عن الفراق أتحدث

19 أغسطس 2023

لما قنطار – كاتبة سورية

عن كسر الخاطر، عن كسر الظهر واختفاء السند، عن أحبائنا التي توقفت الحياة عند رحيلهم، صرخات مكبوتة رغم الصراخ الذي تعالى عند سماع الخبر، يقولون إنّ الموت حق، نعم هو كذلك لأنه يريحهم، ولكنهم لايدرون أن هذا الحق يسلب مننا أرواحنا وحياتنا وعمرنا، مقابل كل فرحة تأتينا تأتي ذكراهم وتنهمر الدموع، مقابل كل ضحكة في سهرة سمر يأتي طيفهم ملوحاً لنا كي لاننسى، أتحدث عن فراق الأخ، الأب، الشهيد، الابن، الابنة أتحدث عن شتى أنواع الفراق التي تهد حيلنا ورغم ذلك نكمل بحيل مهدود وخاطر مكسور

مصيبتنا تكمن في الشوق علّه يحذف من القلوب، الشوق للأموات أصعب أنواع الشوق تنظر إلى السماء ربما نلمح طيفهم فلا نرى إلا النجوم المحيطة بأرواحهم، ننظر في دواخلنا وجوارحنا فلا نرى إلا جروحاً عميقة جداً لا يمكن لأي طبيب في الكون أن يعالجها عن ماذا أتحدث وأتحدث عن صرخة الأم الثكلى عن الأب الذي فقد أغلى ما يملك، عن أمنياتنا أن يمروا في أحلامنا ونتمنى أن لا نستيقظ كي نبقى معهم

كان الله في عون اليتيم والأم الثكلى والأب المكلوم والأخت التي فقدت روحها مع أخيها، كان الله في عون من لا يقدر على الشوق والفراق.

قد يعجبك ايضا