الوقوع في الفخ الأمين

كانت تشبه ليلى في الغابة ولكن بدون الذئب المنتظر، كانت تحلم بقصر صغير يشبه قصر فلة ومشت ومشت حتى أنهكها الحزن الحزن الذي اجتاحها بسبب وفاة والدها باكرا وحملت وجهه الراقد ومشت وقررت أن تكمل حياتها في زحام شديد. ربما خافت من شعور الوحدة وربما أجبرت على ذلك عاشت في زحام شديد ولكن كان هذا الزحام في القاع في الحضيض وفي كل مرة كانت تشعر بيد خفية وصوت داخلي يدعوها أن تصعد لتطفو على سطح القاع ولكنها دائما كانت تقاوم وتقول له أنا الاستثناء التي ستكسر القاعدة وسأصنع من هذا القاع مايشبه الجنة.

لم تكن تعرف ماهية ماتحمل على عاتقها من مهمة كسر القاعدة تعرضت لأسوأ مشاعر ممكن أن يتعرض لها طير بعمرها الصغير ظلمت كسرت اغتصبت لم يبق الا الموت التي لم تكن تتمناه ولماذا لاتعرف إلى أن آن الأوان لتقع في أول فخ آمن بحياتها فخ حنون أقول فخ لأنه قبض عليها قبضة الملاك الثائر كي لاتهرب منه وكان الفخ الجميل الرصين المحكم المحب المعطاء واتخذته قطعة من روحها الممزقة وتمسكت به بكل قواها المنهكة كانت دوما على خلاف معه مع أنه أحبها ويحبها جدا ودوما على صراع ليعلمها ويضع قدمها على أول وأقسى وأصعب خطوة في حياتها، وهي أن تغفر ودوما كانت ترفض لأنه ليس بالأمر اليسير الغفران. ليس بالأمر المستطاع أن تغفر بعدما حل الخوف والظلم والهلع وتمكنوا منها ظل ذلك الفخ يقومها دهرا.

ولم يكل ولم يمل لأن كان له أبا دائما يقول له اقبلها كما هي لأنني قبلتك كما أنت وبعد عمر ليس بالقصير غاب الفخ وسافر عنها ولم يتخلى عنها حتى ترك لها من يحرسها وكان فخها الثاني كان رقيقا رغم قسوته كان حنونا وغافرا رغم ما واجه وقبلها أيضا ببركة ومسك بيدها وقادها إلى رحاب الأمان إلى يد أمينة ظل القدر يرسل لها إشارات كي تفهم أنها ساطعة مشرقة أينما حلت وبالفعل وصلت قبل نهاية الحكاية التي لم تنتهي إلى مبتغى الكثير يبحث عنه ولكن دون جدوى عرفت حينها أنها المختارة لكل ما مر عليها ووقعت فيه لتصل ذلك المبتغى حكاية تلك الطفلة لم تنتهي لأنها مازالت في حضن الفخ الآمن والمبتغى المرجو والى حين اخر سأكمل لكم ما حل بها وأتمنى أن تتوقعوا ولاترسموا نهاية مجرد توقع لاغير

أتمنى أن تقعوا جميعا بفخوخ تشبه فخوخها حتى تبيتوا بأمان مطلق.