عودة السوريين إلى الوطن: فرحة لا توصف بعد سقوط النظام

عند الحدود بين الأردن وسوريا، عبر سوريون يوم الأحد إلى بلادهم بعد فتح معبر جابر نصيب، الذي أغلق خلال الأيام الماضية بسبب التطورات الأمنية. عبّر العائدون عن “فرحة لا توصف” بعد إعلان سقوط بشار الأسد.

“نص خبر” – متابعة

بعد إعلان السقوط، قرر أحمد عايد، الذي أمضى شهرًا في الأردن، العودة إلى سوريا. قال عايد (ثلاثيني) لوكالة فرانس برس: “كنت أخطط للعودة بعد يومين، ولكنني لم أستطع النوم، فالفرحة لا توصف، ونحمد الله على تحرير سوريا”. وأضاف: “نتأمل أن تصير الحياة أحسن بهمة الشباب”، في إشارة إلى فصائل المعارضة التي دخلت قواتها دمشق فجر الأحد بعد السيطرة على مساحات واسعة ومدن أخرى.

لجأ عايد خلال سنوات النزاع إلى الأردن، قبل أن يعود قبل أربع سنوات إلى محافظة درعا، التي كانت تحت سيطرة النظام حتى وقت قريب. وأكد: “أهم شيء أن يكون هناك تعليم ونظام، وأن تتراجع عمليات القتل والخطف والسرقة، وأن تكون الحكومة الجديدة القادمة على قدر المسؤولية”.

من جانبه، قال السوري أبو المجد، المقيم في الأردن منذ نحو 14 عامًا، والذي فضل عدم الكشف عن اسمه: “أنا أذهب دائمًا إلى سوريا، ولكن هذه المرة شعوري لا يوصف (…)، بعد سقوط النظام الفاشي”.

قرّر الأردن السماح بمغادرة السوريين بمركباتهم إلى بلادهم، لمن سبق ودخلوا بها إلى المملكة عبر هذا المعبر الوحيد العامل بين البلدين، والذي أعلن إغلاقه الجمعة بسبب “الظروف الأمنية” في سوريا.

شاهدت مراسلة لوكالة فرانس برس سيارات أجرة تدخل سوريا عبر المعبر الحدودي. وقال مالك صبيحي (47 عامًا)، سائق سيارة أجرة: “أقول للشعب السوري مبروك، وإن شاء الله يقدّم الله الخير لهذا البلد ولكل البلدان العربية”. وأضاف: “نحن متفائلون بالخير، ولكننا نحتاج لحكومة سورية جديدة حتى يعود السوريون واللاجئون في الخارج إلى بلدهم”.

تمتد الحدود البرية بين الأردن وسوريا على 375 كيلومترًا، وتقول عمان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، ووفقًا للأمم المتحدة، هناك نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجلين في الأردن.

أعلن الملك عبدالله الثاني أن الأردن يقف إلى جانب الأشقاء السوريين ويحترم إرادتهم.

عانى الأردن، الذي حافظ على علاقاته الدبلوماسية مع سوريا، خلال السنوات الماضية من عمليات تسلل وتهريب أسلحة ومخدرات، لا سيما حبوب الكبتاغون، عبر الحدود من سوريا.

في السياق ذاته، أعلنت السفارة السورية في عمان عبر صفحتها على “فيسبوك” استمرارها في العمل وتقديم خدماتها لأبناء الجالية السورية، مشيرة إلى أن “في ضوء التطورات الأخيرة، تُكتب صفحة جديدة في تاريخ سوريا”.

لكن محمد نجم، الذي لجأ إلى ألمانيا قبل تسع سنوات، لم يتمكن من العبور بسبب امتلاكه جواز سفر ألماني. نزل من سيارة وكان يتنقل على عكازين بسبب ساقه المبتورة نتيجة إصابة في سوريا عام 2015. قال نجم (51 عامًا): “الفرحة ليس لها وصف”، مضيفًا “لدي شقيقان وعمّ واثنان من أولاده وابن خال معتقلون في سوريا”.

أضاف: “آمل أن يكونوا خرجوا من السجن سالمين، وأن تبدأ سوريا جديدة ليس فيها قتل وحرب، وأن يعود الناس إلى بيوتهم، ويتعايشوا مع بعضهم كالسابق”.

فتحت الفصائل المسلحة المعارضة التي سيطرت على مناطق واسعة خلال الأيام الماضية، أبواب سجون عدة وأطلقت المعتقلين. السجون السورية معروفة بوسائل التعذيب المعتمدة فيها وامتلائها بمعارضين سياسيين.

قال نجم إنه سيحاول “الدخول إلى سوريا من لبنان أو من تركيا”.

نازحون في لبنان يتهافتون على العودة 

بعد 13 سنة من الحرب السورية، يتهافت السوريون النازحون في لبنان للعودة إلى وطنهم. بسرعة وحماس، يوضبون أغراضهم ويستعدون للرحيل. ويتهافت السوريون على معبري الزمراني ومرطبية في جرود عرسال.

تتدفق حافلات وسيارات مكتظة بالنازحين السوريين، محمّلة بأغراضهم، عبر طريق بعلبك-حمص الدولي، متجهة نحو عرسال والمصنع الحدودي. تواصل القوى الأمنية، بما في ذلك الجيش والأمن العام، إزالة السواتر الترابية من معبري الزمراني ومرطبية في جرود عرسال. وفي الوقت الراهن، تقتصر العودة فقط على راكبي الدراجات.

قد يعجبك ايضا