“جعفر”.. عمدة شيكاغو! – هناء فتحي

هناء فتحي – كاتبة وصحافية مصرية

“حظك معايا كده يا رمضانتي”!*

منذ أن نشر جعفر الشهير بمحمد رمضان على صفحته مساء أمس صوراً له توضح وصوله مطار ولاية شيكاغو بأميركا، ولحظة الاستقبال الحافل الكبير العظيم الرسمي النظمي الفهمي جداًّ – بهزر طبعًا محصلش كل ده – و أنا يا مؤمن أبحث وأدور وألف على كل صحيفة و مجلة أميركية أو حتى قناة محلية بولاية شيكاغو لأشاهد أميركا وهي تستقبل الضيف المصري الكبير – هو كاتب كده على صفحته- و لم أجد خبراً و لا صورة و لا حاجة خالص…

كل الأخبار – يا عيني -على صفحته هو، و هو اللي كاتبها عن نفسه.. “يا غلبااااااان معلهش وإيه كمان”؟ أما من نشر خبراً عن سفره لأميركا فهي فقط مواقع مصرية مثل صدى البلد و موقع الأهرام و حاجات كده.. بس كده ؟ لاااااااااا

الصحف الخارجية التي تتابع جعفر هي فقط وحدها (هاآرتس) الصهيونية بالإضافة إلى ذلك: كانت AP والجارديان قد نشرتا خبرًا عنه، لكنه خبر قديم، و لم يكن جعفر هو المعني، شوف كده.. أصل ده مش ممكن يحصل أبدا ولا حتى لـ روبرت دي نيرو بجلالة قدره.

ولم يكتفٍ رمضان بذلك وبدا و كأنه لا يعاندنا بل يعاند نفسه، بل يفضح نفسه: إذ استمر في نشر أخبار رحلته العجائبية يومًا إثر يوم، فكان أن نشر على صفحته أمس الأول فيديو لا يزيد عن دقيقة يوثق وصوله مطار ولاية شيكاغو الأميركية – ولأنه غشيم ولا يعلم- فقد كان في استقباله عند خروجه من الجوازات نفرٌ من صحبه المتفق عليهم وإحداهن تحمل الورد وآخر يقوم بتصويره بجوار زوجته وابنتيه و هو يمر من الإكس راي.

ولزيادة حظه العاثر معي – و معه- فقد كان صوت ضابطة المطار جليًا وعاليا وهي تأمره أن يسرع و يمر هو و من معه، إذ أنهم تباطؤا من أجل التصوير ، فأعادت عليه الضابطة أوامرها: GO GO ولأنه غشيم فقد نشر الفيديو على صفحته ولم يتبين الكلمات القليلة – سهلة الفهم- الإنجليزية التي تأمره بالمرور سريعاً.

ثمة أمر آخر لم يدركه جعفر العمدة وهو يمر من البوابات الألكترونية بالمطار ، ففي أي مطار من الممكن أن يستقبلك أهلك أو أصدقاؤك أو من يبحث عنك لو كنت غريباً و يستقبلك بـ(بانر) مكتوب عليه اسمك بلغة بلدك، ويخبرك بأن شخص ما بانتظارك، فلا تَخَف -لكن دي كمان جعفر مافهماش – و بدا كالصعيدي في محطة مصر لأول مرةٍ!,

في الأمر هُنا غرابة و دهشة: من أين ولماذا يحصل هذا الممثل قليل الموهبة على شهرته الواسعة ويصل أجره لعشرات الملايين؟ ليس خافيًا على مُشاهد و مُتابع للفن والسياسة أن “محمد رمضان قد مرّ بأزمات كبرى كانت كافية بإقصائه وبتشييعه للمجهول وبدفنه! سنسرد منها قصتين بالغتيّ الدلالة، واحدة مع طيار مصري والثانية مع فنانين من دولة الاحتلال الصهيوني:

١-” الطيار أشرف أبو اليسر” الذي مات كمداً -تقدر تقول كده بالمصري: أن محمد رمضان قتله- و حكمت محكمة مصرية على المدعو رمضان بدفع تعويض لورثة الطيار قيمته 6 ملايين جنيه، وتعود الواقعة إلى شهر أكتوبر 2019 حينما نشر رمضان مقطع فيديو عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يقود طائرة وبجواره الطيار أبو اليسر، مما أثار جدلا كبيرا وتم تقديم بلاغات ضد رمضان والطيار لاتهام الأخير بمخالفة نصوص المواد 169 و172 و173من قانون الطيران المدني رقم 28 لسنة 1981 المعدل بالقانون رقم 136 لسنة 2010. ووقعت هيئة الطيران المدني المصرية عقوبة على الطيار أشرف أبو اليسر بسحب رخصته مدى الحياة لانتهاكه معايير السلامة أثناء الطيران، بالإضافة إلى سحب رخصة مساعده لمدة عام، تلك الواقعة التي انتهت بتدهور صحة الطيار ووفاته في أبريل 2021

2-كان “أفيخاي أدرعي” الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي قد نشر على حسابه بفيسبوك وتويتر في نوفمبر 2020 صورة تجمع محمد رمضان مع الفنان الإسرائيلى “عومر آدم” وتلاها رمضان بنشر صورتين أخرتين واحدة مع لاعب كرة قدم من دولة الاحتلال اسمه “ضياء سبع” و أخرى مع رجل أعمال إسمه “إيلاد تسلا”. في الحقيقة لاقى محمد رمضان الأمرّين و عاش ليال بائسة بسبب هجوم الرأي العام المصري والعربي عليه، لكنه سرعان ما تعافي وانشغل في بطولة مسلسلات و أفلام، ونسيت الناس قصصه البائسة المشينة.

* المقال بين العامية والفصحى لزوم المحتوى والفصل والوصل والأصل!

قد يعجبك ايضا