زيادة الوزن لدى الأطفال أسبابها وطرق علاجها

الرضاعة الخاطئة والجري وراء الماركات العالمية للحليب الصناعي أخطاء قاتلة.

ليس كل طفل بدينًا في صغره سيبقى بدينًا عندما يكبر.

 

لماذا تظهر أعراض البدانة على بعض الأطفال مبكرًا؟

وهل السبب يعود إلى الغذاء فقط، أم أن هناك أمراضًا أو عللًا تساهم في زيادة الوزن خلال المراحل العمرية المختلفة؟

أسئلة كثيرة تراود الأمهات، خصوصًا مع ملاحظة الارتفاع العالمي في معدلات السمنة بين الأطفال، وتعدّد التفسيرات ما بين العادات التربوية والنظام الغذائي والوعي الصحي.

في هذا السياق، تحدثنا مع الدكتور محمد ميسرة، استشاري الأطفال وحديثي الولادة بمستشفيات الحمادي بالرياض، فكان هذا الحوار:

أولًا: المرحلة الأولى – السنوات الأولى من العمر

وهي تشمل فترة الاعتماد على الحليب وكذلك مرحلة الفطام.

ورغم حملات التوعية التي تؤكد أهمية حليب الأم، إلا أن الكثير من الأمهات يتجهن نحو الرضاعة الصناعية، إما انبهارًا بالماركات العالمية أو بسبب المعلومات الخاطئة المتداولة أو نتيجة ظروف العمل.

وتكمن المشكلة الأساسية في الرضاعة الخاطئة، سواء من حيث الكمية أو الكيفية، ومن أبرز الأسباب:

 

1- زيادة عدد الرضعات:

رغم وجود جداول توضح الكميات المناسبة، تقوم بعض الأمهات بإرضاع الطفل كلما بكى، معتقدات أنه جائع، بينما قد يكون سبب البكاء هو الغازات أو الشبع الزائد.

 

2- إضافة مواد غذائية للحليب:

مثل زيادة بودرة الحليب، أو إضافة السكر، أو إدخال الحبوب كـ”السيريلاك”، مما يؤدي إلى زيادة السعرات الحرارية وتحوّلها إلى دهون.

 

3- اضطراب مرحلة الفطام:

الفطام يجب أن يبدأ بعد 6 أشهر، بإدخال وجبة واحدة في اليوم لبضعة أيام. الخطأ الشائع هو عدم تقليل عدد الرضعات أو اختيار وجبات ذات سعرات عالية بدلًا من الفواكه أو الخضراوات المهروسة.

ثانيًا: المرحلة الثانية – ما بعد الرضاعة

في هذه المرحلة، إذا لم تُضبط العادات الغذائية، تزداد احتمالية إصابة الطفل بالسمنة حتى مرحلة البلوغ. لكن لا يعني هذا أن كل طفل بدين سيبقى كذلك في المستقبل.

ما أسباب السمنة في هذه المرحلة؟

1- أسباب غذائية:

تناول كميات كبيرة من الحليب المحلّى أو المشروبات ذات السعرات العالية.

الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية أو السكرية.

2- أسباب اجتماعية:

قلة الحركة والجلوس الطويل أمام الشاشات.

إصرار الأهل على تقديم الأطعمة الدسمة.

تقليد الأطفال للكبار في أسلوب الأكل وكميته.

3- أسباب وراثية:

يزداد احتمال السمنة إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما بدينًا، إما بسبب عوامل جينية أو أنماط غذائية مكتسبة.

 

4- أسباب نفسية:

أحيانًا يكون الطعام وسيلة للهروب أو التعبير عن مشاكل نفسية، وقد يكون اللجوء للطبيب النفسي مفيدًا في هذه الحالات.

5- أسباب مرضية:

ليست كل حالات السمنة مرتبطة بأمراض عضوية أو هرمونية، لكن من المهم استشارة الطبيب لاستبعاد الأسباب المرضية والبدء بخطة علاج مناسبة.

وأخيرًا:

تناول الطعام ليس وسيلة للترفيه أو إشباع الرغبة فقط، بل هو وسيلة لبناء الجسد والمحافظة على الصحة.

 

 

 

قد يعجبك ايضا