حتى لايخسر ذهب القصيم بريقه
د.عبدالعزيز بن حمود المشيقح
7 أغسطس 2022
تسمع به وتشاهد دعاياته فيجبرك على زيارته،وتبهرك خيرات هذا الوطن في منطقة القصيم وبالتحديد بمدينة بريدة فتحمد الله أن هذا في وطنك السعودية،وبزيارته تسمع من بعيد هدير أصوات الباعة بعد صلاة الفجر مباشرة وهم يتنافسون في عروضهم الذهبية حتى الساعة 9 صباحاً بأصواتهم الجميلة عند البكور بأمن وأمان،وكلما أطلقت العنان لبصرك فإن قطار المعروض لاينتهي لاطولاً ولاعرضا والعبوات ملئى بمنتج التمور الذهبية ( سكري القصيم).
ورغم التواضع لهذا المهرجان الدولي في مادته الإعلامية الرسمية والتجارية وغياب الكثير من شباب الوطن النائم عن هذا الرزق والخير العظيم بالمهرجان إلا أن المبشرات أعظم.
إنه المهرجان العالمي بعاصمة التمور في مدينة بريدة حقاً لوكان في دبي أوباريس أو نيويورك أوالصين لشاهدنا صداه يبلغ الآفاق وصوره الإعلامية في شتى مطارات العالم ومجلاتها ولقصده السائح والمستثمر من شتى أقطار الدنيا.
إن مهرجان التمور لوحة عالمية جميلة لن تجد لها مثيلاً في شتى أصقاع العالم وهي تعرض هذا المنتج الغذائي الوطني الهام؛فالمعروض مبهر صباحاً ومساءاً سيارات محملة بالأطنان من أجود التمور الفاخرة من رطب السكري وغيره من نوائع التمور،ولكن هناك بعض الملاحظات التي يجب تداركها للحفاظ على هذا المنتج الذهبي:
كم تمنينا تواجد صندوق الإستثمارات العامة في ادارة ورعاية هذا السوق العالمي وتواجد الشركات الدعائية والإعلانية القوية لتطبع صوراً تذكارية عن هذا المهرجان وتبيع الهدايا التذكارية عنه على القمصان والسجاد واللوحات والأقلام والميداليات والأواني إلخ.
فالمهرجان يتطلب استغلاله سياحياً وأقامة معارض نوعية بهذا المهرجان بعيداً عن التقليدية ووضع لوحة عرض ضخمة تتحدث عن انجازات الوطن بالمنطقة وعن حاضرته مدينة بريدة لتحكي نهضة الوطن ومعالم المنطقة الهامة.
فعاليات مزرعة ديرتي بالصباخ تدعونا لتنظيم وتخطيط الجهة الغربية من الصباخ كاملة وجعلها كلها منطقة إستثمار سياحية تتولاها هيئة السياحة وتشرف على تخطيطها الأمانة بالتعاون مع الملاك ومنع تحويلها لمستودعات ومباني تجارية تشوه هذا المكان كما شوهت المستودعات مزارع البوطة.
لقد آن الآوان للتغيير في آلية هذا المهرجان والتطوير وتغيير الأسلوب السابق للإرتقاء والإحترافية،وتحقيق تطلعات سمو أمير المنطقة بتلافي معظم الملاحظات،وعلى مديرية زراعة القصيم اليوم كجهة مشرفة أن تخلق الإبداع أقوى مما سبق بحكم تخصصهم الزراعي،كما أن موقع المهرجان لايزال يفتقر لتواجد الخدمات العامة كالمطاعم والبوفيهات وبرادات المياه والجلسات،كما أن الموقع بأكمله قاحلاً من زراعة النخيل والأشجار التي تجمله وترمز له والذي يجب أن تكسوه من كل مكان خاصة مسارات الحراج وأطراف مدينة التمور لتزيده جمالاً وترطيباً للأجواء،والأهم من ذلك الأمطار التي هطلت وتقلبات المناخ تتطلب إعادة دراسة وضع الساحة حتى لايخسر منتجي التمور بضاعتهم إما بتظليله او اعادة تخطيط طريقة عرض المنتج،والمطلع على آلية نقل تمور المستهلك من الحراج لسياراتهم أشبه ماتكون بالبدائية بعربات تقليدية كعربات نقل الخضار فلو صممت عربات بأدوار بدل رص التمر وإتلافه خلال النقل.
دمت يا وطن العز ويا قصيم العطاء في بريدة الخير سلة منتجات هذا الوطن زراعة وتجارة وإبداعاً وتألقاً.
وشكراً لكل من أعطى وأهتم وبذل شكراً أمارة منطقة القصيم ممثلة بأميرها المحبوب الأمير فيصل بن مشعل،ولسمو نائبه،وشكراً لفرع زراعة القصيم،والشكر موصول لأمانة القصيم،ولإدارة المهرجان التنفيذية والإشراف العام وللرعاة،ولكل من بذل نفسة لخدمة هذا المهرجان ولكل من تقبل الملاحظات فحرص على التطوير،والله ولي التوفيق.