23 يونيو 2023
علي اسماعيل – كاتب سوري
خطر لي هذا السؤال حين قرأت إعلانا عن إقامة ورشة لتعليم كتابة السيناريو، لم أستطع العثور على إجابة شافية، ترى هل سيخبرون طلاب السيناريو عن تاريخ صناعة السينما؟! أو عن أنواع الكاميرات التي استخدمت حتى الآن؟! هل سيعلمونهم أن يكتبوا ليلي أو نهاري أو قطع؟! هل سيعلمونهم كيف يصفون المكان و الأشخاص و الأفعال؟!
من وجهة نظري، لا أعتقد أن الكتابة بكافة أشكالها يمكن أن تدرس، هي موهبة لا تقبل قواعد و لا ضوابط، هي ملكة تطور بالمحاولة و الاجتهاد والتجربة و التعمق و المطالعة السخية لكنها لا يمكن أن تدرس.
لا أعتقد أن رواد الورشات يعتبرون أنفسهم طلابا، إنهم يذهبون للتعلم ظاهرا أما بواطنهم تتقصى عن فرصة هنا أو هناك لعل الحلم يتحقق. الكاتب لا يعلم كاتبا ، الكاتب يحكي للكاتب عن تجربته و لعل أهم محطات هذه التجربة هي الطريقة التي استطاع فيها المعلم أن يكتب نصا قابلا للبيع في سوق العمل.
من الضروري للكاتب الشاب أن يسمع مصطلحات لا تشبه إبداعه، مصطلحات السوق والعرض والطلب والإيرادات والإعلانات ، وبهذا ربما يحتاج الكاتب الشاب أو الكاتبة الشابة إلى محاضرة يتم فيها الإعلان عن نوعية الأعمال التي تقبلها شركات الانتاج ، عوضا عن ورشة لا فائدة منها إلا معلومات يمكن التقاطها من الكتب والحياة و من المهم أن يكون القائمين على هذه المحاضرة هم أصحاب الشركات و أصحاب المحطات و المخرجين، لعلها طريقة توفر على مواهبنا الأجر الذي يدفعونه لقاء الورشات و الوقت الذي قد يخسروه في تأليف نص لا يباع و لا يشترى.
العلم في كل شيء إلا في الكتابة
أما عن ورشة إعداد ممثل أو مخرج، هي خطوة إيجابية و فرصة جيدة لمن منعتهم الظروف من الدراسة في الأكاديميات المختصة بفن التمثيل و الإخراج ، موهبتي التمثيل و الإخراج تخضعان لقواعد لابد من تعلمها حتى تندفع الموهبة بطريق سليم ، حتى أننا بتنا نرى من وقت لآخر ممثلين جدد استطاعوا العمل و المشاركة في المسلسلات، ممثلين أضاعتهم الأكاديميات وفازت بهم الورشات.