صفوان داحول: بات يكفي لوحتي القليل من الألوان والكثير من الانكسارات والهزائم

3 أوغست 2023

حاوره: هاني نديم

لا يمكن أن نذكر الفن التشكيلي السوري دون أن يلمع اسم صفوان داحول وتظهر لوحاته الاستثنائية في المشهد. ولد صفوان في حماة عام 1961 درس في دمشق وأكمل دراساته العليا في بلجيكا. 

ذاع صيت داحول في الوطن العربي وأوروبا التي تلقفت أعماله المتسمة بهدوء مرعب، مساحات شاسعة وتنويعات لونية قليلة، رماديات أو بنيّات يسبح في فضائها رجال ونساء لهم سمات متشابهة حتى بات مصطلح كائنات “داحولية” يطلق على هذا التشخيص الشبيه بالأحلام الحزينة، المنكفئة والخجولة والتي يطبق عليها الصمت فتقول الكثير. 

التقيت صفوان وكان بيننا هذا الحوار:

  • كائنات عاطفية رمادية، وكأنها قيامة للذاكرة والعاطفة الحزينة، بودي أن أسمع عنك عن تكويناتك البشرية التي أصبحت بصمة لكم. بم تحدثنا عنها، كيف تصفها؟

– لا شك أن للذاكرة دور مهم في تكوين شخصية الإنسان عامة بينما تتحول عند بعض الفنانيين كمصدر إضافي في بناء عمله الفني بإعادة إنتاجها ـ بالطبع يشمل هذا جميع أنواع الفنون.. بالنسبة لي ولكي يكون جوابي بسيطاً جداً أشعر وكأني دائماً ما أحمل كاميرا وهمية أسجل بها أغلب اللقطات والمشاهد التي أرسمهاـ أشعر بالفعل بأني قد عشتها أو شاهدتها بطريقة ما كانت في الذاكره البعيدة أو القريبة أو حتى المستقبلية.

وبقدر ماتكون بالفعل هذه الذاكرة أصيلة، أي تخصك وحدك، بقدر ما يكون عملك أيضاً أصيلاً ونقياً بمفرداته وتكويناته وألوانه,
لاشك أيضاً أن هناك أهمية كبيرة للجانب المادي والمهني في كيفية ترجمة هذا كأفكار . وهكذا أبني عملي إعتماداً على هذيين الجزئيين الحسي والمهني.. تقنياً لم أعد بحاجة إلى كمية أكثر من الألوان بات يكفيني القليل لمساحات كبيرة وزوايا حادة.. وعاطفياً كثيراً من الإنكسار والهزائم والعجز .
أول فنان أحببته وتابعت أعماله هو لؤي كيالي
  • تتكئ كفنان سوري على إرث هائل من الفن التشكيلي، من هم آباؤك وبمن تأثرت، وكيف تصف المشهد التشكيلي السوري بين الأمس واليوم؟
– فترة دراستي في كلية الفنون الجميلة في دمشق كانت مهمه جداً.. الوعي الفني والذي سيلازمك مدى حياتك الباقية.
كان لي الحظ أن يكون أساتذتي في هذة الفترة محمود وحماد وإلياس الزيات، طريقتهم كانت بسيطة جداً على مبدأ ما قلّ ودلّ، في السنة الثانية، زيات من دلّني على لؤي كيالي وبالفعل كان أول فنان أحب أعماله وأتابع كل ماكتب عنه أو ما ينشر من صور لأعماله، وهكذا كانت البدايات جدية بريئة إلى حد كبير.
لاشك أن المشهد التشكيلي اليوم مختلف تماماً.. سابقاً كان أقرب إلى الجو الجماعي لمجموعة من الفنانيين الشباب الحالميين منهم من درس في ايطاليا وفرنسا ومصر ثم عادوا بأحلامهم لبداية خطوات أولى في تشكيل مرسم سوري محترف ومهم. اليوم جيل كامل من الفنانيين – ودون إرادته – حمل ضغوطات قاسية جداً، أهم أسبابها المناخات السياسية والاقتصادية غير المعنية أبداً بخلق مناخ فني وثقافي حقيقي، بالتالي أصبح الفنان وحيداً أمام إحتمالات مجهولة.
لم يعد الغرب يناقش مفهوم التسويق
  • مفهوم الديلر والتسويق وصالات العرض، كيف تصف علاقة التشكيلي بالتسويق؟ وكيف ينجو الفنان من هذا المأزق؟
قد يعجبك ايضا