“نص خبر”- كمال طنوس
تبرع ديما قندلفت في أدوار القوة والسيطرة ويتفتح وردها في مشاهد اللؤم. خلال مسلسل “القدر” انقلبت صورتها الأولية التي ظهرت محبة وعاشقة وطرية لنرى الوجه الأخر لتالا الذي يلفه الشر والمكيدة.
لم تكن تالا في بداية العمل كما هي حالها الأن. شخصية تحولت من النعجة الهادئة إلى ذئبة كاسرة. لم يكن في بالها سوى الحب وهاجس الأمومة. عشقها لزيد كان همها الأوحد. ورويداً بدأت تنقشع دواخلها.
ديما قندلفت تبرع في أدوار القوة
ديما قندلفت كممثلة لم يكن نجمها ساطع ومقنع كما هي حالياً فصار عصبها أشد وصوتها أوضح مع الشخصية التي تقدمها. فمشاهد الحب والغزل والمرأة العاشقة لم تكن مقنعة، ويبدو هذا الضعف في المشاهد لم يكن حرفية أقل من قبل النجمة المتألقة بل لأن الشخصية نفسها لم تكن صادقة وفيها الكثير من التصنع والكذب. وهذا بات واضحاً مع تطور الأحداث.
ديما التي تسطع مؤخراً في أداء هذه الشخصية المتحذلقة مستعملة كل أصوات الحقد تبرم عيونها في كل اتجاهات الشّر وتقدم دوراً مقنعاً ينقط مهارة بكل مرور لها. نمت اظافرها وقلمتها وبرعت بكل طلاء تتوشح به. ديما كانت صادقة منذ البداية ونحن لم نجيد قراءتها، فشككنا بمهارتها، حتى توضحت لنا حقيقة الشخصية التي تقدمها وجاءت مفصلة بإتقان وقدمتها بقريحة عالية.
لعبت بشخصية ذو حدين
شخصية تالا لديما قندلفت في “القدر” تبدو بحدين واحد أصيل وأخر مصطنع. الأصلي باتر وقاطع وفيه دناءة وشر أما الأخر فهو قناع مزيف من الحب والدلع والمرأة التي لا تحلم سوى بالأمومة وحب زوجها.
المشهد الصارخ بين تالا والست نجوى وتلك المشادات التي حدثت هو الوشاح المزيف الذي تزينت به تالا منذ البداية وسرعان ما انقشعت حقيقتها. شخصية تعاير بدناءة وتقايض السر بالرذيلة وتتأمر مع الشّر لقتل الطيبة. فأسوء ما فعلته هو تأمرها مع يوسف للتخلص من نور، مع علمها أنها حامل بابنه. فهي شخصية لا يقف معها أي تبرير لكل أفعالها. ولا يشفع لها عذر أمام هذه الشيطنة التي تتغلل في داخلها.
View this post on Instagram
جولتها مع الست نجوى خاسرة. فهذه الأخيرة في موقف قوة. ربت طفلاً ليس ابنها وعاملته كأنه من صلبها. وكشف هذا السر قد يكون مؤلماً لكنه ليس عيباً. في حين أن تالا مليئة بالعيوب ولا ادعاء يشفع خطيئتها.
زيد “قصي خولي” الذي يبدو قريباً من نور ليس فقط لانها تحمل طفله بل لأن نور مثال الطيبة والبراءة والتضحية، وهذه الخصال النظيفة كفيلة أن تجعل زيد يتقرب منها وتخلق تلك الكيمياء المتشابهة بين الشخصيتين، فهو ايضاً مجبول من تلك النظافة والصدق التي يلتقي بها مع نور.
القدر سيهزم تالا
كفة تالا هبطت نحو الحضيض بكل المقاييس. فلا دموع تشفع ولا حرمانها إمكانية الإنجاب تشفع، ولا حبها المصطنع يشفع، فهي شخصية مهزوزة فيها الكثير من السوداوية التي ورثتها من أمها القادمة على صهوة الاستغلال والاعمال السيئة. هذه الام التي جعلت بأفعالها زوجها مفلوجاً تركت بيتها وابنتها من اجل رجل ومال وعادت من أجل أن ترث ثروته مستخدمة اسوء أسلوب الطعن بقدرته العقلية والصحية. انها نبتة سامة وابنتها تالا من ذاك الجذر المسموم.
القدر وضع نور في الوسط انسانة ضعيفة بمكانتها قوية بنقائها داخل عائلة متمكنة وثرية. القدر سيغير اللعبة لصالح نور والقدر بدأ يظهر أعماق تالا وينسل الخيوط من أيديها أحيانا لا نحتاج سوى إلى القدر حتى يظهر كل انسان حقيقته.