سالم الشهاني : أكتب عن جدتي النخلة وأمي اليمامة وأختي الغزالة

10 يوليو 2023

حاوره: سامح محجوب

بدويٌّ يخزن الصحراء فى روحه كما تخزن الشمس فى قرصها الذهبي أفراح وأحزان البشر .

-يقول : «أكتب عن جدتي النخلة التي ربيت في ظلها، وعن أمي اليمامة وأختي الغزالة، عن هؤلاء البدو الذين ربوني إلى جوار البئر صغيراً، عن عاداتهم وتقاليدهم عن السامر، والتحية، والكف، والمربوعة، هذه المراسم التي كان البدو يتجمعون فيها، ويرتجلون الشعر، ويحكون السير»

أصدر خمسة عشر ديوانًا قبل أن يتجه لكتابة الأغنية لمجموعة من المطربين يقف فى مقدمتهم الفنان الكبير علي الحجار والفنانة نسمة محجوب .
لكنه ظل محافظًا على كونه شاعرًا تشكّل القصيدة بطاقة هويته الوحيدة والأخيرة كشاعر .

حاز عددًا كبيرًا من الجوائز منها :
جائزة الدولة التشجيعية عن ديوانه (سيرة الورد )
كما حاز جائز أحمد فؤاد نجم وغيرهما من الجوائز والتكريمات المصرية والعربية .

صدر له :
ولد خيبان
السنة 13 شهر
الملح والبحر
القطا العميا
شبر شبرين
سيرة الورد
الدليل
البعيد عن العين
الوداع
مناسب جدًا للوحدة
وغيرها من الدواوين التي احتفظت للشهباني بمقعد متقدم فى مضبطة العامية المصرية

حول الشعر وما حوله من ملابسات إنسانية وفنية .. كانت هذه الدردشة مع الشاعر المصري سالم الشهباني

 

•• هذا  الزحام لا أحد ” إلى أي مدى تنطبق هذه المقولة على ما يطرح من شعر عامية فى العقدين الأخيرين ؟

اتفق إلى حد كبير معها..حيث أن كثير من التجارب الشعرية  جاءت إعادة إنتاج لتجارب سابقة ولم تقدم جديدًا .. بل وقعت في شرك التكرار.من حيث الشكل والموضوع بالرغم من اختلاف الواقع  وقضاياه.. لكن هذا حال شعر العامية وغيره من الأنواع الأدبية التي  ييتزاحم عليها الكثير من مدعي الموهبة ولكن لا يبقى في النهاية سوى التجارب الحقيقية  التي جاءت من  زخم معرفي وثقافي وتجربة إنسانية صادقة. تقف خلفها موهبة كبيرة.

 

•• تنتمي لجيل أتيح له أن يرى   الكبار ويجالسهم ويشاركهم كشاعر .. كيف حافظ سالم الشهباني على تجربته من الوقوع فى شرك الذاكرة الشعرية لهؤلاء الكبار ؟!

بالفعل أتيحت لي الفرصة لمحاورة الكبار..والتعرف على تجاربهم عن قرب..هذه المعرفة جعلتني لا أخطيء  وأضع أثري مكان أثرهم
وأن أخلق صوتي الخاص  وقصيدتي التي لا تشبه أحدًا سواي..
قصيدتي التي  هي نتاج تجربتي ومعرفتي وواقعي المختلف عن واقعهم .

وأنا أعتبر نفسي ابنًا شرعيًا للموروث الشعبي وقصيدة العامية المصرية وأحترم الكبار وأقدرهم فهم من بنو لنا هذا الجدار الكبير الذي نقف عليه أنا وكل  من له صوته الخاص في شعر العامية لنرى أبعد مما رأوه .

 

•• كيف يضبط سالم الشهباني المسافة بين الشعر بكثافته وحمولاته الدلالية والمعرفية والأغنية التي تتطلب حالة من التخفف المجازي والأسلوبي ؟

أحاول جاهدًا أن أكتب مايرضى ذائقتي وتجربتي حتى في الأغنية
وإن حدث تخفف في  التناول وجاء بسيطًا سيكون التناول البسيط الذي يشير للعمق وله أكثر من مستوى تلقي .
وذلك لأن الغنوة تخاطب شريحة أكبر ومستويات تلقي مختلفة .


والشاعر في كتابة قصيدته هو المحرك الأول والأخير لها لكن الغنوة هي عمل جماعي يشارك فيها ملحن وموزع ومطرب والشاعر فيها فرد من مجموع..
ومع ذلك أيضا أقوم بتمرير ما أكتبه على ذائقتي إن أرضاني طرحته للجمهور من خلال ملحن وموزع ومطرب..وإن لم يرضني مزقته وكأنه لم يكن .

••تقف التجربة وراء القصيدة الشعرية التي لا تخضع إلا لشروط الفن ومزاجية وذاتية الشاعر بينما يفرض السوق على كاتب الأغنية شروطه ومواضعاته الجمالية .. إلى مدى ينسحب ذلك على ما طرحته من ألبومات غنائية ؟!

أكتب الأغنية التي يقف خلفها شاعر  عامية وليست الأغنية التي يقف خلفها مؤلف أغان..والفرق هنا شاسع بين النوعين
هناك مؤلفين أغاني يكتبون الاغنية طبقا لمتطلبات السوق والظروف الإنتاجية.
وهناك الشعراء  الكبار مثل  (بيرم التونسي..وصلاح جاهين..وفؤاد حداد..والأبنودي وسيد حجاب)  الذين كتبوا الأغنية من وحي تجربتهم ووعيهم الخاص دون تدخل من أحد .
.تستطيع أن تضع تجربتي الغنائية ضمن هؤلاء وأنت مطمئن.

 

••هل يحتاج الشاعر لجائزة أو دعم مادي أو حضور جماهيري معين ليستمر ؟

أعتقد أن مايحتاجه الشاعر  ليستمر هو  هذا القلق الذي يدفعه  للبحث عن إجابات لأسئلة كثيرة تؤرقه.. وكل إجابة يصل إليها مع كل قصيدة يكتبها  تضيء جزءًا مظلمًا من  ذاته . ولا يجب أن ينشغل الكاتب بالجوائز والحضور الجماهيري لأن هذه الأشياء من الممكن أن تدفعه للافتعال والبعد عن تجربته الحقيقية..وانا هنا لا اقلل منها..ولكن لابد أن تكن على هامش تجربة الكاتب وليست هي المحرك للتجربة.

قد يعجبك ايضا