17 يونيو 2023
إيمان إبراهيم- بيروت
في بيروت التقيناه، لا يزال زاهي وهبي زائراً وفياً لمقهى الروضة في الروشة، حيث يلتقي يومياً زملاء المهنة، شعراء وكتاباً وإعلاميين، وفنانين من طراز خاص، يخوضون يومياً في المقهى البحري نقاشات لا تنتهي، عن وضع البلد والثقافة والفن والإعلام. هي ذات الوجوه يومياً، نسأل زاهي “هل ينتهي الكلام؟”، يقول “أحياناً لا نتكلم، في صمتنا نقول كلاماً في منتهى البلاغة”.
هذا الوفاء للأمكنة، والمدينة التي تشظّت مراراً ثم نهضت وعادت وتشظّت بانتظار أن تنهض من جديد، هو جزء من تكوين زاهي الشاعر والإعلامي، الذي تمتد تجربته الإعلامية على مدى عقود، ومراحل، لم تكن إحداها تشبه الأخرى. يفرض الإعلام خياراته ويرى زاهي نفسه محظوظاً بتقديم برامجه اليوم عبر محطّة لا تضع على كاهله عبء نسب المشاهدة، ما يبقي المشهد الثقافي حاضراً في برامجه.
في شعره أيضاً، يواكب زاهي عصر الحداثة في ديوان جديد يجمع تغريداته الشعريّة، طوّع لغته ليواكب عصر السوشال ميديا، وعلى قاعدة خير الكلام ما قلّ ودل اختصر زاهي الكثير في قليل من الكلمات.
في لقائه مع “نص خبر” الذي ننشره عبر ثلاث حلقات، يتحدّث زاهي عن تجربته الشعريّة، وتماهيها مع تجربته الإعلاميّة، يقول إنّ شهرته الإعلاميّة ساهمت في نشر شعره، دفع الفضول ببعض مشاهديه إلى حضور أمسياته الشعريّة، لكن ما يبقى من كلّ هذا هو الشعر نفسه، هل أحبّه المشاهد الذي لم يكن متذوّقاً للشعر أم لا؟
يجد زاهي صعوبة في وضع تعريف للشعر، لكنّه يشبّه الشاعر بالنحّات والقصيدة بالمنحوتة التي تختزن كل مشاعر ورؤية النحّات.
يتحدّث عن تجربته مع محمود درويش، منذ استضافه في برامجه، ثم نشأت بينهما صداقة انتهت بزاهي يسير خلف نعشه في عمان. كما يتحدّث عن الشعراء الذين أثروا به، خصوصاً الشاعر شوقي أبو شقرا الذي يصفه بمعلمه.
ولاحقاً لنا حديث مع زاهي عن تجربته الإعلامية والضيوف الذين تركوا أثراً لا يمحى، وعن عودته من الموت عندما رأى روحه تنفصل عن جسده وفي لحظة عاطفية عاد ليكمل مع الأحبة مشوار العمر
مشاركة سابقة
المشاركة التالية