية.
انطلقت المناظرة بأسئلة تخص نظرة المرشحين للرئاسة الأميركية بشأن تحسين الأوضاع الاقتصادية، و تبادل المرشحان الاتهامات فى كل الملفات التى تم تناولها أثناء أول مناظرة بينهما ، ووصف الاثنان بعضهما بـ”الكاذب” أكثر من 10 مرات، كما عايرا بعضهما البعض بالإدانات الجنائية التى تلاحق ترامب من ناحية، إذ وصفه بايدن “بالمجرم” أو المتهم وبالمثل وصف ترامب هانتر بايدن بالمدان أو المتهم بدوره والذى استولى على مليارات الدولارات، وكان من المنتظر إدانته هو وأبيه الرئيس بايدن ربما يحدث ذلك بعد خروجه من البيت الأبيض على حد قول ترامب بالإضافة إلى ابتزازه للأوكرانيين والتسبب فى إقامة الحرب عليهم من قبل روسيا.
من جهته،عاير بايدن خصمه ترامب بإدانته فى 34 قضية جنائية وإقامته علاقات جنسية مع ممثلة إباحية بينما زوجته كانت حامل فى ذلك الوقت، إلا أن ترامب نفى هذه التهمة مؤكدا على تسييس القضاء الأمريكى ضده فى عدة ولايات من أجل منعه عن المضى قدما فى السباق الرئاسى فى إنتخابات نوفمبر 2024، إلا أن هذه الأفعال جاءت بنتائج عكسية من تدفق مليارات الدولارات وضخ رجال الأعمال المزيد من الأموال لدعم حملة ترامب الانتخابية.

وجرت هذه المناظرة في أتلانتا بجورجيا، وهي واحدة من الولايات التي يرجح أن يكون لها تأثير في الانتخابات.وظهر بايدن على المنصة على الجانب الأيمن من شاشات المشاهدين، وبدأ الحديث أولا بناء على قرعة أجريت بعملة معدنية.
ولا يمكن لأعضاء الحملة التواصل مع المرشحين خلال فترتي الاستراحة، ولم يكن هناك جمهور.

وقالت شبكة “سي إن إن” بايدن وترامب فقط استوفيا شروطها للمشاركة في المناظرة وهي الفوز بعدد كاف من أصوات الولايات بما يرجح فوز واحد منهما بمنصب الرئيس والحصول على 15 في المئة على الأقل في أربعة استطلاعات وطنية منفصلة للناخبين المسجلين أو المحتملين.

فيما لم يستوف المرشح الرئاسي المستقل روبرت إف. كنيدي جونيور الشروط.

ووفق ما ذكرته شبكة “سي إن إن” قبيل مناظرة الخميس، التي دامت نحو 90 دقيقة، ظهر المرشحان على منصة واحدة وحصلا على قلم وورقة وزجاجة ماء لكن لم يسمح بوجود ملاحظات مدونة مسبقا أمامهما.

وذكرت الشبكة أنه “تم كتم صوت الميكروفونات طوال المناظرة باستثناء ميكروفون المرشح الذي سيكون دوره التحدث” وسيستخدم من سيدير المناظرة “جميع الأدوات المتاحة له لضمان الالتزام بالوقت وضمان مناقشة متحضرة”، وهذا ما حصل بالفعل.

قاموس من الشتائم

أتت المناظرة الأخيرة بين  بايدن وترامب أشبه بقاموس من الشتائم، بدءاً من تشبيه بايدن لترامب بـ”قطة الزقاق”. ويعني التعبير الذي حرص على تكراره أنّ هذه القطة تأكل من خيرات الجميع، وتذهب مع مَن يجاري حاجتها للطعام، ثم إنها في المحصلة تعضّ اليد التي تقترب منها في حالة هياج.

ومن “قطة الزقاق”، انتقل بايدن إلى الحديث عن القطط الضّالة مخاطباً ترامب: “كم عدد مليارات الدولارات التي يتعيّن عليك دفعها مقابل العقوبات المدنيّة؟ على جريمة التحرّش بامرأة في الأماكن العامة، وعلى ممارسة الجنس مع ممثلة إباحيّة في الليلة التي كانت فيها زوجتك حاملاً؟ لديك أخلاق مثل (قطّة ضالّة)”.

وأكّد ترامب ردّاً على ذلك: “لم أمارس الجنس مع أيّ ممثلة إباحيّة”، مشيراً إلى أنّه سيستأنف قرار المحكمة.

“أحمق” و”غبي” و”خاسر” و”فاشل”… صفات تردّدت كثيراً خلال المناظرة مرفقة بالطلب نفسه: “اعتذر لي الآن!”. لكنّ الاعتذارات تأخّرت، واستمرّت “حرب الشتائم” على المواقع الافتراضية.

وسبق لبايدن أن اتّهم ترامب في مناظرات سابقة بأنّه “جرو” الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وعلى الرغم من حصوله على إجازة لمدة أسبوع في منتجع كامب ديفيد للتحضير للمناظرة، فإنّ بايدن لم يتمكّن من الدفاع عن “سجلّه الكارثي في ما يتعلق بالاقتصاد والحدود”، وفق ترامب الذي قال: “بعد كلّ التحضيرات، عاد بايدن ببحّة صوت مصاباً بضربة شمس أفقدته توازنه”.

كما طغت الهجمات الشخصية على المناقشات السياسة أثناء المناظرة، إذ “تنافس المرشحان حول من لديه القدرة على لعب الغولف بشكل أفضل، وقدراتهما المعرفيّة، ومشاكلهما القانونية”.

وخلال المناظرة، تبادل المرشحان الحديث حول مهاراتهما في لعبة الغولف استجابة لأسئلة حول عمريهما، فأشار ترامب إلى مستوى أدائه في الغولف، قائلاً إنه يشعر بأنه في حالة جيّدة.

وأضاف ترامب: “لقد فزت ببطولتَين. ولتحقيق ذلك، يجب أن تكون ذكياً للغاية، ويجب أن تكون قادراً على ضرب الكرة لمسافة طويلة”، فيما علّق بايدن قائلاً إنّه سيكون سعيداً بأن “يتحدّى ترامب في مباراة لإبراز المهارات”.

بايدن يتعثر.. وترامب يُهاجم

تبادل بايدن وترامب الهجمات بشأن قضايا مثل الإجهاض وطريقة إدارة الاقتصاد والحرب في أوكرانيا وغزة ، وخلال نصف الساعة الأولى من المناظرة بدا بايدن أجشأ ومترددا في بعض الأحيان وتعثر في الحديث أكثر من مرة، في حين كان ترامب يشن هجوما تلو الآخر يتضمن العديد من المعلومات المغلوطة المتكررة على غرار الادعاء بأن المهاجرين ينفذون موجة جرائم وأن الديمقراطيين يدعمون قتل الأطفال.
ويتعرض كل من بايدن (81 عاما) وترامب (78 عاما) لضغوط لإظهار تمكنهما من التعامل مع مختلف القضايا وتجنب أي زلات في الحديث بينما يسعيان إلى إحراز نقطة للانطلاق منها والتقدم في سباق تظهر استطلاعات الرأي منذ أشهر أنه متقارب تماما.
وقال اثنان من مسؤولي البيت الأبيض إن بايدن يعاني من نزلة برد.
وقبل انطلاق المناظرة لم يتصافح الرجلان اللذان لا يخفيان كراهية كل منهما للآخر.
وركزت الأسئلة الأولى على الاقتصاد، في وقت تظهر فيه استطلاعات الرأي أن الأميركيين غير راضين عن أداء بايدن على الرغم من نمو الأجور وانخفاض البطالة.
مع نهاية الجزء الثاني من المناظرة بين بايدن وترامب، أحصت “سي إن إن” عدد الدقائق التي تحدث فيها المرشحان خلال تسعين دقيقة:
وتحدث ترامب لمدة 38 دقيقة و13 ثانية، وتحدث بايدن لمدة 33 دقيقة و41 ثانية.
وعندما اقتربت المناظرة من نهايتها، تناول المرشحان السؤال الحساس حول العمر.
تذكر بايدن أنه كان في السابق أصغر رجل في السياسة، وانتقل للحديث عن إنجازاته كرئيس كدليل على أنه قادر على أداء المهمة.
استذكر ترامب الاختبارات المعرفية التي أجراها كرئيس وتحدى بايدن للقيام بنفس الشيء.
ثم تحدث المرشحان عن صفاتهما البدنية والرياضية وتجادلا حول من لديه مهارات أفضل في لعبة الغولف.
أخيرًا، قال ترامب: “لنكن ناضجين.” فرد عليه بايدن: “أنت طفل.”.

وحول”الحرب العالمية الثالثة”، قال ترامب: “بايدن سيقودنا إلى الحرب العالمية الثالثة. بوتين وكيم جونغ أون لا يخشونه.”، أما بايدن فقال: “إذا كنت تريد حربًا عالمية ثالثة، فقط قل لبوتين ‘افعل ما يحلو لك مع الناتو”، في إشارة إلى تصريح سابق لترمب.
حاول جيك تابر ، الذي الدر المناظرة، مرتين أن يحصل على إجابة من ترامب حول كيفية مساعدته للأميركيين الذين يعانون من الإدمان. لكن ترامب تهرب من السؤال مرة أخرى، وانتهى به الأمر بالحديث عن إيفان غيرشكوفيتش، مراسل وول ستريت جورنال المحتجز في روسيا بتهم التجسس.
وتجاهل ترامب إلى حد كبير سؤالًا حول تغير المناخ ليهاجم الرئيس بايدن بشأن الاقتصاد والهجرة.
وقال بايدن: “لم يفعل ترامب شيئًا على الإطلاق من أجل البيئة.”
وعند تلقيه سؤالًا حول خيبة أمل الناخبين السود من إدارته، تعثر الرئيس بايدن في الإجابة وأشار إلى قائمة طويلة من السياسات مثل تكاليف رعاية الأطفال.
ووجه بايدن أقوى هجوم على ترامب بالقول: لقد أقمت علاقة جنسية مع ممثلة إباحية بينما كانت زوجتك حاملا، وترامب يرد: لم أقم بأي علاقة.
وعند سؤاله عن إداناته الجنائية، لم يرد ترامب مباشرة بل أشار إلى الإدانات الجنائية لهانتر بايدن، مستهدفًا المشاكل القانونية لابن الرئيس.
وقال ترامب عن بايدن: “يمكن أن يكون مجرمًا مدانًا بمجرد خروجه من المنصب. هذا الرجل مجرم.”,
قال الرئيس جو بايدن خلال المناظرة، مخاطبًا دونالد ترمب: “أنا الآن أنظر إلى شخص مدان”، مشيرًا إلى التهم والإدانات التي يواجهها ترمب.
وقال ترامب إنه يمكنه إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل توليه المنصب، لكنه لم يوضح كيف سيفعل ذلك.
حذر بايدن من أن بوتين لن يتوقف عند أوكرانيا وسأل: “ماذا تعتقد سيحدث لتلك الدول الأعضاء في الناتو؟”
لم يستثمر بايدن هذا الجزء من المناظرة حيث يمكنه أن يوجه ضربة قوية لترمب بسبب علاقته المبالغة مع بوتين، لكنه حاول فقط الدفاع عن سجله في توحيد الحلفاء الغربيين، رغم استمرار الحرب.
ودافع بايدن بحماس عن سجل إدارته فيما يتعلق بالمحاربين القدامى، قائلاً إنهم يفعلون “أكثر من أي وقت مضى في تاريخنا” من أجل المحاربين القدامى.
قال بايدن موجهًا حديثه لترامب: “أنت المغفل. أنت الخاسر.” وهو اقتباس يعكس نوع اللغة المحملة بالإهانات التي تنتقد حملة بايدن ترمب لاستخدامها.
وأضاف بايدن: “توفي عدد أكبر من الأشخاص في عهده – رغم أننا قد أصلحنا الوضع إلى حد كبير – توفي عدد أكبر من الأشخاص في عهده مقارنةً بعهدنا، وكنا في وسط الأزمة.”
أثناء المناظرة، شن الرئيس السابق دونالد ترامب هجومًا على الرئيس جو بايدن بخصوص سياسات الحدود. أشار ترمب إلى أن إدارة بايدن شهدت أكثر من 7.9 مليون مواجهة على الحدود الأميركية-المكسيكية، وهو ما يقرب من ثلاثة أضعاف العدد الذي حدث في عهد ترامب.
وأشار ترامب إلى أن المهاجرين فروا من منازلهم لأسباب متعددة، بما في ذلك تأثير الجائحة على اقتصادات أمريكا الوسطى والكوارث الطبيعية. وقال أيضًا إنه أجرى مقابلات مع مهاجرين أكدوا أنهم شجعوا على القدوم بسبب توقعهم لإدارة أكثر ترحيبًا.
خلال المناظرة، ادعى ترمب أن الديمقراطيين “يدعمون الإجهاض حتى وفيما بعد الشهر التاسع”، وزعم أن بعض الولايات الديمقراطية تتبنى هذا الموقف.
التضخم.
بايدن ارتكب بعض الهفوات في البداية، حيث أخطأ في عدد الوظائف التي تم إنشاؤها خلال فترة رئاسته وقال بشكل غير متناسق إنه “أخيرًا تغلب على برنامج ميديكير.”

قد يعجبك ايضا