“فايننشال تايمز”: حاكم مصرف لبنان السابق أرسل “فلاش ميموري” إلى الخارج فيها أسرار عمله

20 أغسطس 2023
“نص خبر”_ فايننشال تايمز
كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في تقرير لها، أن حاكم مصرف لبنان السّابق، رياض سلامة، قد وضع خطة لحماية نفسه، في حال حدوث شيء أمر له على خلفية تهم الفساد التي يواجهها، يرجح أنها أسرار تكشف تورط سياسيين معه.
وذكرت الصحيفة اليوم الأحد أن سلامة، أرسل “فلاش ميموري” للخارج فيها أسرار عمله “في حالة حدوث شيء سيّئ له”.

حقيبة المال
وبحسب الصحيفة، في حزيران/يونيو 2021، بينما كان لبنان يعاني من أزمة ماليّة منهكة، “هبط حاكم مصرف لبنان السّابق رياض سلامة في مطار لو بورجيه في باريس بطائرة خاصة، حيث وجده مسؤولو الجمارك يحمل كميات كبيرة من النقود غير المصرَّح عنها”.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ “سلامة الذي يحمل الجنسية الفرنسية أيضاً، أخبر ضباط الحدود في البداية أنّه كان يحمل 15000 يورو فقط”، مضيفةً أنهم قاموا بتفتيش حقائبه، ووجدوا بدلاً من ذلك 84430 يورو و7710 دولارات.
وبحسب الصحيفة، عندما طُلب من سلامة تبرير المبالغ غير المعلَنة، قال إنّه ببساطة “نسي” أنّ النقود الخاصة به كانت في حقيبته، كما تظهر سجلات الشّرطة.
واستكملت الصحيفة بالقول: “يبدو أنّ الوجه العام للانهيار المالي في لبنان، قد نسي نحو 100 ألف دولار، في حين حُرم ملايين اللبنانيين من مدخّرات حياتهم منذ انهيار النظام المصرفي في البلاد قبل عامين، مما يدلّ على الفجوة العميقة بين أسلوب حياته وأسلوب حياة معظم المواطنين في عام 2021”.

سمعته في حالة يرثى لها
ولفتت إلى أنّ سلامة غادر مكاتب المصرف المركزي للمرّة الأخيرة في تموز/يوليو الماضي، لكنّ سمعته الآن “في حالة يُرثى لها”، و”شُوّهت خدمته الّتي استمرّت ثلاثين عاماً في مصرف لبنان، باتّهامات بأنّه ساعد في قيادة البلاد في طريقها إلى الخراب”.
في الوقت نفسه، سلامة هو محور تحقيقات قضائية في لبنان والولايات المتحدة الأميركية وسبع دول أوروبية على الأقل، تحقّق في مزاعم جرائمه المالية. اثنتان من هذه الدول، أصدرت مذكّرات توقيف بحقه، وفق الصحيفة.
كذلك، علمت “فايننشال تايمز” أنّ مكتب المدعي العام الأميركي في المنطقة الجنوبية لنيويورك فتح أيضاً تحقيقاً في قضية سلامة.
وذكرت الصحيفة أنه “من المفترض على نطاق واسع أن يبقى سلامة في لبنان لتجنّب الاعتقال والأسئلة في الخارج”، ونقلت عن أحد كبار السياسيين قوله إنّ الترتيب يناسب السياسيين اللبنانيين بشكل جيد: “طالما بقي هنا، فلن يصرخ [على أسرارهم] ويبقى الجميع سعداء”.
كما أوضحت أنّ البنوك “تشعر بالقلق” من تسريب المعلومات المتعلقة بالأموال التي تم إخراجها من لبنان خلال الأزمة من قبل المودعين الأثرياء.

أسرار سلامة
وبحسب الصحيفة، قد تكون الشبكة الدولية تجري تحقيقاتها، ولكن في الداخل يُزعم أنّ البنك المركزي “قد صاغ حمايته الخاصة”. بعد أن غادر سلامة وبقيت معه أسرار البلد، كما يقول أحد السياسيين الكبار، أعلن أنّ المعلومات موجودة في “فلاش ميموري” خارج البلاد “في حال حدوث شيء سيّئ له”.

قد يعجبك ايضا