الخميس 6 أبريل
سامح محجوب / القاهرة
بعدما مشاهدات مليونيةوآلاف البوستات والتعليقات التي أغرقت التايم لاين خلال العشرين ساعة الماضية حول القطة التي اعتلت كتف إمامٍ بأحد المساجد الجزائرية، كيف رأى المثقفون هذا التريند؟
الناقد والكاتب المعروف محمد سليم شوشة كان له رأي فى ذلك :
من الطبيعي جدا أن كثيرا من الحيوانات تستشعر السكينة في دور العبادة المختلفة وسنجد ذلك في أغلب الأديان لأن الإنسان في دور العبادة عموما يكون مسالماً وفي حالة صفاء وسلام نفسي والحيوانات الأليفة في غاية الحساسية وتستشعر هذه الحالة من النقاء والصفاء فتقترب منه وكل هذا له ما يدعمه من الدراسات النفسية والسلوكية لدى الحيوان وهناك دراسات خاصة بالعقل عند الحيوان ومؤخراً لانشغالي بمراقبة الحيوانات؛ لمست ما يمكن أن نطلق عليه بالعقل السلوكي the behavioural mind وهو تعبير عن العقل والتفكير النسقي المنتظم لدى الحيوانات المختلفة النابعة من خبراتها الجسدية والسلوكية وحدود ذاكرتها إذن فكل هذه المشاهد طبيعية ومنطقية ومعتادة بل في سلوك الحيوان عموما ما هو أكثر غرابة وجذبا للانتباه من علامات الوجل والخشية ومشاعر الأمومة مثلا عن أغلب الأنواع من القردة وهكذا لم يعد سلوك الحيوان غيبيا في المطلق فالحيوان له عقل وله عاطفة وقدر على الاستشعار والإدراك وتمييز الخطر أو الأمان من نظرات العيون لدى الإنسان أو لدى حيوانات أخرى.
الجديد في هذه المرة وحول مشهد القطة في المسجد إلى تريند هو تسييس لجان الإسلام السياسي على وسائل التواصل الاجتماعي لكل شيء ورغبتها في توظيفها بشكل دعائي فج، وهم يتحركون بشكل منظم ويتعمّدون صناعة هذه الدعاية في اعتقاد أنها تدعم وجودهم وتشحن الناس بالعاطفة الدينية المجردة من التعقل وكثير من هذه المشاهد كانت ستكون جميلة وذات طابع إنساني لو ظلت بعيدة عن هذا التسييس السام والمضلل.