24 ديسمبر 2023
نص خبر – متابعة
يشهد قطاع غزة، اليوم الأحد، يوماً جديداً من التصعيد والاقتتال بين جيش الكيان الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة، فيما يدفع سكان غزة الثمن لتلك الحرب بأرواحهم، حيث يعيشون مأساة إنسانية مؤلمة، فيما لا تظهر أي بادرة لوقف إطلاق النار.
وفي آخر التطورات الميدانية، قُتل أكثر من 200 فلسطيني خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية جراء قصف جيش الكيان الإسرائيلي المستمر وعملياته البرية في غزة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع الذي تحكمه حماس.
يأتي ذلك فيما قال جيش الكيان الإسرائيلي اليوم إن 9 جنود قتلوا في قطاع غزة، ليرتفع العدد المعلن للقتلى في العمليات القتالية هناك إلى 152 منذ الاجتياح البري الإسرائيلي للقطاع في 20 أكتوبر. وهذه الحصيلة هي من الأكبر منذ بدء الهجوم البري على القطاع.
وبعد نحو 3 أشهر من بدء الحرب بين الكيان الإسرائيلي وحركة حماس، أعلنت الأخيرة اكتشاف جثث عشرات الفلسطينيين قالت إن عددا منهم “أُعدموا” خلال عملية برية إسرائيلية في جباليا بشمال قطاع غزة.
واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق من ناحية النطاق والشدة نفذه مقاتلون من حماس بعد اقتحامهم الحدود بين غزة وجنوب الكيان الإسرائيلي، وأدى إلى مقتل نحو 1140 إسرائيليا أسر واقتياد 250 شخصا إلى داخل القطاع، لا يزال 129 منهم محتجزين في القطاع وفق السلطات الإسرائيلية.
وأدى القصف الإسرائيلي الانتقامي بآلاف القنابل برا وبحرا وجوا، إلى مقتل 20,258 شخصا في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 53 ألفا آخرين، وفق وزارة الصحة في غزة.
وأكدت وزارة الصحة أن الطائرات والمدفعية الإسرائيلية قصفت عدة مناطق من شمال القطاع إلى جنوبه، من بينها مخيم النصيرات للاجئين (وسط) حيث أسفرت غارة ليلية عن مقتل 18 شخصاً.
وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن السبت مكالمة هاتفية “طويلة” مع رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حضّه فيها على حماية المدنيين، وفق ما أعلن البيت الأبيض في بيان.
وأصدر مسؤولون إسرائيليون بيانا مقتضبا عن المكالمة جاء فيه أن “رئيس الوزراء أوضح أن إسرائيل ستواصل الحرب حتى تحقق جميع أهدافها”.
وفي مدينة خان يونس الكبيرة بجنوب غزة حيث تصاعدت أعمدة الدخان بعد القصف، تم نقل الجثث والجرحى إلى مستشفى ناصر.
واتهم المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع أشرف القدرة السبت القوات الإسرائيلية بارتكاب عدة “مجازر بشعة” هذا الأسبوع أسفرت عن سقوط عشرات القتلى في مخيم جباليا ومنطقة تل الزعتر وفي بلدة جباليا.
وبحسب القدرة، أعدم جيش الكيان الإسرائيلي “العشرات من المواطنين في الشوارع”.
وقال إنه تمّ “انتشال العشرات”، مضيفا أن القوات الإسرائيلية “أعدمت أعدادا منهم أمام عائلاتهم”.
وأكد جيش الكيان الإسرائيلي أن ضرباته “ضد أهداف عسكرية تمتثل لأحكام القانون الدولي” وتنفَّذ بعد “تقييم مفاده أن الأضرار الجانبية المتوقعة على المدنيين والممتلكات المدنية ليست مفرطة مقارنة بالنتيجة العسكرية المتوقعة من الهجوم”.
في بيت لاهيا في شمال القطاع، أعلن الدفاع المدني “انتشال عشرات الجثث المتحلّلة” من الشوارع.
من جهته، نشر جيش الكيان الإسرائيلي صورا تظهر جنوده يتقدمون وسط الأنقاض ويطلقون النار على أهداف جنوب مدينة غزة. وقال إنه تم تدمير العديد من “المباني التي تستخدمها حماس مواقع عسكرية”.
وبعد خمسة أيام من المفاوضات الشاقة، تبنى مجلس الأمن الدولي الجمعة نصا يدعو إلى “إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق”.
ولا ينص القرار على “وقف إطلاق النار” المرفوض من إسرائيل وحليفها الأميركي، لكنه يدعو إلى “تهيئة الظروف لوقف دائم للأعمال القتالية”.
ويبقى تأثيره على الأرض موضع تساؤل، إذ إن المساعدات التي تدخل قطاع غزة بكميات محدودة لا تقارن بالحاجات المتعاظمة لسكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة نزحت غالبيتهم العظمى في ظل الحرب والدمار.
وتزامنا، تتواصل جهود الوسطاء المصريين والقطريين لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة بين الكيان الإسرائيلي وحماس. وكانت هدنة أولى استمرت أسبوعا في نهاية نوفمبر أتاحت الإفراج عن 105 رهائن و240 أسيرا فلسطينيا وإدخال المزيد من المساعدات إلى القطاع.
لكن وجهات نظر طرفي النزاع ما زالت متباعدة.
تطالب حماس بوقف الحرب قبل بدء أي مفاوضات بشأن الرهائن.
والكيان الإسرائيلي منفتحة على فكرة الهدنة لكنها تستبعد أي وقف لإطلاق النار قبل “القضاء” على الحركة.