صابر الرباعي غنّى في دمشق… ماذا عن التطبيع؟!

وسام كنعان- دمشق

7 أغسطس 2023

لا نعرف إذا كان هناك «مطبّع» مع العدو الإسرائيلي بـ «سمنة» ومطبّع آخر بـ«زيت» بمعنى أن تكون القوانين المحلية في سوريا، والحملات الشعبية التي يفترض أنها عفوية، قد تنطبق على بعض الفنانين العرب، وتستثني آخرين. فعندما أعلن النجم المصري محمد رمضان عن نيّته إقامة حفلات في سوريا قامت الدنيا ولم تقعد، وأصدرت «نقابة الفنانين» بياناً تنفي نيّتها السماح له بذلك أو علمها بالجهة المنظمة للحفلات، كما انطلقت بعض الآراء المغالية  ربما بطريقة مبالغ فيها، على أساس أن الممثل المصري متهّم بالتطبيع مع العدوّ الاسرائيلي .

حتى أن الحفلات لم تقم لها قائمة، ولم يأت رمضان إلى سوريا..  طبعاً إن كان ذلك في خدمة قضية العرب المركزية، ودعم فلسطين المحتلة فلا يمكن لوطنيّ عاقل أن يكون ضدّ هذه الخطوة فعلياً بل تستحق فعلاً دعمها.  كذلك أصدرت وزارة الإعلام السورية بيان اعتذار رسمي بسبب استضافة برنامج «جذور» على الفضائية السورية بسبب استضافته الكاتب المصري يوسف زيدان بسبب اتهامه بالتطبيع أيضاً وذلك بعد جلبة طويلة عريضة عل السوشال ميديا ، وتعرّض فريق البرنامج للتحقيق!

لكن المفارقة بأن مهرجان «ليالي قلعة دمشق» أعلن منذ أسابيع عن حفلة ضمن فعالياته يحيها المغني التونسي صابر الرباعي بعد انقطاعه عن سوريا لمدّة 12 عاماً، وقد أقيم الحفل بالفعل مساء أمس الأحد على في ساحة القلعة التاريخية، وحضرها آلاف من الجمهور، دون أن نسمع صوتاً معترضاً بشكل رسمي، أو نقرأ بيانات احتجاج،  أو نتابع فيدويوهات تحريضية تشبه لغة «باب الحارة» تقول للفنان التونسي «فشرت» تغنّي في سوريا كما حصل ضد محمد رمضان!

رغم أن الرباعي زار إسرائيل سنة 2016 ووضع الختم العبري على جوازه وأشعل مستوطنة «الروابي» والحجة كانت دعم القضية الفلسطينية، والخطوة في استقطاب مغنين عرب مشهورين لإقامة حفلات كانت مدروسة تهدف آنذاك إلى صرف النظر عما كان يحدث من هدم بيوت واعتقالات واسعة في الضفة، وتصدير صورة من يتفاعل مع هذه الحفلات من الشعب الفلسطيني.

يومها وقف الرباعي مبتسماً إلى جانب ضابط الإرتباط الإسرائيلي واسمه حسام وهو مغادر من قاعة vip في «معبر اللنبي» والتقط صورة تذكارية بوجه مبتسم. وحالما انتشرت الصورة على الحساب الاسرائيلي المسمى «وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق»، بادر يوأف مردخاي وهو «مسؤول التنسيق في الضفة» إلى نشرها، ثم دخل إفيخاي أدرعي على الخط ليعيد نشرها مجدداً، ليفتتح الهواء على مصراعيه للرد الشعبي المناسب على هذه الصورة!

ارتبك الفنان المحبوب لدى نشر الصورة، وكان ردّ فعله الأولي «تكذيب الخبر» واعتبار الصورة «مفبركة» ثم تصدير فكرة عن طريق من يعملون معه بأنه: «لم ينتبه على الرتب على كتفي الضابط الذي عرف عن نفسه بأنه «عربي» وطلب صورة معه بعدما قدّم مساعدة للرباعي» لذا لم يكن يظن «الفنان الضحية» بأن الأمر سيصل إلى هنا، وستنتشر الصورة على هذا المستوى. لذا فإنه يعتبر نفسه قد تعرَض لـ «كمين إعلامي»

مع كلّ ذلك وصل الرباعي إلى سوريا. وقد اخترنا أن  نكتب عن زيارته وحفلته بعد انتهائها لكي لا نتهم بالتشويش على حدث فني بارز. وعقد صاحب «سيدي منصور» مؤتمراً صحافياً عبّر فيه عن سعادته لوجوده في سوريا بعد سنوات من الغياب، وأكد أنه «يجدد العهد مع الجماهير السورية  وقد أصرّ على الوجود هنا وذلل كل العقبات لملاقاة الجمهور السوري الحبيب»

لكن هناك من سأله عن إعادة نشر الصورة مع الضابط الإسرائيلي فردّ بوضوح وقال:  «نحب أن نبني لليوم وغداً ولا يجب الاصطياد في المياه العكرة، وأرفض التشكيك في الوطنية، وأوضحت الالتباسات التي حصلت بخصوص هذه الصورة في فيديو نشرته سابقاً، وفي المواضيع التي تمس عمق قضيتنا الأولى والمركزية فلسطين يتعمدوا استعمال الفنانين لأنهم مؤثرين»

 

قد يعجبك ايضا