علاء جانب: مشروعي هو أن أحلم وأعلّم الناس الحلم

3 مايو 2023

حاوره: هاني نديم

منذ سنوات، واسم الشاعر المصري علاء جانب يلمع في المشهد الشعري العربي والمصري، فهو ناشط في كل المجالات الأكاديمية والاجتماعية والثقافية، إنه أمير الشعراء وأحد سدنة اللغة العربية في المشهد العربي اليوم، الدكتور الأزهري بوجهه المشرق المعتدل الذي يليق بالمستقبل والحاضر الراهن، والمصري الصعيدي بكل طيبة الصعيد الذي يلقاك مبتسماً ويودعك مبتسماً..

نص خبر التقته رغم زحمة انشغالاته الأكاديمية في هذه الدردشة:

  • ماذا يعني أن تكون أميرا للشعر اليوم؟ ماذا قدّمت وأخرت لديكم تلك الأمارة، وهل حملتك مسؤولية ما في مكان ما؟

-مسألة إمارة الشعر أشبه بمجاز لطيف.. وقد قلت مراراً: ليس للشعراء ولا للشعر أمير إلا الشعر ذاته. ولعل الأقرب إلى الموضوعية أن يكون السؤال ماذا يعني لك كونك شاعراً؟! ولذا سأجيبك إلى ما افترضته لك، فأقول: يعني لي أن أجد متنفسا يحقق لي توازناً نفسياً وقناعة ورضاءً.. لأن الشعر جزءٌ من ذاكرتنا الجمعية وجزء من تكويننا الخاص. فالشعر بالنسبة مثل لوني وطولي واسمي وموطني.. شيء لم أذهب إليه باختيار واعٍ.
أما ما يفرض المسؤولية فهو ليس لكوني شاعراً ولا لكوني (أميرا) على حد افتراضك، ولكن المسؤولية تأتي من جهة إدراكك وثقافتك وضميرك. لأنك وارث تراث ومورثه لغيرك،  فأنت حلقة في سلسلة لك قبلٌ ولك بعدٌ، وأنت بينهما تأخذ وتعطي.

  • كيف تقرأ حال الشعر العربي اليوم، العمود منه والنثري؟

-المتابع لتاريخ الشعر يتأكد لديه أن الشعر ينشط جداً في الأزمات التي تصاحبها رغبات الشعوب في النهوض والتغيير لأنه مرتبط بحالة الوعي والإدراك الشعبي.
والأمة العربية في القرن الماضي والقرن الحالي تواجه تحديات عنيفة تكاد تعصف بها عصفاً لولا ذلك الإرث الثقافي والعلمي والإنساني الذي تتشبث به هذه الأمة الجريحة محاولة البقاء..

لقد بنينا عراقاً فأين العراق؟ وقد حلمنا بـ شام أنيق وجميل فأين الشام؟!

  • هل هنالك شعر خارج الجدل؟ خارج الأسئلة؟ ماهو مشروعكم الكتابي؟

-الشعر نوعان؛ شعر فيه الحكمة يقوم مقام الجراب للمشاعر والتجارب الإنسانية يمكن أن نسميه الشعر التعبيري .. هذا في الغالب لا يثير جدلا لأن القارئ مهتم بمحتواه ولا يعنيه كثيرا تلك الصنعة الشعرية فيه.

ونوع آخر هو الشعر التجريبي، الذي يجرب الأشكال الجديدة ويميل إلى أن يكون الشعر للشعر ويتمرد على كونه وعاء ليصبح هو في حد ذاته هدفا..

الأول يحمل رسالةً إنسانية والثاني يحمل رسالة جمالية وأعتقد أن الذي يحل المعادلة هو الشاعر الذي يستطيع دمج الشكلين ويفيد من ذلك. أما المساءلة والجدل فليس شيئا ذا بال كل ما لم يترك أثرا ويثير جدلا ويلقي حجرا في الماء الراكد ..

أما مشروعي الكتابي فصدقني إن قلت لك إنني لا أعرف تهاويل المثقفين! ليس عندي مشروع كتابي لكن عندي مشروع إنساني تمثل الكتابة جزءاً منه وهو؛ أي الشعر، مظهرٌُ من مظاهر حياة أحاول أن أكون فيها إنساناً صالحاً ومهذباُ وغير ضار.  تماما كما يريد لنا سادتنا حكام هذا العالم الأحمق ..

نحن نعيش في زمن ليس من حقك أن يكون لك مشروع أصلا! وما الفائدة أن يتركوك تحلم وتبني ثم تجد أن يداً تسد عين الشمس فجأة وتهوي على حلمك لتحطمه وعلى بنائك لتهدمه..
لقد بنينا عراقاً فأين العراق؟!! وقد حلمنا ب شام أنيق وجميل فأين الشام؟ وقد تطلعنا إلى قومية ووحدة عربية فأين هي؟!!

لكننا مع ذلك أدمنا على الحلم وما زلنا نأمل في بناء يقاوم .. مشروعي إن كان لي مشروع أن أحلم وأعلم الناس الحلم.

قد يعجبك ايضا