5 يونيو 2023
نص خبر/ مكتب القاهرة
بعد 225 عامًا من الإغلاق يعود مسجد الظاهر بيبرس يعود ليحتل مكانه كواحد من التحف المعمارية النادرة بالقاهرة القديمة التي تعد متحفًا مفتوحًا يضم العديد من الطرز المعمارية فى العالم
وسط حضور زاخم سياسيًا ودينيا تم أمس الأحد افتتاح مسجد الظاهر بيبرس بالقاهرة فى الحي الذي يحمل اسمه فى حضور عدد كبير من رجال الدين والسياسة يتقدمهم الإمام الأكبر دكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور مولين أشيمبايف رئيس مجلس الشيوخ الكازاخي ومفتي مصر وكازاخستان هذا إلى جانب وزيري السياحة والآثار والأوقاف وجمع كبير من رجال الدين .
ومسجد الظاهر بيبرس أنشأه السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري عام 1268/ 667 هجرية في الحي الذي يحمل اسمه في قلب القاهرة، ويعتبر الظاهر بيبرس المؤسس الحقيقي لدولة المماليك البحرية، ويشبه تخطيط مسجد الظاهر بيبرس المسجد النبوي في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية وهو التخطيط نفسه الذي جاء عليه جامع أحمد بن طولون، من حيث الصحن المحاط بـ4 إيوانات وتعلو محرابه قبة.
ويعتبر المسجد أيقونة العمارة المملوكية في مصر، وقد قامت الدولة بتطوير المسجد وتشمل أعمال التطوير تقوية أساسات الأعمدة والمنبر، وترميم بعض المناطق بالمسجد للوصول إلى الشكل الأصلي له، والحفاظ على صبغته التاريخية، وترميم أعمدته الرخامية البالغ عددها 60 عمودا.
ويشمل المشروع تطوير إيوان جهة الشمال الغربي بمساحة 1040 مترا مربعا، وإيوان جهة الشمال الشرقي بمساحة 880 مترا، وإيوان جهة الجنوب الغربي بمساحة 880 مترا، بالإضافة إلى مداخل الإيوانات.
هذا ويذكر انه ساءت حالة مسجد الظاهر بيبرس بعد أن أهمل، فحوله العثمانيون إلى مخزن للخيام، وفى عهد الحملة الفرنسية تحول الجامع إلى قلعة وثكنات للجنود الفرنسيين وعرف الجامع في ذلك الوقت باسم قلعة «سيكوفسكى»، وفى عهد محمد على باشا تم تحويل المسجد إلى معسكر ومخبز للجراية، ثم استعمل بعد ذلك مصنعًا للصابون.
وأنه في عام 1812 نقلت أعمدة الجامع الرخامية وكذلك بعض أحجاره لبناء رواق الشراقوة بالجامع الأزهر، وذلك بناء على رغبة الشيخ الشرقاوى، كما ذكر كتاب «مساجد مصر وأولياؤها الصالحون»، كما يقال إن بعض أعمدة الجامع استعملت في بناء قصر النيل، ومنذ سنة 1882م اتخذ جيش الاحتلال البريطانى مسجد الظاهر بيبرس مخبزًا ثم مذبحًا، وقد عرف ولا يزال «مذبح الإنجليز»، وإن كان الذبح قد أوقف منذ عام 1915م.
وفى عام 1918 تسلمت لجنة حفظ الآثار العربية جامع الظاهر بيبرس فأصلحت بعض أجزائه ورممتها، خاصة الجزء المحيط بالمحراب وجعلت منه مصلى، أما باقى الجامع فقد حولته مصلحة التنظيم إلى منتزه، وفى عام 1970 بدأت مصلحة الآثار تهتم بإعادة بناء الجامع وإرجاعه إلى حالته الأولى.