د. عروة حاميش:
الإفراط في استخدام الهواتف ووسائل التواصل يقلل الإنتاجية ويزيد الكسل.
د. عزت عبدالعظيم:
الكسل النمطي أخطر من المرضي لأنه كالسوس يتغلغل بين الناس.
كشفت منظمة الصحة العالمية أن ملياري شخص حول العالم يعانون من الكسل، وتشترط ممارسة الرياضة للتخلص من الخمول. كما تؤكد المنظمة أن عدم ممارسة الرياضة يؤدي إلى الإصابة بالأمراض، وتشير التقديرات إلى أن نسبة الخمول البدني بين البالغين حول العالم سترتفع لتصل إلى 35% بحلول عام 2030.
ويُعرف الباحثون الكسل بأنه مرض خفي، وداء مهلك، يعوق نهضة الأمم والشعوب، ويمنع الأفراد من العمل والسعي النافع، والبذل والعطاء.
المسببات
يقول الدكتور عروة بن محمد حاميش، أخصائي الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي بالرياض:
الكسل هو حالة من الخمول الجسدي أو العقلي تمنع الشخص من القيام بالمهام المطلوبة منه، ومن أبرز أسبابه:
أسباب نفسية: القلق، الاكتئاب، قلة الحافز الداخلي، فقدان الشغف.
أسباب طبية: نقص الفيتامينات (خاصة فيتامين د)، ضعف الدورة الدموية، اضطرابات الغدة الدرقية.
الروتين الممل: أداء نفس الأنشطة يوميًا دون تغيير يؤدي إلى الشعور بالخمول.
قلة النشاط البدني: الجلوس لفترات طويلة وعدم ممارسة الرياضة.
سوء التغذية: تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والكربوهيدرات المكررة يؤدي إلى انخفاض الطاقة.
قلة النوم: النوم غير الكافي أو غير المنتظم يسبب الإرهاق والكسل.
الاعتماد على التكنولوجيا: الإفراط في استخدام الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي يقلل الإنتاجية ويزيد الكسل.
عوامل مؤثرة
يوضح د. عروة حاميش العوامل المؤثرة في الكسل، ومنها:
العوامل البيئية: مثل درجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة جدًا، والإضاءة السيئة، ومكان العمل غير المريح.
التأثير الاجتماعي: العيش مع أشخاص غير منتجين أو محبطين يؤثر سلبًا على مستوى النشاط.
المعتقدات والعادات: مثل التسويف أو الاعتقاد بعدم القدرة على الإنجاز، وهي تعزز الكسل.
حلول مبتكرة
قدم د. عروة حاميش عددًا من الحلول المبتكرة للتغلب على الكسل، ومنها:
الحلول السلوكية: العمل لمدة 25 دقيقة متواصلة ثم أخذ استراحة قصيرة، وإنشاء قائمة مهام مرنة تُرتب من الأسهل إلى الأصعب.
الحلول الصحية:
تحسين النظام الغذائي: تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات، الدهون الصحية، والخضروات.
شرب الماء بانتظام: فالجفاف يؤثر على الطاقة والمزاج.
ممارسة الرياضة اليومية: كالمشي لمدة 10-15 دقيقة على الأقل.
التعرض لأشعة الشمس: لرفع مستوى فيتامين د وتحسين المزاج.
الحلول النفسية والعقلية:
التحفيز الذاتي: ربط الإنجاز بمكافآت صغيرة.
التصور الذهني: تخيل النجاح في المهمة قبل البدء بها.
التأمل: يساعد في تقليل التوتر وزيادة التركيز.
ويشدد د. عروة في ختام حديثه أن التغلب على الكسل ليس مجرد مسألة قوة إرادة، بل يتطلب مزيجًا من العادات الصحية، والاستراتيجيات الذكية، وتعديل البيئة المحيطة، مؤكدًا أن كل شخص لديه القدرة على زيادة إنتاجيته إذا تبنّى الحلول المناسبة.
آفة كبرى
يطالب الدكتور عزت عبدالعظيم، استشاري الطب النفسي بمستشفيات الحمادي بالرياض، بالبحث عن أسباب الكسل، مؤكدًا أن معرفة الأسباب هي المفتاح للوصول إلى العلاج.
ويفرّق بين نوعين من الكسل:
الكسل النمطي: وهو أخطر من المرضي، لأنه يتسلل تدريجيًا إلى الناس ويُصبح نمط حياة.
الكسل المرضي: وهو نتيجة مرض نفسي مثل الاكتئاب أو عضوي مثل اضطرابات الغدة الدرقية، وغالبًا ما يتم تشخيصه ومعالجته.
يؤكد د. عزت أن الكسل أصبح آفة كبرى في المجتمعات العربية والعالم عمومًا، بسبب رفاهية العصر الحديث التي قللت الحاجة لبذل الجهد.
ويرى أن زيادة معدلات البطالة، وثقافة الاتكالية بين الشباب، وانتشار وسائل الترفيه والراحة، كلها عوامل غذت هذه الحالة من الكسل العام، لدرجة أن الناس لم يعودوا يتزاورون حتى في الأعياد، واكتفوا برسائل المعايدة عبر الجوالات.
أخطر أنواع الكسل
يختم د. عزت عبدالعظيم حديثه بالتحذير من الكسل النمطي، الذي يشبه “السوس” المتغلغل في عقول شباب الأمة، مشددًا على أن التخلص منه يحتاج إلى ثورة شاملة على جميع العوامل التي تهيئ له، حتى تنهض الشعوب من سباتها.