“نص خبر” كمال طنوس
هل هذه أزياء أو انها السحر الملفوف بالأقمشة؟ هل هذا عرض أو مسرح لتقديم الفن المغري القادم من قريحة مجنونة بالإلهام؟ هذا سيل من كل شيء جميل وأخاذ.
نجح ستيفان رونالد المصمم أن يقدم الذهول في عرضه لمجموعة الهوت كوتور الصيفية لعام 25 في قاعة الاحتفالات الموسيقيّة الكبيرة “بلييل” Salle Pleyel خلال أسبوع الموضة في باريس.
عارضات جئن بالأسود والبني المحروق والأبيض العاججي وبدأن يتبخترن فوق حلبة الإعجاز. اقمشة ملفوفة ،شعر على هيئة انتفاضة مكياج قوي ساحر ساخر. أثواب من مخيلة تحب اللهو السميك واللعب في مخيلة الحاضرين. ستيفان رولاند أجاد كل شيء في عالم الفن والثقافة.
انه المسحور بشخصية جوزفين بيكر الراقصة والممثلة الأميركية التي باتت فرنسية بعد ذلك وشكل حضورها زخماً في التاريخ سواء على الصعيد الوطني التي كانت ثائرة وطنية ومن أبناء الثورة الفرنسية وصانعتها.أ|و من أصلها الافريقي الذي ظهر في لمسات ستيفان لقبائل الشعب البرونزي.
بيكر حضرت اليوم كما كانت بالأمس فهي ايقونة عصر الجاز في العشرينيات واللؤلؤة السوداء بين مفكري وفناني عصرها الأوروبي أنها اليوم على شكل الهة مستعادة في هذا العرض الكثيف بالأفكار، المغري للناظر والواشم في عالم الموضة.
ترددت خلال العرض التسجيلات الصوتية لبيكر في جميع أنحاء المكان ، مما عزز موضوعات السلام والوحدة والأخوة – وهي القيم التي جسدتها من خلال “قبيلة قوس قزح” من الأطفال بالتبني. وجه رولاند هذه المثل العليا من خلال كل تصميم قدمه.
الكثير من الحب والإلهام على ساحة العرض, كل شيء رقيق منسل ريش يتطاير قبعات من رؤوس حرير يلف كطيات عجائبية. أثواب تتهدل على اشكال وطرق غير اعتيادية لكن في كل التفصيل الجمال والحرفية صوتها عالي. انها عرض الافتتان والرقي والمخيلة الخصبة والمشاعر المهروقة فوق بلاط وقماش.
في هذه المجموعة الحركة كثيفة ومنضبطة بإيقاع خاص وكأن به يمسك عصا مايسترو ويرفعها ستيفان كما يشاء حتى يقدم اجمل معزوفة تسمع بالعين وتلبس فوق جسد راقص يشعر بكل رعشة إحساس.
أكد رولاند أن الحضور الديناميكي لجوزفين بيكر أثر على الطريقة التي قص بها ملابسه وصممها ، مما يضمن التقاط كل قطعة للحركة. لا تزال الأزياء الراقية الخاصة به توازنا بارعا بين الدقة المعمارية والسيولة الشعرية ، مما يؤكد التزامه المستمر بالفن والهدف.
