راهيم الحساوي: أنا هاديء هدوء قاتلٍ مأجورٍ لا تربطه أية معرفة شخصية بالضحية

26 يوليو 2023

حاوره: هاني نديم

بالنسبة لي؛ فإن راهيم الحساوي واحد من كتاب الثقافة المضادة، الرافضة التي لم نحظ بها كثيراً في أدبنا العربي الذي عاش قرونا في مسارات وأنساق بعيدة عن الغضب العارم والمكاشفة الصادمة في مجمل مخرجاته. أختلف معه في كثير من الأمور وأتفق، إلا أنني لا أملّ من عرض تلك التجربة الخاصة التي تشبه في نسقها حياة أصحاب الثقافة الغاضبة أو المضادة إن جاز سحب المصطلح إلى تلك المساحة، أولئك الرافضين للقيم الأدبية والجمالية والأخلاقية المكرّسة، مثل محمد شكري وترومان كابوتي وجاك كيرواك وجان جينيه وغيرهم. راهيم حساوي من بائع دخان في كراجات السيدة زينب ومفرق الحجيرة إلى روائي مختلف، كتبت عنه غير مرة وحاورته وناقشته حول الأدب والحياة طويلاً. وهو ما تكشف لي عن فردانيته في فهم الحياة وتوظيفها في الأدب.

سألته ما يجب أن أسأله وما قد يسأله مثلي الكثير، وكان بيننا هذا الحوار:

  • علي أن أسألك هذا السؤال، لماذا أنت غاضب على الدوام، تتحدّى الجميع ولا مشكلة لديك في إعلان نرجسيتك والمواجهة في كل مرة؟ ألا تشعر أن هذا يقصيك عن المشهد نوعاً ما؟

– أنا لستُ غاضباً، الغضب والعصبية بالنسبة إلي شتيمة، أنا هاديء هدوء قاتلٍ مأجورٍ لا تربطه أية معرفة شخصية بالضحية، هاديء بهدوء صاحب أوتيل خمس نجوم يشرب قهوته على سطح المبنى، هاديء بهدوء أختي بسمة، وهاديء بهدوء تماثيل الساحات العامة، وأتمنى أنْ أموت ميتة ً هادئة، فالهدوء بالنسبة إلي قُبلة سماوية، وحالة ترف، عندما أرى شخصاً يتحدث بغضب، أشعر بالحزن والكآبة، وشيء من الشفقة عليه، وهنا لا بد لي بالإشادة بالقانون الأوربي عندما يلقون القبض على شخص ما، فإنّ المسألة تتم بهدوء دون غضب ودون ضجيج مبالغ به من ضرب وشتم وترهيب، يعجبني هذا المشهد، في حين أنك قد تتعرض لغضب وضجيج مع أحد أصدقائك أو صديقاتك حول مسألة بسيطة تتعلق باختيار المقهى الذي ستجلسان به ، هذا يؤرقني، ولقد تحدثت عن ترف الهدوء في رواية الباندا ، من خلال شخصية عاصم التل الذي كان يضج بالقضايا بكل هدوء، ولكنه قتل نفسه وانتحر في مكتبه بذات الهدوء الذي كان عليه.

 

أنا لستُ غاضباً ولستُ عصبياً أطلاقاً، أنا مبتسم ومتسع الصدر والعاطفة، أنا مُتهكم وساخر وحزين، والأهم من هذا كله هو أنني رافض وناقم، وهنا تكمن المسألة ، شتان ما بين الغضب والرفض، وما بين الحقد والنقمة، وما بين الأنانية وحب العدل والعدالة وقول الحق والحقيقة، وهذا يحتاج لصبر وجلد وضرائب وسوء سمعة وسوء فهم، بالمناسبة أنا مهووس بسوء الفهم، أشعر أنّ سوء الفهم يشبه الكرنفال باللغة والمفاهيم والأفخاخ، ويشبه الفئران البيضاء التي يستخدمها العلماء في تجاربهم، وأستطيع التحدث عن سوء الفهم كثيراً نتيجة حبي له، فهو جانب مهم من حياتي، وقد تطرقت لهذا المفهوم في رواية الكعب الأبهر .

وثمة نقطة لابدّ من توضيحها في سياق مسألة الرفض والنقمة، تتعلق بمدى حالة التقمص التي تصيبني عندما أتعرض لحادثة سيئة أو معاملة غير لائقة، هنا أنسى نفسي، فلستُ أخشى عليها، إنما أتقمص روح أولئك الأشخاص الذين قد يتعرضون لمثل هذه المعاملة، وليس لديهم ما يكفي للرد على مثل هذه الأفعال، ربّما قد يكونوا ضعفاء أو بسطاء أو يسكنهم الخجل والحياء، أتخيّل نفسي وأنا في مثل هكذا حادثة بأنني شخص من هؤلاء الأشخاص، لذلك أمارس حالة الرفض بطريقة مبالغة بها، ولولا هذا التقمص لما حركتُ ساكناً، فأنا لا أخشى أحداً، إنما أخشى تفشي هذه الأفعال والسلوكيات المشينة على غيري ، ربّما هذا مرض نفسي ، وربّما حالة حزن تتعلق بما يحدث، فخيالي يقودني دوماً بأنّ ما أتعرض له من انتهاكات هو ذاته يحدث لشخص ضعيف على يد الأشخاص الذين قاموا بتلك الانتهاكات، ولكن الحالة بدأت تتلاشى لدي مؤخراً، ولم أعد ذلك الشخص الذي يحاول أنْ يتصدى لهؤلاء لأجل أولئك، فلقد صرتُ على يقين تام بأنّ العالم موحش للغاية، ويد واحدة لا تصفق، وإنْ استطاعت أنْ تشير إلى أولئك فإنهم يبترونها  له جماعات وفرادى، ومن جهة أخرى تقدمتُ قليلاً بالسن، ولم تعد عضلات وجوهنا تساعدنا على التعبير كما ينبغي ، بالوقت الذي كنتُ به أتبنّى فكرة الدفاع عن الآخرين من خلال نفسي، صرتُ أنا أحتاج إلى من يدافع عني ، ربما قد يكون البحر وفياً ، ويعيد لي ما رميته به من خير في السنوات التي مرت .

نعم أنا نرجسي، في حال كانت النرجسية شكل من أشكال الجمال الداخلي

أنا لا أتحدى الجميع، إنما أدعو الجميع لحفلة عشاء أو حفلة راقصة، وربما ضاحكة، البعض يظنها حفلة تحدٍ، وهذا ما يجعلنا نعود إلى مفهوم سوء الفهم .

ثمة معضلة ما بين اللغة وما بين ماترمي إليه النفس البشرية من مكنونات، والنفس تعتلي اللغة، وهذا سبب ومبرر لاكتشاف الشعرمثلاً ، فما بالك بالسرد وبالتصريحات !

بما يتعلق بالتصريحات، فأنا معجب بتصريحات المرء قبل انتصاراته، وأمقت أولئك الذين يخرجون علينا بمقابلات تلفزيونية أو صحفية ويتحدثون عن نصر ما بعد أنتصاراتهم، المرء ابن نبوءاته حتماً، حتى لو خرج خاسراً نتيجة أسباب تبدو سخيفة أمام عظمة تلك النبوءات، الحب مثلاً .

نعم أنا نرجسي، في حال كانت النرجسية شكل من أشكال الجمال الداخلي، وحتماً لستُ أنا أنانياً أو متعجرفاً، فالتواضع لا يتعارض أبداً مع مفهومي للنرجسية، فالنرجسية بالنسبة إلي ما هي إلّا يقظة المرء على كل ما يعتريه من جمال وشيء من السمو، كما لو أنه عصفور على غصن شجرة، ومن المؤكد أنّ العصفور يشعر بشيء بالنرجسية طالما أنّ لديه إدراك بديهي على قدرته على الطيران ومغادرة هذا الغصن وقت ما يشاء، وكذلك الأمر الفهد لا بد له من أنّ يشعر بشيء من النرجسية حين يعدو بسرعة كبيرة كما لو أنه يضيف خطاً جديداً لدوائر خطوط العرض للكرة الأرضية، هذا شعور مُباح وغريزي جميل، على أنْ لا يتحول إلى جرح السلحفاة والمساس بشعورها بما يتعلق بالسرعة .

نعم هذا يقصيني عن المشهد، ولكن علينا أنْ نعرف بأنّ المشهد ليس لنا، بل للأجيال التي ستأتي من بعدنا، في حال كان المشهد يستحق البقاء للأجيال القادمة، وهذا ما أعمل عليه ، فأنا جاد وحازم كل الحزم بما يمليه علي ضميري وتمليه علي معرفتي بترك ماهو مفيد للزمن القادم، بعيداً عن الخسارات التي لابد منها من اقصاء وأحقاد وكره في الزمن الذي نحن به الآن .

ولا أخفيك سراً أني بدأتُ ألتمس بعض النتائج من مؤشرات الجيل القادم مما أكتب من روايات، فأنا مؤمن كل الإيمان بهم، سيما أنهم يتعاطون الأدب بمعزل عن كل الترهات التي تحيط بنا ، هكذا كما كنتُ بأعمارهم حين كنتُ أتعاطى الكتاب والقراءة  كما لو أنني أتعاطى شمعةً وسط الظلام .

 

  • هل أنت على اطلاع بالمشهد الروائي السوري الجديد، هل قرأت أعمال الشباب من مجايليك؟ كيف ترى الرواية السورية اليوم؟

– نعم قرأت بعض روايات أبناء وبنات جيلي، أتمنى لهم التوفيق، فالكتابة تسقط ما لم تكن ناصعة الدوافع، وأنا ممتن للأدب، وأتعاطاه بحسن نية كقضية تسكنني بغض النظر عن أشخاصها، ولكن كي أكون صريحاً ، لدي مشكلة كبيرة تتعلق بمفهومي للرواية ، ثمة فارق كبير بين العالم الروائي كعوالم للسرد وأبنية للشخصيات، وطرح المفاهيم والغوص بها، وبين الرواية كحكاية، لا أحب الرواية التي تكون مجرد حكاية، حكاية محصورة تقتصر فقط على زمان ومكان محددين، كما لو أنها مقالة طويلة في إحدى الصحف المحلية، أو كحادثة حدثت في أحد الأحياء لا يفهمها إلّا أصحاب هذا الحي.

الرواية كما الموسيقا، لغة عالمية، وقضايا إنسانية يجب ترويضها لتصبح ذات مكانة بين جميع الأحياء والأمكنة والأزمنة، فالموضوع ليس شماعة نعلق عليها سردنا، إنما على الكاتب أنْ يُعلق الموضوع على ذاته، وهنا لا بد للكاتب أنْ يكون حاملاً للفكر والمفاهيم واللغة والمعرفة وعلوم النفس ومتاهات الحدث وبناءات الرواية على كل تفصيل بعيداً عن الحشو والثرثرة والحكايات التي تشبه حكايات العساكر في نوبة الحرس، لا تصلح إلّا لقضاء بعض الوقت ريثما تنتهي فترة هذه النوبة، طبعاً أنا أحب هؤلاء العساكر على بساطتهم، وخاصةً عندما يتحدث العسكري عن قصة حب تجمعه مع ابنة المعلم  .

وهنا لابدّ لي بالإشادة بالشعر، أنا منحاز للشعر العربي جداً ، وأعتقد أنّ العرب هم أفضل من كتب الشعر، وثمة شاعرات وشعراء من أبناء جيلي يستحقون التوقف والإعجاب، وأتابع ما يكتبنَ وما يكتبون.

أريد معانقة شاهدات قبور الكتاب الذين أحببتهم، لأني على يقين تام بأنّ ثمة هناك من سيعانق رخامة قبري من بعد موتي

  • ماذا تريد من الكتابة؟ لماذا تكتبت ولمن وعم تبحث؟

– ماذا أريد من الكتابة ؟ طبعاً وقبل الإجابة عن هذا السؤال، ليس باستطاعتي الإجابة قبل أنْ أخبرك بأنني أمقت الكاتب بوكوفسكي، أمقته جملة وتفصيلاً، ولماذا تذكرته الآن! لأن لديه نص بعنوان ( لا تفعلها ) يتعلق بدوافع الكتابة، وهنا لستُ بصدد شرح هذا النص شرحاً تفصيلياً، إنما أكتفي بأنْ أعبّر عن مدى مقتي لهذا النص بسبب ربطه بالجنس وعلاقة الكتابة ما بين الكاتب والنساء، وهنا بوكوفسكي يصدر نفسه لنا بأنه وصي ونبي ورجل ناصع المكانة، أولاً ليس من حقه أنْ يربط هذا بذاك، وفي حال حدوث هذا بذاك فأيضاً ليس من حقه، عدا أنني أستنكر حدوث مثل هذا الأمر بما يتعلق بالكتابة، مسألة طويلة وشائكة، ولكن أحببتُ أنْ أشير إلى مقتي  للنص وللكاتب.

ماذا أريد من الكتابة؟ أريد معانقة شاهدات قبور الكتاب الذين أحببتهم، لأني على يقين تام بأنّ ثمة هناك من سيعانق رخامة قبري من بعد موتي ، هذا من جهة عاطفية ، ومن جهة ثانية أريد من الكتابة أنْ نصل بها إلى درجة عالية تتفوق على القوانين والأنظمة والشرائع ، أنْ تصبح الكتابة شريعة تقود المجتمعات نحو الأفضل .

أمّا على الصعيد الشخصي البحت وبعيداً عن الأفّاق بوكوفسكي فإنني أريد أن أجلس مع خمسة أشخاص ونتحاور حول إحدى رواياتي ، لأرى إلى أي حد أنّ القراءة بخير ، وإلى حد أنّ الكتابة بخير، ولنرى إلى حد أنّ الجوائز والبربوعندا  ليست بخير .

الخيبة تسبب الموت وهي سبب رئيسي لتصلب الشرايين وظهور التجاعيد، وتضر بالمرأة الحامل

  • حدثني عن راهيم الذي يجب أن نعرفه، أحلامه خيباته، آماله وآلامه.

– راهيم بائع دخان في المراهقة، يعرف كل زبون ماذا يدخن، ويعرف الأصدقاء والزعران من حوله، ويعرف المواطن المنتوف الذي يريد خمس علب من سجائر البونت أو السدريس بسعر خاص، ويعرف المواطن الذي يعمل في الخليج ويريد خمس علب  من سجائر المالبورو بالسعر الذي أنا أحدده، ويعرف النساء اللطيفات، ويعرف فتيات الليل اللواتي كنّ يتعاملن بشيء من البلطجة أثناء الشراء، ويعرف كيف يتأمل مع وجوه الناس وسط هذا الزحام دون أن يرف له جفن خوفاً من قروم دورية مكافحة الدخان المُهرّب، كل هذا أتاح لي بعمر مبكر معرفة مختلطة، الصخب، النظر، الحذر، اللطف في وجه زبون لطيف، العاطفة في وجه امرأة ذاهبة إلى موعد غرامي وهي تشتري علبة كينت أبيض كبياض ركبتيها ، والمال الذي سأجنيه مع عطلة المدرسة الصيفية التي تستمر لثلاثة أشهر من كل عام دراسي .

راهيم ابن عائلة بسيطة وطيبة وعاطفية، ودائماً أقول وأكرر، أفضل ما حدث لي في حياتي، هم أهلي، واللواتي أحببتهنّ، فأنا ممتن لأسرتي طوال عمري، وممتن لكل امرأة أحببتها وأحبتني، كنتُ ذا حظ عظيم في هاتين المسألتين .

راهيم أراد أنْ يكون لاعب كرة قدم، ومن ثم رساماً، ومن ثم لاعب شطرنج، أو عدّاء مسافات قصيرة، جربتُ كل هذه الأشياء ، وأحببتها، ولكني شعرتُ أني لن أترك بصمة خاصة بها، لذلك وجدتُ نفسي في كتابة المسرح، وكتبتُ عدة نصوص ، وكانت نصوصاً تستحق التوقف حسب آراء القراء والنقاد والمهتمين بالمسرح، ولكن ثمة حادثة حدثت لي مع الفنان غسان مسعود وكنتُ قد تحدثتُ عنها، جعلتني أكره المسرح وأبتعد عنه، لقد كانت حادثة جارحة وأن في مطلع عمري، وبعدها عزفتُ عن كتابة المسرح، ووجدتُ نفسي مع الرواية، وكما يُقال ربّ ضارة نافعة، وأنا الآن أعيش مع الرواية ، وأحب الرواية، وكل حياتي تدور حول الرواية، أتنفس من خلالها، وأمشي من خلالها، وأشرب قهوتي برفقتها كتابةً وقراءةً .

راهيم شخص حالم ، محب للفلسفة كما يراها، وكما يعرّفها، الفلسفة حالة موسيقا من خلال اللغة، ومتى ما كانت دون ذلك باتت فزلكة وارهاق وسفسطة، الفلسفة عاطفة جيّاشة ملامسة المفاهيم والسلوك كما لو أنك تمسك بيد حبيبتك، أو كما لو أنك تضع رأسك على صدر أمك، لذلك علاقتي مع الفلاسفة هي علاقة عاطفية كما لوأنهم آبائي ، ومن المهم جداً أنْ أقول هنا، تسقط الفلسفة ويسقط حبي لها حين يتم استخدامها كحلبة صراع ومزاعم وسلطة دلالاية على النبوغ اثناء الحوار أو الحديث إذا كنتُ أنا الطرف الآخر به، مع هؤلاء لا أترك مجالاً للحديث بالفلسفة، وأتنازل عنها، وأدعي مقتي لها، وكثير هم الأشخاص المصابون بلوثة الحديث بالفلسفة كحالة عنف وسلطة وتفوّق شخصي، وبالتالي أتفوّق عليهم برفض الحديث معهم بهذا الشأن، كرفضي للعب الشطرنج مع من يظن أن الشطرنج لعبة تريكس ، حتى لو كان يجيد الشطرنج .

ليس لدي أحلام وأمنيات كبيرة، سوى الهدوء والمحبة واللغة وايقاعاتها، والعودة إلى بلادنا والعيش بسلام ، أمّا عن الخيبات ، أولها خيبة الشعب السوري بنفسه ، وكثيرة هي الخيبات الشخصية ، من بينها، حالة اصرار المرء على اتخاذ شخص ما عدو أبدي ، في حين يجب على المرء أنّ يعفو عن عدوٍ قديم، ويتخذ عدواً جديداً إذا كان ولابد من عدو ما، أنا أسعى لأنْ تكون الحياة لعبة مسلية لا تخلو من شعور حيواني كما الحيوانات الأليفة فيما بينها ، وهذا ما حدث بين فابيو وكارلو في رواية ممر المشاة، بما يتعلق بحالة العدواة والثأر، كانا كما لو أنهما يلعبان، حتى أثناء اطلاق النار على بعضهما في الوقت الذي كان نوح وبيترا يمارسان الجنس على صوت الرصاص ، والجنس أيضاً لا يخلو من اللعب .

الخيبة تسبب الموت وهي سبب رئيسي لتصلب الشرايين وظهور التجاعيد، وتضر بالمرأة الحامل، ومن الإنسانية أنْ نكون حريصين كل الحرص على عدم قتل الآخرين بالخيبة، والمرء يستطيع ذلك، حين يريد، وعن الخيبة أقول في ذات الرواية ( والعدالة لا تخلو من الخيبة حين تتحقق بعد حين ) .

وفيما يخص الآمال والآلام ، أنا شخص حالم وتراجيدي، أحب الكرنفالات الكبيرة حين تتعلق بالآمال، وأحب المآسي العظيمة حين تتعلق بالآلام، فالألم كما لو أنه مخدرات مُشرعة وقانونية ، تتيح للمرء شيئاً من السكينة، وهذه ليست مازوشية، بقدر ما هي نظرة عميقة للذات وما يحيط بها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا