البرنامج برعاية محمد بن زايد وتوجيهات محمد بن راشد
15 ماي 2023
نورى عيلال – دبي
يمر مستقبل صناعة الطيران بتغيرات جذرية أبرزها التحوّل الرقمي، فخلال السنوات الخمس الماضية تضاعف الاستثمار في الرقمنة بمقدار الضعف، من تريليون دولار في 2018 إلى 2 تريليون دولار هذا العام، ما أسهم في تطوير ابتكارات تكنولوجية بشكل سريع. ومن المتوقع أن يصل الإنفاق على التقنيات والخدمات الرقمية إلى 3.5 تريليون دولار بحلول عام 2026. هذا ما أكدته عهود بنت خلفان الرومي “وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل” في الإمارات العربية المتحدة، خلال مشاركتها في جلسة “مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)”رقم 229 بمقر المنظمة بمدينة مونتريال في كندا. وبحسب بيان رسمي ل”وزارة التطوير الحكومي والمستقبل” الإماراتية حصلت “نُص خبر” على نسخة منه، شهدت الجلسة حضور سلفاتوري شاكيتانو رئيس “منظمة الطيران المدني الدولي“، وخوان كارلوس سالازار أمين عام المنظمة، وأعضاء مجلس منظمة “الايكاو” ومديري مكاتبها الإقليمية وعدد من المسؤولين. وأعلنت عهود الرومي من خلال الجلسة عن إطلاق “برنامج سفراء المسرعات العالمية” بالشراكة مع “مُنظمة الطيران المدني الدولي” الذي يهدف إلى تمكين قيادات المنظمة بأدوات ومنهجية المسرعات لدعم رؤية “إيكاو” التحويلية.
تُسهمُ شراكة دولة الإمارات مع “منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)” بشكل فاعل في تطوير قطاع الطيران عالمياً.
وقالت “وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل“: “تحرص حكومة دولة الإمارات على تعزيز شراكتها العالمية مع المنظمات والهيئات الدولية. وتُسهمُ شراكتها مع “منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)” بشكل فاعل في تطوير قطاع الطيران عالمياً، والاستثمار في نماذج عمل جديدة لتعزيز جاهزية صناعة الطيران للمستقبل.
تعمل المسرعات في منظمة “إيكاو” على جمع الشركاء والقطاعات المعنية في إطار رؤية مشتركة لإيجاد حلول عملية للتحديات التي تواجه صناعة الطيران عالمياً.
وأضافت عهود الرومي: “ينطلق برنامج سفراء المسرعات العالمية من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتعزيز التعاون الدولي ومد جسور التواصل لصناعة مستقبل أفضل للعالم، وخلق مزيد من الفرص المستدامة للأجيال القادمة. وستعمل المسرعات في منظمة “إيكاو” على جمع الشركاء والقطاعات المعنية في إطار رؤية مشتركة لإيجاد حلول عملية للتحديات التي تواجه صناعة الطيران، وتنفيذ برامج ومبادرات ووضع سياسات تنظيمية تحقق نتائج ملموسة لأهداف طموحة خلال وقتٍ قياسي“.
عهود الرومي
تعكس التوجهات المستقبلية لصناعة الطيران الحاجة إلى تصميم نماذج عمل جديدة أكثر ملاءمة للمستقبل.
وبحسب عهود الرومي: “تعكس التوجهات المستقبلية لصناعة الطيران الحاجة إلى تصميم نماذج عمل جديدة أكثر ملاءمة للمستقبل في ظل عالم يواجه تغيرات متسارعة مثل التغير المناخي والاستدامة، والأوبئة، وتحديات الأمن السيبراني، والتحديات الاقتصادية، وبهدف الاستعداد لهذه التغيرات بشكل استباقي، فإن ذلك يتطلب من المنظمات الدولية، بما فيها “منظمة الطيران المدني الدولي” لعب دور محوري للمشاركة في تصميم المستقبل بمزيد من المرونة والابتكار.
سلفاتوري شاكيتانو
من جهته قال سلفاتوري شاكيتانو رئيس “منظمة الطيران المدني الدولي“: “ناقش مجلس “الإيكاو” العمليات الأساسية ل“منظمة الطيران المدني الدولي” وتطويرها بما يخدم استراتيجية المنظمة ويجعلها أكثر كفاءة وفاعلية من خلال الاستفادة من برنامج سفراء المسرعات الذي تقدمه دولة الإمارات“. ونوّه بالتزام عهود الرومي “وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل” في دولة الإمارات، على التزامها الراسخ بتعريف الدول الأعضاء في المنظمة بهذه المبادرة المهمة.
خوان كارلوس سالازار
بدوره قال خوان كارلوس سالازار أمين عام “منظمة الايكاو“: “تعتبر ورشة عمل المسرعات نموذجًا لأفضل الممارسات التي تبرز أهمية التعاون المستقبلي بين الدول الأعضاء والأمانة العامة ل”منظمة الطيران المدني الدولي”، إذ يحقق برنامج سفراء المسرعات الأهداف التحولية للمنظمة، ولا سيما التحول الرقمي الذي يمثل أحد أهم أولوياتنا“.
الإمارات تستضيف النسخة الثالثة من “مؤتمر الطيران وأنواع الوقود البديل” تزامناً مع استضافتها ل“مؤتمر كوب 28 “.
وشكرت عهود الرومي الدول الأعضاء في “منظمة الطيران المدني الدولي” على اختيار دولة الإمارات لاستضافة النسخة الثالثة من “مؤتمر الطيران وأنواع الوقود البديل” والذي يقام تزامناً مع استضافتها ل“مؤتمر كوب 28″. مشيرة إلى أن دولة الإمارات لديها رؤية متكاملة لتعزيز استدامة قطاع الطيران، حيث اعتمدت قرار الحياد المناخي الخاص بقطاع الطيران الوطني، ليكون أول قطاع طيران على مستوى المنطقة يعتمد قرار التزامه بالحياد المناخي.
استقبلت المسرعات الحكومية أكثر من 3000 موظف من القطاعين الحكومي والخاص في دولة الإمارات.
وأضافت عهود الرومي: “يمثل تصميم المستقبل ركيزة أساسية في عمل حكومة دولة الإمارات، ففي عام 2016 انطلقت المسرعات الحكومية بهدف إعادة التفكير في آليات عمل الجهات الحكومية من خلال طرح نموذج عمل فريد يقوم على تسريع النتائج وتعزيز التعاون وتحفيز الابتكار، وعلى مدار ست سنوات، استقبلت المسرعات الحكومية أكثر من 3000 موظف من القطاعين الحكومي والخاص في دولة الإمارات تمكنوا من إيجاد حلول مبتكرة لأكثر من 60 تحدياً في مختلف القطاعات خلال 100 يوم“.
ووفقاً لعهود الرومي نجحت المسرعات الحكومية بدولة الإمارات العربية المتحدة في تبادل الخبرات وأفضل الممارسات مع 30 حكومة ومنظمة دولية من خلالبرنامج التبادل المعرفي الحكومي، كما ساعدت الإمارات ثلاثة دول ومنظمة دولية في إنشاء مسرعات لتسريع تحقيق أهدافها الاستراتيجية.
عهود الرومي: “تتصدر الإمارات 156 مؤشرًا للتنافسية العالمية، وهي من بين أفضل 10 دول في 432 مؤشر عالمي”.
وتطرقت معالي عهود الرومي إلى ريادة دولة الإمارات التي تعد الأكثر تنافسية في العالم العربي، حيث شهد الاقتصاد المحلي نمواً بأكثر من 6% عام 2022، وذلك على الرغم من جائحة كوفيد-19، فيما ينمو بأسرع معدل له منذ أكثر من عقد. كما نمت التجارة بنسبة 19%. وبحسب عهود الرومي نجحتالإمارات في الحفاظ على مكانتها الرائدة كأفضل وجهة للاستثمار الأجنبي المباشر في المنطقة. فيما تتصدر الإمارات 156 مؤشرًا للتنافسية العالمية، وهيمن بين أفضل 10 دول في 432 مؤشر عالمي.
يُمثل “برنامج سفراء المسرعات العالمية” مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية بين حكومة دولة الإمارات والمنظمات الدولية، ومبادرة دولية لتبادل الخبرات والمعارف ومشاركة نموذج المسرعات الحكومية الإماراتية، التي أثبتت نجاحهاً عالمياً. ويهدف البرنامج إلى بناء قدرات موظفي المنظمات الدولية وتأهيلهم بمنهجية المسرعات الحكومية، وتمكينهم من العمل على تطوير المشاريع التحولية في منظماتهم من خلال منهجية المسرعات، إضافة إلى نشر ثقافة المسرعات في المنظمات من خلال بناء قدرات جيل من سفراء المسرعات من موظفي المنظمات الدولية. ويسعى البرنامج لتعزيز الريادة العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تعميم نموذج ومفاهيم المسرعات الحكومية ومنصة جديدة لنقل المعرفة وبناء القدرات العالمية، يتم من خلالها تبادل الخبرات ونشر ثقافة المسرعات الحكومية على المستوى الدولي، وبناء وتعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية وتطوير أطر التعاون المستقبلي معها.