12 نوفمبر 2023
“نص خبر”- متابعة
تتواصل عمليات القصف والمعارك العنيفة في محيط مستشفيات غزة الأحد بين جيش الكيان الإسرائيلي الذي يحاول التقدّم داخل غزة وحركة “حماس”، ما يهدّد حياة آلاف الفلسطينيين العالقين في مرافق صحية حذّرت منظمات دولية من أن وضعها “كارثي” ينذر بتحوّلها الى “مشرحة”.
في هذا الوقت، تتعرض مناطق أخرى في قطاع غزة لقصف الكيان الإسرائيلي، وبينها في الجنوب حيث وصل عشرات آلاف الفلسطينيين خلال الأيام الماضية هرباً من الشمال حيث تتركز المعارك، ويصعب عليهم كما على من وصل قبلهم، إيجاد مأوى، بينما لا يجد معظم السكان غذاء ودواء وماء للشرب أو للاستحمام في ظل الحصار المطبق الذي يفرضه الكيان ردّاً على هجوم حماس.
وأعلن وكيل وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس” يوسف أبو الريش أن إسرائيل دمّرت “بالكامل مبنى قسم القلب في مستشفى الشفاء”، المستشفى الأكبر في قطاع غزة، وحيث لا يزال عشرات الآلاف من النازحين والجرحى والمرضى عالقين، بينما تتركز المعارك في محيطه منذ يومين.
وكان جيش الكيان نفى في وقت سابق استهداف المستشفى بشكل متعمد، لكنه كرّر اتهام “حماس” باستخدام المرافق الطبية كمقرّات لها ولقيادييها وبنيتها العسكرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية بشدة.
وصرّح المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري أنه “انتشرت معلومات كاذبة بأننا نطوّق مستشفى الشفاء ونقصفه. هذه تقارير كاذبة”، مضيفاً أن “حماس تكذب بشأن ما يحدث في المستشفيات”.
وقال هغاري “طلب طاقم مستشفى الشفاء أن نُساعد في إجلاء الأطفال الرضّع من قسم طب الأطفال نحو مستشفى أكثر أماناً. سنُقدّم المساعدة الضروريّة”.

وكانت جمعيّة “أطبّاء من أجل حقوق الإنسان” الإسرائيليّة غير الحكوميّة أفادت الجمعة عن وفاة رضيعَين من الخدّج في مستشفى الشفاء.
وقالت الجمعيّة “خلال الساعات القليلة الماضية، تلقّينا تقارير مروّعة من مستشفى الشفاء. لا كهرباء ولا ماء ولا أكسجين. أدّى القصف العسكري إلى إلحاق أضرار بوحدة العناية المركّزة وكذلك بالمولّد الوحيد الذي ظلّ يعمل حتى الآن. ونتيجة لانعدام الكهرباء، توقّفت وحدة العناية المركّزة لحديثي الولادة عن العمل وأدى ذلك إلى وفاة رضيعين”.
وحذرت من وجود “خطر حقيقي على حياة 37 رضيعاً من الخدّج الآخرين”.
وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” الأحد “في حال لم نوقف سفك الدماء فوراً عبر وقف إطلاق النار أو الحد الأدنى من إجلاء المرضى، ستصبح هذه المستشفيات مشرحة”.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 20 من أصل المستشفيات الـ36 في غزة باتت “خارج الخدمة”.
وأكّد الجرّاح محمد عبيد الموجود داخل مستشفى الشفاء في رسالة صوتية نشرتها “أطباء بلا حدود” عبر منصة “إكس”، انقطاع المياه والكهرباء والغذاء داخل المستشفى عن نحو 600 مريض خضعوا لعمليات جراحية، ووجود ما بين 37 و40 طفلاً و17 شخصاً آخرين في العناية المركزة.
وتابع أن الوضع “سيئ جدّاً جدّاً”.
وكان مدير مجمّع الشفاء محمد أبو سلمية حذّر من أن “الطواقم الطبية عاجزة عن العمل، والجثث بالعشرات لا يمكن التعامل معها أو دفنها”. وأكد أن “المستشفى محاصر تماماً والقصف مستمر في محيطه”.
وأعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عن قلقه الأحد بعد “فقدان الاتصال” مع محاوريه في الشفاء.
ولا تقتصر المعارك على محيط مستشفى الشفاء، بل تدور أيضاً قرب مستشفيات أخرى في شمال غزة منها المستشفى الإندونيسي. وقال مديره عاطف الكحلوت إن نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات دفع الى قطع الكهرباء عن محطة تحلية المياه وأجهزة طبية.
وأوضح أن المستشفى “يعمل بنحو 30 الى 40 بالمئة من قدرته”.
وقالت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ “الدبابات والآليات العسكرية تحاصر مستشفى القدس من جميع الجهات”، مشيرة الى قصف مدفعي وإطلاق نار في محيطه.
وأشار الى أن المستشفى يضم نحو 500 مريض وأكثر من 14 ألف نازح، محذراً من أن الأطفال الرضع “يعانون من الجفاف بسبب انقطاع الحليب”.