علي وجيه: ذاكرتنا تتسرّب كما الماء بلا توثيق

2 يوليو 2023

حاوره: هاني نديم

إن العمل في الشأن الثقافي باكراً يورث الخيبات والخصومات المجانية والركض المتواصل، فكيف إذا عرفنا أن علي وجيه بدأ العمل في الشأن الثقافي والصحافة وهو طفل؟ نعم، إنه ابن الشاعر الكبير وجيه عباس، وإعلامي أسس لنفسه خط اشتباك أول مع المشهد العراقي.

اشتهر صالون وجيه كبرنامج يقدم فيه علي وجيه ضيوفه من النخب العراقية. كما كتب العديد من المجموعات الشعرية النثرية مبتعداً عن إرث أبيه في العمود والقصيدة الكلاسيكية. 

علي وجيه مثقف مشتبك يثير الجدل لجرأته وعنفوانه، التقيته في هذه الدردشة.

  • ما هو مشروع صالون علي وجيه؟ ماذا تريد منه؟

• أنا معنيّ بالذاكرة، بالوثيقة، وثيقة المتن والهامش، وأنشغلُ بها كثيراً، ولاحظتُ من خلال انهمامي بالثقافة العراقية خصوصاً أنّ ذاكرتنا تنسربُ مثل الماء، بلا توثيق، وأبسطُ انعكاسات هذا هو أننا لا نعرفُ كبارنا ومهمّينا، لِذا رغبتُ أن يكون ثمّة برنامج يشكّل وثيقة شخصية، إبداعية، احتفائية بذات الوقت، واهتممتُ بالغالب بأساتذتنا الذين لا يظهرون عادةً في الإعلام، أو لم يجلسوا أمام كاميرا أصلاً، في محاولة لتدارك هذا النسيان اليوميّ الذي نقع فيه بشكل مستمر، وخصوصاً بالفنون التي تحتاج إلى معرفةٍ خاصة، مثل التشكيل، السرد، النحت، المسرح، والتي تستدعي بحثاً واطّلاعاً أكثر من مجرد سؤال وجواب.

  • -هل في بالك برامج أخرى؟

• منذ عام 2010 إلى الآن، أنجزتُ أكثر من 20 برنامجاً، في قنوات وإذاعات مختلفة، وكانت كلها تنصبّ باتجاه التعريف بالثقافة العربية والعراقية للمتلقي، الشاب خصوصاً، وثمّة مشاريع أخرى سأقدمها تخصّ الإصدارات، كما قدمتُ في وقتٍ سابق (الكشكول، الفهرست، سوالف معقدين)، وبعضاً من البرامج التسجيلية مثل (نون، قرطاس) وكلّها تتعلق بالجانب الثقافي.

  • -هل يواكب الإعلام العراقي حجم الإبداع العراقي؟ كيف ترى العلاقة بينهما؟

• يُدار التلفزيون عادةً من مديرين لا يعون بالضبط أهمية هذه البرامج، والتعريف بها، لكنني كنتُ محظوظاً بمديرين يؤمنون بالسياق الثقافي وترويجه، لكن لو كان في كل قناة 5 برامج ثقافية متخصصة في الثقافة العراقية لوحدها لن يواكب هذا المشهد الثر، ونحن بحاجة إلى ردم هذه الفجوة العجيبة، أن يستقرّ المثقف في سياقه بعيداً عن المتلقي، ويستهلك المشاهد السفاسف من البرامج.

قد يعجبك ايضا