رصوا الصفوف
عبدالله بن محمد اللحيدان
10 مارس 2022
الحمد لله رب العالمين كشف عنا الغمة والوباء وتفضل علينا بولاة أئمة حق نجباء ، يسر الله بهم على الناس العسر ، وكتب لدينه بهم في هذا العصر العز والنصر ، في بلاد الحرمين ومهبط الوحيين وقبلة المسلمين المملكة العربية السعودية ، وإذ لما مكن الله الملك للملك عبدالعزيز رحمه الله كان من ركائز الحكم لديه الاهتمام بما جاءت به الشريعة الإسلامية من حفظ الضروريات الخمس (الدين والنفس والعقل والنسب والمال ) فسخر لكلٍّ ما يحتاجه من مقومات وإمكانات ، وكان من جملة ذلك الاهتمام بما يحفظ للناس سلامتهم الصحية ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ) وبنظرته الثاقبة لاحتياج الحجاج الوافدين من أقطار العالم للرعاية الصحية في مكة كان صدور الأمر السامي عام 1343هـ فاتحة هذا الاهتمام الصحي بإنشاء مصلحة الصحة العامة في مكة المكرمة، و إنشاء فروع لها في كل المناطق ، ثم بعد استكمال توحيد نواحي البلاد تحت اسم المملكة العربية السعودية عام 1344هـ ، تواصل الاهتمام بالسلامة الصحية للمجتمع الناشيء بصدور أمره السامي بتكوين وزارة الصحة ، ليتلقى هذا الكيان من لدنه – رحمه الله – كل عناية ورعاية واهتمام . ثم تلاه في ذلك أبناؤه الملوك – شكر الله لهم جميعاً – حتى رأينا نتاج جهود هذه السنوات الماضيات في تحقيق المملكة – أثناء جائحة كورونا – نصراً عظيما وسبقاً كبيراً بفضل من الله ثم ثم بوعي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – رعاهما الله – وعياً لمتطلبات الحدث والمرحلة وتأمين كل ما تتطلبه المكافحة والوقاية ، والمعالجة والرعاية ، فكانت شواهد هذا النصر ومعالم هذا السبق تتراءى للعيان في منظومة متكاملة من الخدمات الصحية ، و لتنحسر الجائحة عنا وقد تفوقنا في احتوائها على أمم متقدمة بزعمهم علينا علمياً وتقنياً ، فحمداً لله على ما آتانا ثم شكراً لملك العزم والحزم سلمان بن عبدالعزير حفظه الله و لأمير الجد والجهد محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، شكراً لكل من تجاوب مع اهتمام ولاتنا وتحمل مسؤوليته لتحقيق ما استهدفاه لسلامة المجتمع ، شكراً لكل من نفذ مالزم من إجراءات و امتثل للتوجيهات ، شكراً لختام المسك أبطال الصحة ، وشكرا لمسك الختام أبطال الجبهة حماة الوطن أجمع ، وليستمر نجاحنا و رفعتنا وعلو شأننا بما نعيشه من تطبيق شرع ربنا وبالمحافظة على تراص صفوفنا خلف أئمتنا وولاة أمرنا حفظهم الله وأيدهم ، ولك الحمد ربنا مراراً وتكراراً وبدءً وختاماً فآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
_____
*المدير العام السابق لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية