بيروت_ نص خبر
حظي وثائقي #يا_غايب، الذي عرضته منصة شاهد بجدل واسع، سيما أنه عرض في توقيت يبدو أنه يسبق مرحلة حاسمة في مسار الفنان فضل شاكر تسليم نفسه للقضاء العسكري.
في هذا المقال نتناول الوثائقي من أربعة جوانب رئيسية: الشكل، المضمون والرد على المغالطات.
لإضافة التغريدة التالية إلى موقعك أو مدونتك، يمكنك استخدام كود التضمين (embed) التالي:
وثائقي #يا_غايب_فضل_شاكر على #شاهد هل أنصف #فضل_شاكر ؟؟ #يا_غايب #نص_خبر #NosKhabar
— Nos Khabar نص خبر (@noskhabar_ae) April 21, 2025
يرجى ملاحظة أنه يجب أن يكون لديك اتصال بالإنترنت لعرض التغريدة المضمنة بشكل صحيح، حيث يتم تحميلها مباشرة من منصة X (تويتر سابقًا).
هل ترغب في تضمين الفيديو الموجود في التغريدة أيضًا؟
أولاً: الشكل
نقطة القوة الأساسية في الوثائقي كانت ظهور فضل شاكر نفسه، حديثه أمام الكاميرا. بدا نادماً، بل كمن يجلد ذاته على تورّطه في معارك قال إنها لم تكن معركته، وأدى ثمنها هو وأسرته. بدا فضل في هذا الوثائقي أكثر إقناعاً، حتى بالنسبة لمن لا يهوونه، مقارنة بمقابلاته السابقة التي طغى عليها طابع التحدّي والاستفزاز، وهو ليس في موقع قوة أصلاً.
لكن العمل لم يخلُ من نقاط ضعف، أبرزها استخدام الفلاش باك بشكل مربك. المراحل الزمنية كانت متداخلة بشكل مشتّت، كأن خطأ في المونتاج قد حصل، فشاهدنا مشاهد من الطفولة والمراهقة والزواج والاعتزال والفن دون تسلسل واضح. كما أن أداء بعض الممثلين بدا رديئاً، ووجود ستيفاني عطالله بدا دخيلاً، ليس بسببها، بل بسبب سوء التوظيف الدرامي الذي ظهر جلياً مع استبعادها تماماً من الحلقة الأخيرة، ما يؤكد أن الدور لم يكن ضرورياً.
افتقد الوثائقي كذلك إلى الإيقاع التصاعدي؛ فعوضاً عن التمهيد لما حصل في عبرا وأسباب هروب فضل إلى مخيم عين الحلوة، انتقل بنا العمل إلى تعارف فضل وزوجته، وخصص لذلك حلقة كاملة، على حساب الأحداث الأهم.
ثانياً: المضمون
من الناحية التوثيقية، كان العمل فقيراً. الأحداث التي رواها فضل لم يُعرض معظمها بالأرشيف أو بمقاطع إعلامية موثقة. وبينما حاول الوثائقي الحفاظ على الموضوعية، من خلال مقابلات مع محاميته التي أوضحت أن فضل لم يُبرَّأ من كل التهم، ومع القاضي خليل إبراهيم الذي نفى استلام الجيش أسلحة فضل قبل معركة عبرا، فإن المعلومة الأخيرة خطيرة. على محامية فضل إثبات ذلك إن أرادت دحض الرواية الرسمية، لكن في جميع الأحوال، هذه المقابلات تثبت أن العمل لم يكن هدفه تلميع صورة فضل بالكامل.
مقابلة الإعلامي جمال فياض أضفت توازناً على الوثائقي، خصوصاً بعد تغييب بعض الزملاء الذين اعتبروا أنفسهم في يوم من الأيام ناطقين باسم فضل، وهو بالكاد كان يلقي عليهم التحية.
إجمالاً، كان يمكن اختصار العمل. تسع حلقات بدت كثيرة، وبعض ما طُرح لم يكن جديداً.
ثالثاً: الرد على المغالطات
في عام 2012، أطل فضل في مقابلة مع مجلة سيدتي معلناً عزمه على اعتزال الغناء، وهاجم فيها زملاءه بحدة. تلاها انسحاب تدريجي من الساحة الفنية، حتى ظهر عام 2013 إلى جانب الشيخ أحمد الأسير، في مقابلة على شاشة روتانا، متحدّثاً عن “توبته”.
خلال تلك الفترة، أطلق فضل تصريحات طائفية عبر تويتر، شتم فيها رموزاً دينية لدى الشيعة والمسيحيين، حتى إنني اتصلت بصديق مقرب منه، فأكد لي بعد التواصل مع زوجة فضل، أنه كان يعزل نفسه في غرفته ليرد بنفسه على المتابعين بطريقة تثير استياء عائلته.
كما أساء إلى مخابرات الجيش اللبناني في مقابلة مع الزميل إدمون ساسين، وشارك في مناسبات عديدة مع جماعات متشددة. هذه التراكمات كانت كفيلة بتأجيج الغضب والكراهية ضده، وأدت لاحقاً إلى إحراق فيلته على يد من أرادوا الانتقام بطريقتهم.
من تابع مشهد الأسير وتحريضه الطائفي واعتداءاته على القوى الأمنية، يدرك أن معركة عبرا لم تكن مفاجئة. ما حصل مع فضل لم يكن نتيجة “نصرة الثورة السورية” كما يُشاع؛ فشخصيات كثيرة ناصرت هذه الثورة ولم يمسسها أحد. فضل تعرض للظلم، نعم، لكن أول من ظلمه كان نفسه.
فهو لم يخلع فقط ثوب الفنان، بل ارتدى عباءة التشدد، وظهر مدججاً بالسلاح. تصريحاته وفيديوهاته لا تزال موجودة على الإنترنت، ولم ينفها، بل برّرها. هل كان مقنعاً؟ الأمر متروك لكل مشاهد.
أما ما قيل عن “فك ارتباطه” بالأسير قبل المعركة، فقد نسفه فضل في الوثائقي مؤكدا أنه بعد معركة هذا الأخير مع الجيش اللبناني ساهم في تأمين هروبه من ساحة المعركة إلى منزل اختبىء فيه، قبل هروبهما إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.