في تطوّر غير مسبوق، يشهد عالم التكنولوجيا الكبرى تقارباً بين قادته البارزين الذين لطالما كانوا في حال تنافس وصراع علني. مع دخول دونالد ترامب فترة ولايته الثانية، بدأت ملامح مرحلة جديدة تظهر، حيث يسعى كلّ من جيف بيزوس ومارك زوكربيرغ إلى تعزيز علاقتهما مع الرئيس الجديد، بينما يقتربان بشكل ملحوظ من إيلون ماسك، الذي كان أحد أبرز منتقديهما في الماضي.
“نص خبر”- متابعة
يأتي هذا التغيّر في العلاقات كاستجابة للتحدّيات المتزايدة من التدقيق الحكومي، ما دفع الأطراف الثلاثة إلى تبنّي مواقف أكثر تصالحية، وتحويل الانتباه عن أنشطتهم وسط المخاطر التنظيمية المتصاعدة.
لغة جديدة بين الخصوم
الأسبوع الماضي شهد تقارباً لافتاً بين ماسك وبيزوس، حيث أشاد كلّ منهما بإنجازات الآخر في قطاع الفضاء عبر منصّة “إكس”، في حين أعلن مارك زوكربيرغ خطوة مفاجئة بالتخلي عن سياسات التحقّق من الحقائق داخل شركته “ميتا”، ما بدا كمحاولة للتقارب مع توجّهات ماسك. هذا التقارب لم يكن مجرّد كلمات، فقد شارك ماسك صورة رمزية من فيلم “الأخوان غير الشقيقين” للتعبير عن طبيعة العلاقة المتغيرة بينه وبين بيزوس. ومع استحواذ ماسك على تويتر وتحويله إلى منصّة “إكس”، أصبح يلعب دوراً سياسياً مؤثراً، حيث استخدم نفوذه لدعم حملة ترامب الانتخابية، وهو ما أكسبه مكانة متزايدة بين القادة السياسيين.
تحدّيات وتحالفات مؤقّتة
ورغم هذا التقارب الظاهري، تبقى التحدّيات قائمة، خاصة في مجال مكافحة الاحتكار، حيث أشار خبراء قانونيون إلى أنّ التحالفات الشخصية لن تُنهي التحقيقات الجارية ضدّ شركات التكنولوجيا الكبرى. في المقابل، بدأ زوكربيرغ في توجيه انتقاداته نحو شركة “أبل”، معتبراً سياساتها عقبة أمام الابتكار.
دعم ماسك هذا التوجّه بإثارة القضية مجدّداً مع جمهوره، ما يُظهر أنّ التحالفات المؤقّتة لا تلغي وجود مصالح متضاربة. يُظهر هذا المشهد أن عالم التكنولوجيا الكبرى يشهد تحولاً إستراتيجياً، حيث أصبحت التحالفات المؤقّتة وسيلة ضرورية لمواجهة تحديات مشتركة، ما يُؤكّد أن “عدو عدوي هو صديقي” هو شعار المرحلة الحالية.