دمشق … مع حزني!

وسام كنعان- دمشق 

4 أغسطس 2023

كانت المدينة تلملم لهيبها على عجل واستحياء، وتجول في عينيها نحو كل زاوية يمكن أن يصلها نظرها، تحاول ردٌ فضول المتلصّصين من المارّة! كانت تودّ أن تلتف بالعتم، دون أن تلفت نظر أو تثير شبق عشّاقها المتزاحمين على طوابير خيباتها!
الساعة مزاج عامر! أخذت عقاربها تتمايل مثل كعب امرأة لعوب تطارد غرامها برنٌته الوقحة!
الخمٌارات تغصّ بالسكارى. صوت الحصى الملونة التي تهدهد أرصفة الحدائق، وتساير الأطفال كان مضبوطاً بصرامة عسكري مازال يؤمن بالوطن وشعاراته، لذا لا يمكن له أن يتخلٌف عن الجبهة.
في ذلك الوقت بالتحديد:
مرٌ رجل مسن عيناه يكسوهما التردد والحذر. جبهته ترتجف من أثر الذلٌ. شيبه استحال شيئاً يختلف تماماً عن الوقار! كل ما أتذكرٌه نظراته المشوٌشة ورداءه الخاكي بلون البلاد الجلفة!
دار حول نفسه. جرٌب الالتفاف على وجله! لم ينجح. نظر مباشرة في عيني، كأنه قبض على تعاطفي معه. ثم دلف إلى قعر الحاوية! كأن الحياة تريه عهرها بهذا الدرك للمرة الأولى، وتدفعه في آخر عمره ليبحث عن لقمة عائلته في جوف القمامة!
إنها دمشق: بإله يعبد، وسبعين ألف نصل لسكين واحدة!

قد يعجبك ايضا