رحيل آخر مقاتل فرنسي شارك في إنزال نورماندي خلال الحرب العالمية الثانية

4 يوليو 2023

نص خبر _ نيوز سكاي

أعلنت السلطات المحلية في فرنسا الإثنين وفاة ليون غوتييه، آخر فرنسي على قيد الحياة من وحدة كوماندوز شارك في عملية إنزال النورماندي عام 1944، عن عمر يناهز المئة.

وتوفي ليون غوتييه في مستشفى بمدينة كاين يوم الإثنين، قرب شواطئ نورماندي حيث يتم إحياء ذكرى المعارك الشرسة كل عام.

هذا وقد كان غوتييه من بين 177 فرنسياً الذين شاركوا في عمليات الإنزال في السادس من يونيو 1944، والتي كانت بداية تراجع هيمنة ألمانيا النازية على أوروبا الغربية.

وخدم ليون غوتييه مع وحدة “فوسيلييه مارين كوماندو” – الوحدة الوحيدة من القوات الفرنسية الحرة التي ذهبت إلى الشاطئ خلال إنزال نورماندي في 6 يونيو 1944.

أُنزل حوالى 18 ألف مظلي في منطقة الغزو، وقدمت القوات الجوية المتحالفة دعماً جوياً لآلاف السفن البحرية التي حملت أكثر من 130 ألف عنصر من القوات البرية في عمليات الإنزال.

وقضى أكثر من أربعة آلاف جندي من قوات الحلفاء في اليوم الأول من الغزو، ما وفر في النهاية للمهاجمين موطئ قدم في غرب فرنسا لصد الألمان.

وصف غوتييه الحرب في ما بعد بأنها بؤس ينتهي بالأرامل والأيتام. ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غوتييه ورفاقه بأنهم “أبطال التحرير”.

ووصف عمدة المنطقة، رومان بيل، غوتييه بأنه كان مدافعاً شرساً عن الحرية.

سيرة حياة غوتييه:

ولد غوتييه في مدينة رين الواقعة في شمال غرب منطقة بريتاني بفرنسا، والتحق بالبحرية الفرنسية عندما كان مراهقاً، بعد فترة وجيزة من بدء الحرب العالمية الثانية، لأنه كان أصغر من أن يدخل الجيش.

بعدها، هرب إلى بريطانيا في عام 1940 قبل أن تجتاح قوات أدولف هتلر معظم أوروبا الغربية، بما في ذلك فرنسا. ثم انضم غوتييه في لندن إلى حركة “فرنسا الحرة”، التي أبقت على حكومة في المنفى وجيش نسق مع الحلفاء ضد ألمانيا النازية.

حارب في الكونغو وسوريا ولبنان، قبل أن ينضم إلى وحدة من الرماة البحريين تُعرف باسم “كوماندوز كيفر”، والتي تدربت في المرتفعات الأسكتلندية.

في وقت لاحق من حياته، استقر غوتييه في مدينة ويستريام الساحلية في نورماندي، وأصبح ناشطاً من أجل السلام.

وقال في مقابلة مع وكالة رويترز في عام 2019 عندما كان عمره 96 عاماً: “قتلت شاباً صغيراً ليس منذ مدة طويلة”.

وأضاف: “ربما كنت قد يتمت أطفالاً، ربما قتلت زوج امرأة أو أبكيت أماً… لم أرغب في فعل ذلك. لست رجلاً سيئاً”

نشاطاته من أجل السلام

انضم غوتييه، الذي عاش في أوسترهام منذ التسعينيات، إلى حركة فرنسا الحرة في لندن، برئاسة شارل ديغول، في عام 1940. وذهب للقتال في الكونغو وسوريا ولبنان قبل الانضمام إلى هجوم نورماندي.

وبعد الحرب، أصبح ناشطاَ من أجل السلام، مستخلصاً العبر من تجاربه في زمن الحرب. وقال خلال الاحتفال بعيده المئة العام الماضي: “من أجل ماذا نقتل أشخاصاً لم يفعلوا شيئاً لنا أبداً؟”.

قد يعجبك ايضا