“نص خبر “- كمال طنوس
“المهرج” مسلسل سوري يعرض على منصة “شاهد” لا ينم الاسم عن فحواه. لا يوجد تهريج ولا يوجد مهرج. بل هناك قاتل متستر ذكي يرتكب جريمة بحق شاب وقع في حب سيدة جميلة متزوجة وطبيبة ذات مكانة.
البداية المشوقة الصاعقة
يبدأ المسلسل بمشهد صاعق حول جريمة قتل وتنكيل بالضحية. من المشاهد الأولى تدرك أن رشا شربتجي المخرجة قادرة على تصوير هذه الحلقات المفعمة بالإثارة والحدة والقسوة. فرشا لا تشفق على المشاهد ولا تجمل الإطار بل تصوره بالكامل بحرفية الواقعة دون تجميل ودون “روتشة” . تقدم القصة من بدايتها صافعة وحارقة.
القصة حقيقة غير مجملة
في البداية هي قصة حب بين شاب يافع وسيدة ناضجة وطبيبة زاحت عن طريق الارتباط وخانت زوجها، في بالها أنها خيانة تعبر وتمر لكن الشاب الغريق في الحب لم تكن المسألة عنده عابرة بل قصة حياة أو موت. الحب الجارف بات شاهقاً خلال أيام قليلة بات كابوساً على الطبيبة المتزوجة”أمل بشوشة” تربص بها العاشق اليافع يؤدي دوره إبراهيم الشيخ وباتت محور حياته وكل حياته.
تتأزم القصة بين صديق يعرف بقصة الحب هذه وبين زوج أدرك خيانة زوجته وبين رجل اعمال قادر مقتدر مدير زوجها الطموح وعينها على الطبيبة الجميلة وبين محامي عاطل عن العمل ويريد قضية تفرج عن ضائقته.
قُتل الشاب المغروم وتشابكت الخيوط فيما بينها وبدأت التحقيقات بالجريمة والمشاهد يتابع القصة من كل زواياها. جريمة أودت بشاب لكن كانت كفيلة أن تزيح اللثام عن نفوس وتفرجي كل شخصية على حقيقتها. المتهمون كثر نتيجة عري هذه النفوس التي اما يهمها الثراء او المجد أو الحب أو لإنها مريضة. والمشاهد يتفرج على عورات الشخصيات وتقلباتها وحقيقتها. والتحقيق ماشي، والمحقق ضائع بين كل هذه الخطايا التي تلف الشخصيات.
المسلسل ليس فقط جريمة بل يعري النفوس
“المهرج” عمل مثير وشيق فيه حب وكره وجريمة وفيه إخلاص وخيانة والاهم فيه ذكاء وغموض.
رشا شربتجي صورت القصة وشرحتها بطريقة مثيرة وغامضة وسهلة في آن وهذا يحسب لها. والقصة واقعية جداً تشرح علاقات الصداقة والأزواج والناس الطموحة التي قد تبيع كل شيء من اجل وصولها.
الحكاية تنطلق من جريمة وتغوص في خبايا كثيرة أهمها النفوس وما تحمله من غرابة وكذب ونبل.
لا يوجد بطل واحد في العمل بل الكل الابطال وقد يكون المحقق “غزوان الصفدي” من أهم الشخصيات في العمل.
الابطال
العمل من بطولة أمل بشوشة وخالد القيش اللذين يؤديان دوراً ممتعاً في تجسيد العلاقة الزوجية الكاذبة. اما باسم ياخور الذي يلعب دور المحامي فله نكهة خاصة في العمل من خلال شخصيته المرحة والحدقة بالرغم من أنه يظهر كشخص اهبل بمظهره وحركاته وهذا ما يجعل منه شخصية مشوقة رغم بعض “الأوفرة” غير المستحقة.
المسلسل يستحق المشاهدة
الكشف عن الجريمة وسرد القصة سيستمر على مدى عشر حلقات مما يجعل منه مسلسلاً مقتضباً ومرصوصاً لا يوجد فيه تطنيب ولا ملل. العمل بالكامل صور في دمشق ويعيد لنا صور الشام وجبل قاسيون ودوار دمشق الشهير. وجمالية المدينة الرابضة تحت سماء نقية اجادت شربتجي في تصويرها.