علي الحازمي: على الشاعر أن يخرج من عزلته ويحتضن العالم

18 يوليو 2023

حاوره: هاني نديم

من طليطلة إلى كوستاريكا ومن اليمن إلى الأوروغواي، يذرع علي الحازمي بشعره العالم من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه، يمثل بلاده ويمثل الشعر العربي في المحافل العالمية. عرفته في الخارج ومن الخارج قبل أن أعرفه في بلادنا الشاسعة. قرأته في عدة لغات وقرأت عنه، ثم التقيته ليكون هو قصيدته تلك، قصيدته الدمثة والعميقة والبليغة. 

علي الحازمي شاعر سعودي ولد جنوب المملكة في ضمد، أكمل دراسته في الأدب العربي، وبدأ رحلته الحقيقية مع الشعر. شارك في العالم بأسره حاملاً حقيبته وأناقته ونصوصه. إلى جانب همومنا العربية التي لا تنقضي. 

التقيته في دردشة خاطفة.. سألته:

  • يبدو المشهد الثقافي السعودي اليوم في أوجه، حدثني عن أهم المتغيرات برأيكم وكيف ترى هذا الازدهار وما الذي ينقصه؟

– الحراك الأدبي والثقافي السعودي حاضرٌ عربياً منذ عقود عديدة مضت، وما يحدث حالياً في المملكة هو نقلة نوعية على مختلف الأصعدة، نقلة حدثت بفكر مستنير للقيادة الشابة في هذا البلد، إن جهود الأمير محمد بن سلمان وعمله الدؤوب لتحقيق رؤية 2030 أمر يثلج الصدر ويدعو للفخر والاعتزاز .

وزارة الثقافة هي الأخرى تقوم بدورها على أكمل وجه ومع ذلك تظل هناك العديد من الأمنيات المتعلقة بالانفتاح على العالم فيما يخص الجانب الأدبي كإقامة مهرجانات عالمية بمواعيد سنوية ثابتة للشعر  والرواية، والعناية اللازمة بترجمة الأدب المحلي إلى لغات العالم.

 كيف لا نناقش أهمية القراءة في الوطن العربي؟ إن أي نجاح نطمح ونتوق إليه يظل مرتبطا ارتباطا وثيقا بالقراءة ودعمها في صفوف التعليم المبكرة 

  • بوصفك شاعرا كوزموبوليتانيا إن جاز التعبير، تشارك في العالم وتقف على منصات بعيدة أكثر مما تقف في العالم العربي، ما الفرق بين الأدب العربي والعالمي، لماذا حضورنا وتأثيرنا  هو حضور باهت وغير ملحوظ في العالم؟ وما الحل؟

– لعلي لا أمتلك إجابة دقيقة لسؤالك هذا ، لكن برأيي أن الأدب العربي لا يختلف عن غيره من الآداب في كافة بقاع العالم من حيث جوهره وقيمته الفنية، لكن متى يكتسب الأدب صفة العالمية؟ هناك بكل تأكيد عدة اشتراطات يجب توافرها في العمل الأدبي ليحقق ذلك القدر من الذيوع والانتشار الذي يتعدى معه حدود المحلية، إن جودة العمل الأدبي أولاً وترجمته إلى اللغات الحية من العالم ثانياً، قد تسهم بطريقة أو بأخرى في وصوله إلى الآخر، ومع ذلك يظل صوت الأدب العربي بحاجة إلى جهود عظيمة للوصول للعالمية، المبدع كما تعلم ليس معنيا بالأساس بهذه الأمور حتى وإن استطاع بجهوده الخالصة أن يحمل اسمه واسم وطنه للعالم من خلال نجاحاته المستقلة، أقول ذلك لأن كل تلك الجهود الفردية وما قد ينتج عنها من نجاحات لا تعفي المؤسسات الثقافية في الوطن العربي عن القيام بواجباتها تجاه الأدب العربي .

تخيّل نحن نتحدث عن أسباب عدم وصول الأدب العربي للعالمية ونتجاهل في الوقت ذاته الخوض في الحديث عن أهمية القراءة في البلدان العربية، والتي تأتي في أدنى اهتمامات الفرد في هذه البلدان، إن أي نجاح نطمح ونتوق إليه يظل مرتبطا ارتباطا وثيقا بالقراءة ودعمها في صفوف التعليم المبكرة من خلال خطط وبرامج مستمرة طوال العام .

 

  • علي الحازمي بعيدا عن الشعر، كيف يعيش وما الذي يفرحه ويحزنه، حدثني عن نفسك.

– الحقيقة ليس هناك أمور مميزة تستحق الذكر أو الكتابة عنها في هذا الخصوص، ما أستطيع قوله أنني أحاول قدر المستطاع أن أنغمس في يوميات الحياة بكل ما فيها من مباهج وآلام. تجدني أقضي أغلب أوقاتي بين العائلة والمكتبة، لكني ومع ذلك تنبهت منذ سنوات – على المستوى الشخصي – إلى أهمية مغادرة الشاعر لعزلته والمبادرة في الشروع باحتضان العالم.

العالم يبدأ مع أول خطوةٍ خارج البيت

العالم بالنسبة لي يقيم خارج المنزل، من الخطوة التي أغادر فيها منزلي يبدأ العالم، في أحيان كثيرة نحتاج كثيراً للذهاب للينابيع لتفيض أرواحنا بالقصائد الصافية. والينابيع قد تكون وجوها وبلادا وغيوما وحقولا، أحب كذلك أن أصغي لأحزاني وأفراحي من خلال الاستماع اليومي للموسيقى، ومشاهدة بعض الأفلام السينمائية. مع مرور الوقت تكتشف أنك لم تصل وعليك أن تبدأ من جديد، لذلك أحب أن أتعلم مع شروق كل شمس جديدة..

أحب أن أحافظ على بقاء تلك المشاعر التي تحرضني على مواصلة التعلم من كل ما يحيط بي.

 

 

 

قد يعجبك ايضا