رحاب ضاهر – بيروت
ربما لكثرة التوقعات والخيالات، جاءت إطلالة الجميلة الغائبة ـ الحاضرة شريهان أقلّ مما تمنّاه جمهورها في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير. فهذه النجمة التي ارتبط اسمها بالاستعراض والخِفّة والرقص والقفز على المسرح، ما تزال في ذاكرة جيلٍ كامل “البنت اللهلوبة” في الفوازير ونجمة الإبهار. وعندما طُرح اسمها في الحفل، انطلق خيال المتابعين نحو استعراض ضخم، بملابس فوازيرها المدهشة وألوانها المبهرة التي طُبعت في الذاكرة.

لكن شريهان، الستينية اليوم، أطلت بوقار عمرها ونجومية ماضيها، فشكّلت صدمة لدى جمهور لا يرحم. انهالت التعليقات القاسية: “كبرت… عجّزت… مش قادرة تسند طولها”، وكأن الزمن لا يحق له أن يمرّ بجانبها ، أو كأن سنوات الألم والمرض التي عاشتها لم تُحسب عليها.
الإطلالة فعلاً لم تصل إلى مستوى التوقعات. والفستان الذي حمل توقيع العالمي إيلي صعب، ورغم ما صرحت به شريهان للإعلامية لميس الحديدي عن تطريزه في إيطاليا وكيف طلبت أن “ينحت كالحجر المصري”، جاءت نتيجته باهتة، بعيدة عن الهوية الفرعونية التي كانت تطمح إليها. وربما خيبة الفستان جعلت الانتقاد أكثر حدّة، إذ لم يُعَوِّض غياب الإبهار في حضورها.

ورغم كل ذلك، هل يستحق الأمر كل هذا الجلد؟
ربما خذلتنا في الإطلالة، وربما فاجأتنا بعودة لا تشبه أرشيفها الباذخ، وهذا ما يسمح به وضعها الصحي. ولكن لا تُحاسَب شريهان على ما قدّمته في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، لكن
شريهان ليست فستانًا ولا لحظة عابرة على مسرح، بل فصل كامل من ذاكرة جيل. وإذا كان الزمن قد مرّ عليها، فهو لم يمرّ على مكانتها. تبقى علامة مضيئة في تاريخ الاستعراض العربي، واسمًا لا يبهت مهما بهتت الأضواء حوله.