6 يونيو 2023
إيمان إبراهيم- بيروت
شارف مسلسل “الثمن” على نهايته، اختلفت حوله الآراء لكنّ كان ثمّة ما يشبه الإجماع على أن الممثلة اللبنانية سارة أبي كنعان بدور تيما، كانت من العناصر الأقوى في العمل ما لم تكن الأقوى.
هي الوحيدة تقريباً التي لم تشهد شخصيتها منعطفات غير مفهومة، ظلّت منسجمة مع نفسها والأحداث المحيطة بها، قدّمت أداءً مقنعاً بشكلٍ تصاعدي، لم يخفت إيقاعها في مشهد، لتكون واحدة من أهم عناصر قوّة المسلسل.
سارة التي التقينا بها قبل أيام قليلة من انتهاء عرض المسلسل، تخبرنا عن كواليس العمل، تتطرق إلى تفاصيل دقيقة حول اختلاف طريقة التصوير في تركيا عنها في لبنان ومدى انعكاس هذا الأمر على الممثلين وعلى الصورة النهائية للعمل.
عن اختلاف طريقة التصوير بين العالم العربي وتركيا تقول “لا تختلف طريقة العمل في تركيا كثيراً عن طريقتنا، المختلف تقسيم التصوير. مثلاً في مسلسل “الثمن” الذي امتدّ إلى 90 حلقة، كنّا نصوّر كل خمس حلقات على حدا، بينما لو صوّرنا العمل في بيروت، كنا سنصوّر “راكور” الشركة وهو يتضمّن كل مشاهد الشركة في كل الحلقات ثم نقفلها، وننتقل إلى تصوير “راكور” منزل على سبيل المثال”.
وتنوّه سارة إلى أنّ النص لم يكن جاهزاً بالكامل، تقول “كانت تصلنا الحلقات تباعاً، لكن حتّى لو كان النّص جاهزاً الأعمال تصوّر بهذه الطريقة في تركيا.”
وعن تطوّر شخصيتها في مسلسل لم تكن قد تسلّمت كل حلقاته تقول “كنّا نصوّر ونكتشف تطوّر شخصياتنا خلال التصوير، لأنّ حبكة القصّة كلّها تغيّرت من النسخة التركيّة الأساسيّة”.
أين يرتاح الممثل أكثر؟ تقول سارة “في تركيا، حيث تصوّر الحلقات كل على حدا يكون الممثل مرتاحاً أكثر، يستطيع أن يفصل في منتصف العمل، كأن تغيّر الممثلة لون أظافرها أو شعرها، لا تشعر أنّها سجينة الشخصية، بينما نحن هنا لا نصوّر بهذه الطريقة، نصوّر راكورات”.
تبسّط سارة أكثر للقارىء العادي مسألة الراكورات تقول ” لو كان المسلسل يصوّر في لبنان، لدينا عدّة مواقع تصوير، الشركة، منزل سارة، يخت كرم ومنزل ابراهيم الجد على سبيل المثال، نبدأ بتصوير مشاهد منزل ابراهيم كلّها، من الحلقة 1 إلى الحلقة 90 ننهي تصوير كل المشاهد هناك ثم نخرج من منزل الجد، ونذهب مثلاً إلى الشركة، ننهي تصوير كل مشاهد الشركة ولو استمرّت شهراً، ننتهي منها ونقفل الشركة”.
هذا الأمر مكلف إنتاجياً أضعافاً، كما أنّ هامش الأخطاء الإخراجية يبدو أقل والممثل يكون مرتاحاً أكثر، تقول سارة “عندما تصوّر المشاهد تباعاً يتطوّر المشاهد مع الشخصية، أما تصوير الراكورات فقد يحدث في نفس يوم التصوير أن تتنوّع الحالات النفسيّة للدّور صعوداً وهبوطاً”.
وتتحدّث عن دور تيما تقول “لنأخذ تيما مثالاً لو كنّا نصوّر في بيروت كنا في نفس المكان صوّرنا تيما ترقص وفي المشهد التالي تيما تنهار من البكاء”.
هل الممثل الذي يصوّر في بيروت يبذل جهداً مضاعفاً عن الممثل الذي يصوّر في تركيا؟ تقول “بالتأكيد، لأنّنا بدل أن نحجز على مدى ثمانية أشهر مدّة تصوير العمل الشركة وبيت الجد وغيرهما من المواقع حيث التكلفة هائلة، نقوم بتصوير كل مشاهد الموقع في فترة واحدة نسلّمه ونذهب إلى موقعٍ جديد”.
هل تنعكس طريقة التصوير وراحة الممثل من خلال تصويره مشاهده تراتبياً على صورة العمل؟ تقول “لم أفكّر بهذا الموضوع من قبل، السؤال حفّزني على التفكير، نعم قد ينعكس هذا الأمر إيجاباً”.
لنغوص أكثر في كواليس التصوير، كم استغرق تصوير العمل؟ تقول ” تصوير العمل كلّه استغرق 7 أشهر، لم أزر فيها لبنان سوى مرتين كل مرّة أقلّ من 24 ساعة بسبب ضغط العمل”.
وتشير سارة إلى أنّ التصوير كان يتم بطريقة مزدوجة عبر مخرجين في نفس الوقت، في موقعين مختلفين.
تقول سارة إن المتعب في العمل كانت الغربة وساعات التصوير الطويلة والإرهاق تقول “تخيلي 7 أشهر ونصف كنّا نعمل فيها 6 أيام في الأسبوع، أحياناً يكون لدينا يومان راحة، كان علينا أن ننجز كل أمورنا خلال هذه الإجازة القصيرة، كان الوقت يمرّ بسرعة حتى تركيا التي عشنا فيها كل هذه المدّة لم نتعرّف إليها كما يجب”.
هل تأثرتم بالنسخة التركية؟ تقول “لم أشاهد سوى الحلقات الأولى، كان المخرج قد طلب منّا ألا نشاهد العمل كي لا نتأثّر بالشخصيات التركية، كما طلب منّا ألا نسأل عن تغييرات العمل لأنّ النسخة العربية مختلفة تماماً”.
عندما وافقت سارة على المسلسل لم تكن قد تسلّمت سوى 3 حلقات من 90 حلقة لم تكن قد كتبت بعد، على ماذا راهنت وكيف قبلت بهذه المجازفة تقول “راهنت على القصّة التركية التي كانت البنية الأساسية لمسلسنا، وكنت أعرف أنّهم إذا أرادوا أن يقدّموا نسخة عربية ستكون نسخة مطوّرة، والمخرج سبق أن قدّم إبداعاً كبيراً في “عروس بيروت” والإنتاج ضخم للـMBC والتنفيذ لـo3 في تركيا، لذا كل هذه العناصر الضخمة محفّز للمغامرة بعمل لم يكتب بعد”.
تتابع سارة “كانت بعض الحلقات تصلنا خلال التصوير كنا نفاجىء، وأحياناً كنا نذهب إلى المخرج ونرجوه أن يخبرنا “شو رح يصير”، كما يحصل في الواقع أنك لا تعلم ماذا سيحصل معك غداً”.
عن أقرب الممثلين إليها في العمل تقول “رزان جمال كانت قريبة مني، لأنّنا كنا بعيدتين عن أعلنا وبيتنا، ونلعب دور صديقتين مقربتين، هذا الأمر قرّبنا كثيراً”.
وعن نهاية العمل ترفض إعطاء تفاصيل تقول “ستكون النهاية منصفة”.