دنيا سمير غانم في “عايشة الدور ” تربح في كوميديا رمضان 2025

“نص خبر”- كمال طنوس 

“عايشة الدور” المسلسل الكوميدي الرومانسي استطاع ان يحجز مكانة الصف الأول بين الأعمال الرمضانية التي تتناول هذه النوعية الخفيفة والسلسة من الدراما.

دنيا سميرغانم بطلة هذا العمل قادته نحو شط الأمان ولعبت كجوكر فني فيه كل مواصفات الأداء. خفيفة الظل حيث يجب، درامية في الكثير من تفاصيل العمل. مؤثرة. مرورها خفيف ورسالتها قوية. فهي لا تتصنع المرح بل تجيده متواطئة مع ذكاء النص المرصوص وخفة العرض الذكي المثقل بالرسائل والمغزى.

صراع الاجيال نقطة الارتكاز

مسلسل “عايشة الدور” أحد الأعمال الذي يتكأ على الفكرة ومنها تنبع فصول الكوميديا. في مقارنة الزمن الحاضر بالأمس. والاختلاف بين الزمنين وتصوير هذه الفجوة بالكثير من الذكاء والخوض في الجزئيات يفتح كل عناصر الجذب وتأجيج زمن الحنين.

دنيا غانم التي تلعب دور أم في بداية الثلاثين من العمر مطلقة وعندها ابنة مراهقة وابن طفل. تعود إلى الجامعة للدراسة. ووهنا تبدأ الصراعات والمعارك بين جيلين كل جيل عنده مفاهيم وتعابير وصراعات محتدمة. وتبدأ فجوة التباين بالظهور بين الأجيال في تصرفاتهم وفنهم وسلوكهم. وكل هذه القصص تعالج بطريقة مرنة وسلسة ومضحكة ومحزنة أحيانا”.

ليس كوميديا بالمعنى الهزلي بل الذكي 

سر “عايشة الدور” أنه عمل جدي مطرز بالكوميديا الهادفة الذكية غير الفاقعة أو المصطنعة. يستحضر تلك الجزيئات من الزمن الماضي بفنه وسلوكه ولباسه وتصرفاته ويضعه في صراع مع زمن الميديا ووسائل التواصل الاجتماعي وكيفية تبدل الذهنيات والاهتمامات وحتى القيم. كل ذلك يطل بجرعة جدية ومرحة ووضع الجيلين والزمنين في كفتين وتبدأ الأوزان تتأرجح سلباً وايجاباً وتحصل فصول الكوميديا وحتى التراجيديا منها. فهو بقدر ما هو مضحك محزن احياناً لكن بإيجابية ووعد مزهر. دون الإلتهاء بالهزلية والخفة الرخيصة والمبالغة.

عفوية دنيا غانم حصان رابح 

لم تبالغ دنيا غانم في تقديم نفسها على غرار ما يحصل في الكثير من الاعمال الكوميدية حيث تكون المبالغة سمة في إثارة الضحك. بل بقيت على عفويتها كشخصية حقيقية تواجه ازمة التفاعل مع ابنتها المراهقة وزملائها في الجامعة وهذا التفاعل هو الذي يولد الشرر المحمس وخفة الدم. لا افتعال ولا تصنع. وهذه ميزة البطلة التي قدمتها دنيا بأريحية عفوية وطبيعية. موجودة في كل بيت وفي كل سانحة من زمننا الحاضر. انها أزمة الأمهات مع الجيل الجديد لكن من زاوية معينة مثيرة وتجمع الكثير من التناقض المضحك والخفيف.

يمكن القول أن عايشة الدور أفضل الاعمال الكوميدية لهذا العام. فيه السلاسة والجدية والمرح والمُثل وهو وجبة جدية لكل افراد العائلة حيث سيجد كل فرد نفسه مصور داخل الأداء والحوارات والأزمات.

قد يعجبك ايضا