نص خبر ـ سينماتوغراف
28 أغسطس 2023
يواجه مهرجان فينيسيا السينمائي الذي ينطلق بعد غد الأربعاء بدورته الثمانين خطر التعرض لانتقادات بعد اختيار مخرجين مثيرين للجدل تستهدفهم اتهامات بالاعتداء الجنسي، مثل رومان بولانسكي ووودي ألن، بسبب غياب نجوم هوليوود الذين مُنعوا من المشاركة بسبب إضراب الممثلين.
ويعتبر هذا المهرجان السينمائي الأعرق عالمياً والمحبب من أوساط هوليوود. و سيكون فيلم “فيراري” Ferrari لمايكل مان (80 عاماً)، أحد أبرز الأعمال المعروضة في المسابقة. ويَستفيد هذا العمل، وهو سيرة ذاتية لمؤسس ماركة السيارات الشهيرة إنزو فيراري، ويحمل توقيع صاحب فيلمي “هيت” Heat و”كولاتيرال” Colliteral، من استثناء منحته النقابة، ما قد يسمح لممثليه آدم درايفر وبينيلوبي كروز بالمجيء إلى فينيسيا للمناسبة.
ويتنافس أيضاً على جائزة الأسد الذهبي كل من ديفيد فينشر (“سفن”SE7EN و”فايت كلوب” Fight Club) وصوفيا كوبولا (“لوست إن ترانسلايشن” Lost in Translation و”ذا فيرجن سويسايدز”The Virgin Suicides). كذلك إن عرض أحدث أفلام وليام فريدكين خارج المنافسة سيكون بلا شك لحظة عاطفية، بعد أسابيع من وفاة هذا المخرج المعروف خصوصاً بفيلمه “ذا إكزورسيست” The Exorcist.
عروضًا عالمية أولى في المهرجان لمجموعة مُختارة من أفضل الأفلام الكلاسيكية التي تم ترميمها
من جهة أخرى ومن الفعاليات المُهمة في فينيسيا السينمائي الـ80، والتي يحرص المهرجان على إقامتها مسابقة «كلاسيكيات فينيسيا».
وتقدم التظاهرة الكلاسيكية عروضًا عالمية أولى في المهرجان لمجموعة مُختارة من أفضل الأفلام الكلاسيكية التي تم ترميمها أو استعادتها أو تصحيحها أو نقلها وتحويلها إلى وسائط أخرى.
سيترأس لجنة تحكيم مسابقة هذا العام المخرج وكاتب السيناريو الإيطالي أندريا بالورو. وتتكون لجنة التحكيم من 24 طالبًا من طلاب السينما الإيطاليين المُوصى بهم من قبل أساتذة الدراسات السينمائية في مُختلف الجامعات الإيطالية.
تمنح اللجنة جوائزها السنوية إلى الكلاسيكات المعروضة داخل المسابقة. إحداها جائزة “أفضل فيلم مُستعاد”، والأخرى جائزة “أفضل وثائقي عن السينما”، وذلك من بين 19 فيلمًا روائيًا طويلا مُرممًا هذا العام. و9 أفلام وثائقية عن السينما أو عن عظماء السينما، مثل ألفريد هيتشكوك، وميشال جوندري، وداريو أرجينتو، وفرانك كابرا، وجوزيبي دي سانتس، وأندي كاوفمان.
ومن ضمن الروائع التي ستعرض ضمن كلاسيكيات هذا العام فيلم “المخلوقات” لأنييس فاردا (مسابقة مهرجان فينيسيا عام 1966)، وفيلم “أيام السماء” لتيرينس ماليك، وفيلم “ملك وبلد” لجوزيف لوزي، و”ظلال الأسلاف المنسيين” لسيرجي باراجانوف.
ومن بين التُحف التي ستُعرض بعد استعادتها فيلم فرنسيس كوبولا “واحد من القلب” (1982)، وفيلم “أندريه روبليف” (1966) تحفة أندريه تاركوفسكي التي منعت وقت ظهورها، وسيعرض المهرجان النسخة الكاملة.
وبمناسبة مرور الذكرى المئوية هذا العام، 2023، لكل من وارنر بروذرز وديزني، يعرض المهرجان فيلم الرعب الشهير “طارد الأروح الشريرة” لوليام فريدكن، الراحل مؤخرًا. وذلك بعد خمسين عامًا من إنتاجه، في نسخة مُرممة حديثًا. وضمن كلاسيكيات المسابقة هناك أيضًا فيلم الإيراني أمير ناديري “هارمونيكا”، وهو من أفلامه الأولى.
وفي فبراير الماضي، فقدت السينما العالمية أحد أعظم المخرجين الإسبانيين، كارلوس ساورا. وسيعرض المهرجان النسخة المُستعادة من أحد أفلامه الأولى، “الصيد”، الحاصل على جائزة “مهرجان برلين السينمائي” 1965. وهناك احتفاء آخر بأحد أعلام السينما الإيطالية، المخرج روجيرو ديوداتو، الذي وافته المنية في ديسمبر العام الماضي، مع استعادة أحد أجمل أفلامه.
كما سيحتفل المهرجان بذكرى النجمة الايطالية آنا مانياني، التي غادرت عالمنا قبل خمسين عامًا. بهذه المناسبة، سيعرض المهرجان نسخة مُرممة مُستعادة ومُحولة إلى 4k من الفيلم الشهير “رائعة الجمال” (1953) للوكينو فيسكونتي. وبمناسبة الذكرى السنوية الـ120 لميلاد الياباني الكبير ياسوجيرو أوزو، سيعرض كلاسيكيات فينيسيا فيلمًا نادرًا له، في نسخة كاملة غير محذوفة، “كان هناك أب” (1942).
وطبقًا للتقليد البديع الذي يتفرد به مهرجان فينينسيا عن غيره، منذ سنوات بعيدة، سيعرض قبل يوم على الافتتاح الرسمي للمهرجان، إحدى التُحف المنسية بعنوان “الزوجة الضالة”. العام الماضي عرض المهرجان الأميركي الكلاسيكي الصامت “ستيلا دالاس” (1925) لهنري كينج. ويعود الفضل في ترميم وطباعة وعرض هذه النسخة إلى “متحف الفن الحديث” في نيويورك، بالتعاون مع “مُؤسسة الفيلم” التي يشرف عليها مارتن سكورسيزي.
فيلم “الزوجة الضالة” بطولة جينا لولوبريجيدا، للايطالي ماريو سولداتي. ومأخوذ عن رواية لألبرتو مورافيا، عن فتاة صغيرة تدعى “جيما” (جينا لولو بريجيدا) تتزوج على نحو مُتهور بأستاذ علوم مرموق، وسرعان ما يصيبها الملل.
سيسبق الفيلم، عرض آخر قصير، بعنوان “بورتريه لجينا” (1958) لأورسون ويلز، 27 دقيقة. كان ويلز قد أجرى مقابلة مُصَوَّرة مع لولوبريجيدا في فيلتها في روما، في سياق التحضير لمسلسل تلفزيوني لحساب شبكة ABC الأمريكية، بعنوان “حول العالم مع أورسون ويلز”، إلا أن الشبكة رفضت إكمال المشروع. وبعد وفاة أورسون ويلز عرض مهرجان فينيسيا الفيلم لأول مرة. والمُثير للاهتمام أنه عندما عرض الفيلم عام 1986 لم يُعجب جينا، بل وحاولت حظره. الفيلم، بحسب أورسون ويلز، “مقالة شخصية عن لولوبريجيدا”. تم ترميم الفيلم من قبل “متحف ميونيخ السينمائي” و”مدينة السينما” في روما، و”أرشيف الفيلم الايطالي” في روما، الذي يقيم أيضًا معرضًا تكريميًا لصور جينا النادرة بعنوان “عوالم جينا” بالاشتراك مع وزارة الثقافة الإيطالية.
يُذكر أن الفيلمين يُعرضان في إطار احتفاء مهرجان فينيسيا السينمائي بذكرى الأيقونة الإيطالية جينا لولوبريجيدا، التي رحلت في يناير الماضي عن 95 عامًا.