11 أكتوبر 2023
نص خبر ـ وكالات
وصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الآثار الاقتصادية التي تسببت بها الضربة المفاجئة التي تلقها الكيان الإسرائيلي من حركة حماس في 7 أكتوبر الجاري، والحرب الجارية التي اندلعت على أثرها، بـ”الخسارة الاقتصادية الأكبر في تاريخ إسرائيل”.
وقالت سلطات ضرائب الكيان الإسرائيلي التي دخلت إلى مستوطنات “غلاف غزة” في اليوم الأول للمواجهة إن الخسائر المادية المباشرة في اليوم الأول فقط تقدّر بحوالي 3 مليارات شيكل على الأقل. إذ تضررت 20 مستوطنة بشكل كبير وبعضها حُرق بالكامل، ودُمرت المنازل والبنية التحتية والطرق والمزارع. هذا الدمار يعد غير مسبوق في تاريخ حروب إسرائيل.
يضاف إلى ذلك تكلفة الرد العسكري الإسرائيلي في اليوم الأول فقط، التي فاقت الـ 40 مليون دولار وفق المحلل الاقتصادي “آفي بار-إيلي” في صحيفة “ذا ماركر”. هذه الفاتورة ستزداد كلما طال أمد الحرب، وستثقل كاهل الخزينة الإسرائيلية حتى وإن أخذنا بعين الاعتبار الدعم الأميركي.
بالإضافة إلى الأضرار المباشرة للممتلكات والتكلفة العسكرية، يُتوقع أن يكون هناك تأثير اقتصادي كبير بسبب فقدان الإيرادات من الزراعة والسياحة على المدى الطويل، خاصة وأن منطقة الجنوب تعد رافدا أساسيا لعائدات الزراعة والسياحة الريفية وغيرها، كما سيبقى هناك شكوك حول قبول السكان العودة للسكن في بيوتهم والاستمرار في إدارة أعمالهم التي دُمّرت رغم الإغراءات التي ستحرص الحكومة على تقديمها لهم كما تفعل دائما.
ويخشى المزارعون الإسرائيليون وأصحاب مصالح تربية الحيوانات حدوث انهيار اقتصادي غير مسبوق، بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الزراعية والحظائر وأقفاص الدجاج، خاصة وأن السلطة العسكرية تمنعهم من العودة للمزارع خوفا من وجود مسلحين فلسطينيين.
عامل آخر يثقل الفاتورة هو التعويضات التي ستقدمها الحكومة للمتضررين جسديا وماديا ونفسيا ولعائلات القتلى والمتضررين بشكل غير مباشر كذلك.
حتى الآن لا يُسمح لممثلي صناديق التعويضات الدخول للأماكن المدمرة لإجراء التقييم الدقيق، لكن قنوات الاتصال مع المتضررين فُتحت ويتوقع أن يبدأ تحويل المساعدات المالية لهم قبل حتى أن تنتهي الحرب.
التقديرات المذكورة هي تقديرات مبدئية فقط بسبب حالة عدم اليقين التي تهيمن على المشهد في إسرائيل واستمرار عمليات إحصاء وتقييم الخسائر المتزايدة كل يوم، وعدم اتضاح ما إذا كانت إسرائيل فعلا ستنفذ توغلاً برياً أم لا.
“غلاف غزة”، مصطلح يبرز ويتردد كثيرا مع كل مواجهة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، لأهميته الاستراتيجية والأمنية من جهة، وكونه من أكثر المناطق “هشاشة” وعُرضة للهجمات في إسرائيل من جهة أخرى.
وهو المنطقة الجغرافية الممتدة على طول الحدود البرية بين الكيان الإسرائيلي وقطاع غزة، يتكون من منطقة عازلة تضم حواجز برية وقواعد ونقاط عسكرية وأراضٍ زراعية شاسعة.