“نص خبر “- كمال طنوس
أنغام تقدم ملحمة غنائية في ألبوم “تيجي نسيب” بعد غياب خمس سنوات .12 أغنية تقلب فيها مواجع الحب وحلاوته. تقدم الكلمات البكر والألحان التي نقرت على أوتار العمق تهز بها المشاعر وتسكب صوتها ماءً يروي قلوب الحب بكل نكساته، محفزة على النهوض والاستمرار ثم المغادرة بعد طول صراع.
قمة أنغام
هذا العمل الفني المفصل بعناية شديدة، والمشغول بشغف كبير. عمل يصل القمة بكل ما فيه. أنه أنغام الحب بكل طقوسه وأسراره وحالاته. قُدم حتى يكون البوم هذا الزمن تجتاح فيه المطربة كل ساحات الغناء وتطوب نفسها أميرة الفن، وتجعل من اسمها صوت مصر.
“تيجي نسيب” ليس عملاً فنياً يحسب بمعية أي عمل أخر. بل هو القمة التي وصلت لها أنغام. وجعلها تقف في علياء الأداء ومعها كل الشعراء والملحنين الذين قدموا عملاً يستحق أن يكون سمة هذا الوقت.
12 أغنية مرصوفة في حالة فنية وإنسانية يعبر عن كل المشاعر التي تمر بها علاقة المرأة مع الرجل من حالات حب ووفاق وهيام وافتراق وخيانة وضعف وقوة.
عمل درامي غنائي
البوم عبارة عن قصة كبيرة وحكاية عاشقين. وكل أغنية تسرد حكاية منفردة ويتطور السرد مع كل أغنية حتى تمر على كل مواقف الحب دون تغافل. لا بل تبدع في تصوير حالات لا تخطر في بال.
الأغاني منتقاة بعناية ليس مجرد كلمات مستهلكة بل كلمات بكر جديدة وقصص جديدة والحان ترافق أهات الكلمات وانكسارها وقوتها. كل شيء مكثف في هذا العمل. الشعر لين ومنساب كقطر أو دمع واللحن ينهار كشلال يلف الكلام ويأتي صوت الفنانة كأريج وعطر يلف السمع بأجمل أداء لدرجة نسمع صوت الآه وصوت الغور وصوت التحدي وصوت النقمة.
أغاني كحكايات قصيرة ضمن القصة الكبيرة
أغنية “بقالك قلب” الأغنية الأولى التي تبدأ بها الألبوم تحكي عن الحب المكسور والجمع الصعب والاستمرار المستحيل.
“محتاج لحناني وأداويك منين وأنا كلي جروح وبقالك قلب”
يتغير السيناريو في “هو انت مين” يعلو الحب يحتل كل الحياة يصبح أكبر من نفسه يتحول ليصبح كل شيء. “یا قلبك لو عينيك نايمين
وعن نوم عيني تمنعني
بحبك كل يوم حبين
وأجيب قلبين منين يعني ھو إنت مين”
ثم يتطور المشهد في أغنية “موافقة” هذه الأغنية الفريدة التي فيها من الذم وفيها من القوة والضعف. أغنية المواجع ولكن بتحدٍ يعصر الحصرم في العيون. تقول:
“موافقة أسيبك وتسيبني.ھسدد كل اللي عليا.ھرجعلك روحك المطفیة.كل مشاكلك النفسية.العدل إننا لو ھنسيب بعض . نرجع لحياتنا الطبيعية.”
تختزل أنغام طقوس الحب جميعاً وتقف في صف المرأة التي تضيّع حياتها من أجل الحب حتى أنها تسأل عن الغائب الضائع الذي وعد ورحل وبقيت تنتظر دون إجابات مثل اغنية “ايه الاخبار”.
وتعلو الملحمة أكثر ويكبر البوح وتحكي ما لا يحكى دون خجل في “خليك معاها” إذ تحكي عن حب الرجل لامرأتين وهي تقبل أن تكون الثانية فتقول له ” خليك معاها”.
الشعر الموصوف
محطات كثيرة تتفرد بها أنغام بالجرأة والبوح وقد نحسب إن هذا لا يغنى لكنها غنت كما في أغنية “موافقة” و”خليك معاها” و”كان بريء” هناك كلام مسرحي وصور تمشي على أرجل ومشاعر توصف وتحكى وكنا نظن إنها مقعرة في الروح لا يمكن البوح بها. الشعر في هذا الألبوم أخذ الكلمة الغنائية إلى مجالات جديدة وابداع موصوف.
هذا العمل الغنائي الدرامي الذي فيه الحب والندم والعشق ولوم الذات والخجل كما في أغنية “بنعمل حاجات”. يصلح أن يكون عملاً مسرحياً تقدم فيه المرأة كل بوحها وفصول حياتها مع الحب والرجل الذي أوصلها لنهاية المطاف “تيجي نسيب” وهي الأغنية الأخيرة في الألبوم. وخلاصة الحب المنتهي مع المغادرة والبعد.
تعاونت أنغام مع كبار الملحنين والشعراء والموزعين في هذا العمل الاستثنائي. ففي المقدمة تعاونت في “بقالك قلب”، من كلمات أمير طعمة وتوزيع وميكس وماستر طارق مدكور، وألحان رياض الهمشرى الذي رحل عن عالمنا منذ 17 عاماً. من الكتاب الشعراء هناك هالة الزيات وأكرم حسني ونادر عبدالله وأمار مصطفى وامير طعمة وملحنين مثل عزيز الشافعي والشرنوبي ومحمود خيامي وتامر عاشور واحمد الناصر وإيهاب عبد الواحد وسواهم.