25 يوليو 2023
حاوره: هاني نديم
د.علي الشلاه أحد أبرز الوجوه الثقافية في العراق والوطن العربي، فهو شاعر من أبرز شعراء الثمانينيات ورئيس مهرجان بابل للفنون والثقافات العالمية، المهرجان الذي أصبح اليوم عالمياً يحضره وينتظره المثقفون سنوياً من كل أرجاء المعمورة، إلى جانب قعاليات مؤسسة بابل التي لاتنقطع على مدار العام.
حاز الشلاه على الدكتواره في الفلسفة من جامعة برن السويسرية، ويعمل دون كلل ليل نهار في خدمة الثقافة العربية ومدّ الجسور الثقافية مع العالم. حاورته هنا حول الشعر والمؤسساتية في دردشة سريعة. سألته:
- أبدا معك من شعرك د. علي، وأنت أحد شعرائي المفضلين، هل تراجعت مساحته لديك مع كل تلك الانشغالات الإدارية؟
– الشعر هو فضائي الأول وأغنيتي الأخيرة ، وحتى انشغالاتي الادارية احاول الاقتراب بها من بوابة الشعر والأدب .
أعمل الآن على إصدار الأعمال الشعرية بجزئها الأول ولدي ديوان جديدة بعد لا باب للبيت وأعتقد أنه سيكون فقه النساء .
واختلف مع القائلين بانتهاء زمنه ، لأن الشعر هو الحياة نفسها ومهما سادت فنون أخرى فإنها سيادة مؤقتة ولن تستطيع الغاء الشعر ودوره الانساني.
التحدي في مهرجان بابل هو إصرارنا على ثقافة الترصين والحوار الثقافي والتي نعتمد الشعراء و الكتاب والتشكيليين نجوما فيها إضافة للفنانين
- مهرجان بابل أصبح رمزاً عراقياً وحدثاً منتظراً سنوياً. ما الذي تأمله من هذا الحدث، حدثنا عن التحديات التي تواجهكم وعن بابل في السنوات القادمة
– مهرجان بابل للثقافات العالمية وقد اختتمنا دورته العاشرة قبل أسابيع ، كما وصفته اليونسكو جسر ثقافات إنسانية، لقد وظفنا كل علاقاتنا الثقافية في العالم لا سيما في المركز الثقافي العربي السويسري ومهرجان المتنبي العالمي، والتي اتسعت غربا وشرقا في مهرجان بابل للثقافات العالمية منذ الدورات الأولى حيث كان الأمر تحديا كبيرا في سنوات الارهاب وما تلاها .
فكرة المهرجان أنه مهرجان مهرجانات (مهرجان للشعر وثان للسرد وثالث للموسيقى ورابع للتشكيل وخامس للمسرح وسادس للسينما وسابع للندوات الفكرية والأدبية ومعرض للكتاب) ونعتمد فكرة التزامن بين الفعاليات المتقاربة فتكون الأدبية والفكرية في الأيام الأربعة الأولى في حين تكون الفنية والدرامية في الأيام الأربعة الثانية.
وأهم تحديات تواجهه هو اصرارنا على ثقافة الترصين والحوار الثقافي والتي نعتمد الشعراء و الكتاب والتشكيليين نجوما فيها إضافة للفنانين.
استسهال الثقافة والكتابة مشكلة عربية عامة وليست عراقية فقط
- المشهد الثقافي العراقي مزدحم بالأسماء المهمة وعلى كل الأصعدة، هل يحقق هذا المشهد المأمول منه بالنسبة لكم؟ كيف تراه؟
– المشهد الثقافي العراقي يشكل اتساعا في الحضور وكثرة الاسماء لم تتحقق للثقافة العراقية من قبل ، ولكن التحدي الأكبر بالنسبة له هو عمق المعطى الثقافي قياسا بالأسماء الكبيرة التي سادت المشهد منذ خمسينات القرن العشرين .
إن مشكلة استسهال الثقافة والكتابة هي مشكلة عربية عامة وليست عراقية فقط نتجت عن سهولة النشر في التواصل الاجتماعي والتي قدمت كما كبيرا جدا من ( الشعراء والأدباء) حتى ليصعب تحديد الأسماء الحقيقية بينهم. كما نعاني من جرأة بعضهن وبعضهم في سؤالهم المباشر لك: لماذا لا ندعى لمهرجان بابل؟
والمشكلة الأكبر التي تواجهنا هي في تمويل المهرجانات وخصوصاً مهرجان المتنبي العالمي في سويسرا الذي تعاني دورته 14 مشكلة تمويل حقيقية منذ مأساة كورونا.