31 أكتوبر 2023
خاص – نص خبر
في كل حدث عالمي مهم، يبرز اسم بيرس مورغان الصحافي البريطاني كمؤثر ونموذج قوي وراسخ للسلطة الرابعة. فمن هو هذا الصحافي وما هي سيرته؟
ولد بيرس ستيفان بوجي مورغان في بريطانيا مارس 1965 وهو مذيع وصحفي وكاتب وشخصية تلفزيونية. بدأ حياته المهنية عام 1988 في صحيفة ذا صن عام 1994، وعين رئيس تحريرها وله من العمر 29 عاماً مما جعله أصغر رئيس تحرير لصحيفة وطنية بريطانية منذ أكثر من نصف قرن.
منذ عام 1995، قام مورغان بتحرير صحيفة ديلي ميرور، لكنه طُرد منها بعد نشر صور لكاثرين فيكتوريا لوكوود، زوجة تشارلز، إيرل سبنسر، وهي تغادر عيادة اضطرابات الإدمان في ساري. كان هذا الإجراء مخالفًا لقواعد سلوك المحررين، ليعمل كمدير التحرير في First News ثم أصبح مورغان أول محرر متجول للعملية الأمريكية لموقع MailOnline.
إلى جانب عمله التحريري كان مورغان مقدماً تلفزيونياً شهيراً ومطلوباً، فقد كان يظهر في أكثر من برنامج منها “صباح الخير يا بريطانيا” وبرنامج “قصص حياة” و”بريكفاست” كما أنه كان عضو لجنة تحكيم في America’s Got Talent
يتميز مورغان بأسلوبه الساخر بالعمق البريطاني، ساخر وهادئ وعميق وماكر، وبسبب هذا فصل من كل محل عمل به، أراؤه صريحة وغالباً صحيحة، يقول ما يريد بقوة وحزم ومكر. في برنامج صباح الخير بريطانيا، أدت آراء مورغان المواجهة وتعليقاته المثيرة للجدل إلى قيام شركة Ofcom بفصله في عدة مناسبات. ولكن في مارس 2021، ترك مورغان البرنامج بأثر فوري، بعد انتقاده لمقابلة المذيعة الشهيرة أوبرا مع الأمير هاري وزوجته ميغان حيث تلقى البرنامج أكثر من 57000 شكوى من المشاهدين بما في ذلك شكوى من ميغان، دوقة ساسكس، نفسها؛ ورفعت عليه العديد من القضايا ولكن تمت تبرئة مورغان لاحقًا.
تسبب بأزمة وطنية وقضية رأي عام حينما كتب “مانشيت” رئيسي قبل يوم من خسارة منتخب أنكلترا من قبل منتخب ألمانيا على ملعب ويمبلدن “استسلام..انتهت بطولة اليورو من أجلك يا فريتز زي”. ملمحا إلى الحرب العالمية الثانية ولكن غضبت أنجلترا كلها منه.
استلم مورغان أشهر الصحف الشعبية في أنكلترا، The Mirror بعد أن انخفضت مبيعاتها، ولكن تسبب بعدة قضايا وحوادث، فقد قام الصحفي جيريمي كلاركسون بإفراغ كوب من الماء فوق رأس مورغان ردًا على بعض الصور المنشورة له، وفي حفل توزيع جوائز الصحافة البريطانية، لكم كلاركسون مورغان ثلاث مرات خلال جدال آخر. أما نعومي كامبل فقد ربحت قضيتها ضده لأسباب تتعلق بالخصوصية بعد أن نشرت صحيفة ميرور صورة لها وهي تدخل عيادة المدمنين المجهولين. انتقد مورغان الحكم قائلاً إنه “يوم جيد للكذب وتعاطي المخدرات، أولئك الذين يريدون الحصول على كعكتهم من وسائل الإعلام والحق في تناول كميات كبيرة من الشمبانيا الكريستالية بلا خجل”.
وكما هو معلوم، تم طرده من الميرور عقب فضيحة التعذيب في سجن أبو غريب، حيث قام بنشر صور فوتوغرافية مزيفة تظهر سجناء عراقيين يتعرضون للإيذاء على يد جنود الجيش البريطاني من فوج لانكشاير وفي غضون أيام تبين أن الصور مزيفة بشكل فج. وتحت عنوان “آسف.. لقد تم خداعنا”، ردت صحيفة “ميرور” بأنها وقعت ضحية “خدعة محسوبة وخبيثة” واعتذرت عن نشر الصور. ومع ذلك، رفض مورغان الاعتراف بأن الصور مزورة، وذكر أن الإساءة التي تظهر في الصور تشبه نوع الإساءة التي كانت تحدث في الجيش البريطاني في العراق في ذلك الوقت.
اتهم مورغات أيضاً بقضية رأي عام منتصف التسعينيات تتعلق باختراق الهواتف لأسباب استقصائية أثناء إدارته لتحرير ترينيتي ميرور التي اعترفت لأول مرة عام 2014 بأن بعض صحفييها متورطون في اختراق الهواتف ووافقت على دفع تعويضات لأربعة أشخاص رفعوا دعوى قضائية بتهمة القرصنة المزعومة لرسائل البريد الصوتي. وأكدت بي بي سي أن الجزء الأكبر من المخالفات المزعومة حدثت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما كان مورغان محرر ديلي ميرور. ولكن مورغان نفى دائمًا أي تورط في هذه الممارسة. وذلك لأسباب استقصائية وأول العام الجاري 2023 عادت قضية الأمير هاري إلى السطح إذ اتهم مورغان مجدداً بقلة أخلاقه في اختراق الهواتف، بما في ذلك اختراق هواتف هاري ووالدته ديانا. أميرة ويلز. معركته هذه مع هاري وزوجته ميغان، ما تزال مستعرة، حيث قاد مورغان حملة هائلة على الاثنين لم يتوقف سعيرها حتى اليوم.
في عام 2003، سقط الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش من دراجة سيجواي فكتب مورغان عنواناً صارخاً على صفحته الأولى في ميرور يقول: “يجب أن تكون أحمقًا حتى تسقط، أليس كذلك يا سيدي الرئيس”، ولكنه بعد أربع أعوام عام 2007 سقط مورغان نفسه من دراجة سيجواي وكسر ثلاثة أضلاع، فكتب منافسه اللدود سيمون كويل نفس العنوان مستهزئاً به وشامتاً… “يجب أن تكون أحمقاً حتى تسقط.. أليس كذلك يا مورغان؟”. يذكر أن سيمون كويل حينما أراد أن يغادر أميركان جوت تايلنت اختار مورغان بديلاً عن نفسه.
فاز مورغان بنسخة المشاهير الأمريكية من The Apprentice في عام 2008. حيث حصل على لقب Celebrity Apprentice من قبل المضيف دونالد ترامب وجمع أموالًا أكثر بكثير من جميع المتسابقين الآخرين مجتمعين.
في المباراة النهائية، ترامب وصف مورغان بأنه “عديم الرحمة، ومتغطرس، وشرير وبغيض” وصرح مورغان أنه شخصيًا لن يصوت لصالح ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016 على الرغم من كونه غير مؤهل للتصويت وبغض النظر من وصف ترامب بأنه صديق مقرب! وظلت علاقة الاثنين باضطراب وبين جذب وشدّ، وقد تبادلا الشتائم والتهم على موقع X أو تويتر سابقاً.
اتهم مورغان بعشرات التهم، عنصري، فظ، مراوغ، كاذب، مجرم، مغرور، ورفعت عليه مئات الشكاوي والقضايا بسبب حبه وبحثه عن الجدل وانغماسه بصحافة القيل وقال. كما لديه عشرات العداوات مع النجوم والمشهورين ولكن لا أحد ينكر على الإطلاق أنه من أبرز الإعلاميين العالميين ومن أكثرهم مهارة في صناعة الرأي العام.