21 يوليو 2023
يارا حسين_ نيويورك تايمز
البقرة” و”الكوالا” و”الحسون” ليست أسماء للحيوانات فقط، بل أسماء أطلقها العلماء على انفجارات فضائية غامضة لا يستطيعون تفسيرها حتى الآن.
سمي أحدث هذه الانفجارات “الحسون”، على اسم نوع من العصافير، ورُصد في 10 إبريل الماضي باستخدام مرصد بالومار في كاليفورنيا. وهذا أول “حيوان جديد” يُكتَشف خارج مجرة، مما يجعله أكثر الاكتشافات إثارة للاهتمام حتى الآن.
ما هي هذه الانفجارات الغامضة ؟
توضح صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن هذه الانفجارات يطلق عليها اسم “العابرات الضوئية الزرقاء السريعة المضيئة”، وهي انفجارات فضائية أكثر إشراقاً حتى من المستعرات العظمى التي تحدث عندما تنفجر النجوم، ومن هنا جاءت التسمية “المضيئة”.
وإلى جانب إشراقها الشديد، تضيء هذه الانفجارات بسرعة، وتكون ساخنة للغاية تصل حرارتها إلى 70 ألف درجة فهرنهايت، وبالتالي ينبعث منها ضوء “أزرق”، ومن هنا جاءت بقية الاسم “الزرقاء السريعة”.
وتقول عالمة الفلك في جامعة وارويك في إنكلترا، دين كوبيجانز: “عادةً ما تشرق المستعرات العظمى وتتلاشى على مدى أسابيع إلى شهور”، بينما “تضيء العابرات الضوئية الزرقاء السريعة في ثلاثة إلى أربعة أيام فقط وتتلاشى على نطاقات زمنية أسرع بكثير”.
وكان أول انفجار من هذا النوع تم رصده هو “البقرة” عام 2018، والاسم مشتق من تسلسل الحروف والأرقام الذي تشكّله تسميته AT2018cow.
ورصد العلماء ستة انفجارات مماثلة بينها ZTF18abvkwla (الكوالا) وAT2022tsd (الشيطان التسماني).
وتسلط ورقة كريمز الضوء على الميزة الأكثر غرابة في “الحسون”، وهي كونه أول انفجار من نوعه يُرصَد خارج أي مجرة، ويبدو أنه ينفجر في الفضاء بين مجرتين، على بعد ثلاثة مليارات سنوات ضوئية من مجرتنا.
ما سبب حدوث العابرات الضوئية السريعة المضيئة؟
في الوقت الحالي، هناك بعض الافتراضات. أبرزها أنه نجم عملاق، كتلته حوالي 20 ضعف كتلة شمسنا، وقد خضع لمستعر أعظم فاشل حيث تشكل ثقب أسود في قلبه.
وإذا كان النجم ضخماً بدرجة كافية، فقد ينهار في الثقب الأسود، بدلاً من الانفجار مرة أخرى على شكل مستعر أعظم. ينتج عن ذلك نفاثات قوية تنطلق للخارج، وهذه النفاثات هي العابرات الضوئية الزرقاء السريعة المضيئة.
الاحتمال الآخر هو أن العابرات الضوئية الزرقاء السريعة المضيئة هي أحداث “اضطراب المد”، حين يأكل الثقب الأسود مادة من نجم مرافق، فتتألق بشكل ساطع في هذه العملية.
ويمكن أيضاً أن تحدث العابرات الضوئية الزرقاء السريعة المضيئة بسبب اندماج نجمين نيوترونيين، النوى المتبقية من النجوم الضخمة الميتة. قد تستغرق هذه العملية مليارات السنين، والتي قد “تمنحها الوقت للهجرة بعيداً عن مجراتها” كما فعل “الحسون”، تقول كريمز.
ويمكن أن يوفر العثور على المزيد من العابرات خارج المجرات تلميحات عن سببها. ومع استمرار تدفق الاكتشافات، يعتزم علماء الفلك الاستمرار في تسميتها بأسماء الحيوانات.