دمشق مع حزني!

وسام كنعان – مكتب دمشق 

29 أغسطس 2023

كل ما أتذكره الليالي الباردة التي استضافنا بها دفء شباب متّقدين بالحب!
ورغم ذلك أكثر ما يلحّ على ذاكرتي أولاً ذاك المشوار الآسر برفقة الشاعر يوسف النابلسي لحضور خطوبة شقيقة زميلتنا في الجامعة مزن المتني، وكيف انتصف الليل فجأة، وشعرنا أن علينا الانصراف….
المفارقة لم يكن هناك سيارات إلى الشام، وقد أقنعنا مضيفنا أن أمورنا محلولة. أمام الكراج الذي كان يصفر لخلوّه من كل شيء، بحثت في هاتفي حتى عثرت على رقم الممثل المسرحي ثائر حذيفة!

اتصلت به فردّ بلهجته الظاهرة “فقط اركب سيارة أجرة وأعطني السائق لأدله!

عندما أعدت الاتصال من داخل التاكسي، سألني “كم نفر إنتم؟” كان السؤال بغية معرفة والدته لكم شخص ستعدّ العشاء والضيافة والمنامة!
بعدها بزمن دعيت مع دفعتي في الجامعة للصالة نفسها وحفل فرح! اتصل والد صديقتنا من بلاد اغترابه. وضع صوته على المكبرات فقط ليقول لنا: “ياحيالله بالأجاويد”!
هذا بعض ما أعرفه عن السويداء وأهلها. هؤلاء لا يستحقون إلا الحياة!
أهل السويداء شرف هذه الأمة ورمز كرمها وضيافتها..
كل حديث عن التخوين هو تكرار لإعادة الانهيار..

قد يعجبك ايضا