خالد أرغنش ورضا كوجا أوغلو في قلب قضية شائكة تعود جذورها إلى احتجاجات 2013
بيروت_ نص خبر
في خطوة قضائية أثارت جدلاً واسعًا في تركيا، قضت المحكمة بسجن الممثلين الشهيرين خالد أرغنش ورضا كوجا أوغلو لمدة عامين، بعد إدانتهما بالإدلاء بشهادة زور في إطار قضية احتجاجات حديقة غيزي التي شهدتها إسطنبول عام 2013.
تفاصيل الاتهام: تناقضات كشفتها الأدلة
وجّهت النيابة العامة إلى الممثلَين تهمة تقديم معلومات مضللة خلال الإدلاء بشهادتهما في قضية المديرة الفنية آيشه باريم، المتهمة بالمشاركة في تنظيم الاحتجاجات. رغم نفيهما وجود أي علاقة تواصل مع الناشط المسرحي البارز محمد علي ألابورا، إلا أن التحقيقات كشفت خلاف ذلك.
سجلات الاتصالات الهاتفية (HTS) أثبتت أن خالد أرغنش تواصل مع ألابورا 12 مرة، بينما ظهر تواصل وحيد بين رضا كوجا أوغلو وألابورا. كما عُرضت صور تُظهر الثلاثة معًا في قلب المظاهرات، وهو ما يتناقض بوضوح مع ما جاء في أقوالهم.
رد فعل الممثلين: نفي ومرافعة شخصية
أمام هيئة المحكمة، دافع خالد أرغنش عن نفسه مؤكدًا أنه لم يكذب، وأن علاقته بألابورا لا تتعدى المعرفة السطحية منذ أيام الدراسة. أما رضا كوجا أوغلو، فأكد أنه أجاب على الأسئلة وفق ما تسعفه به ذاكرته، دون نية للإخفاء أو التضليل.
الحكم القضائي: عامان خلف القضبان
بعد تحليل الأدلة والتناقضات في الأقوال، أصدرت المحكمة حكمها النهائي بالسجن عامين بحق كل من أرغنش وكوجا أوغلو. وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من مسار قضائي مستمر منذ أكثر من عقد لمحاكمة المتورطين في تنظيم احتجاجات غيزي.
خلفية احتجاجات غيزي: من حراك بيئي إلى صدام سياسي
بدأت احتجاجات غيزي في يونيو 2013 اعتراضًا على مشروع إزالة الأشجار في إحدى حدائق إسطنبول، لكنها سرعان ما تحولت إلى حركة احتجاجية ضخمة ضد الحكومة آنذاك، شملت عدة مدن تركية وأسفرت عن اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة. ومنذ ذلك الحين، لم تهدأ محاولات محاسبة النشطاء والمشاركين.
ردود فعل متباينة: هل هو عدل أم قمع؟
أثار الحكم موجة انقسام في الشارع التركي، حيث يرى البعض أنه يعكس جدية القضاء في ملاحقة الشهادات الزائفة، بينما يرى آخرون أن الأمر لا يخلو من دوافع سياسية، خاصة في ما يتعلق بتكميم حرية التعبير والتضييق على الفنانين. يُنتظر أن يقدم الممثلان طلب استئناف في الأيام القادمة.