فلسطين “خريطة لا تعرف المحو” .. خمسة أفلام عن التاريخ والجغرافيا

14 أكتوبر 2023

القاهرة – عمرو يوسف

 

كل قذيفة تمحو مبنى على أرض فلسطين، تتشكل حجرا يبنى منه المبدع الفلسطيني وطنا “لا يعرف المحو”، فالعدوان قد يقتل الجسد، ولكن روح الأرض الفلسطينية حاضرة بالتاريخ والجغرافيا عبر أعمال سينمائية، لم تؤثر فقط في المشاهد العربي، ولكن حققت نجاحات عالمية حافظت على خريطة “لا تعرف المحو”.

الجنة الآن – Paradise now
فيلم “الجنة الآن” هو فيلم المخرج الفلسطيني “هاني أسعد” الفائز بالجولدن جلوب في فئة أفضل فيلم أجنبي في عام 2006، والمرشح للأوسكار في نفس العام، وهو صاحب الموقعة الشهيرة التي دفعت لجنة الأوسكار لتسميته مرشحاً عن السلطة الفلسطينية، بعد أن أرادت اللجنة في البداية ذكره كمرشح إسرائيل كونها لم تكن تعترف – كحال العديد من الهيئات العالمية- بوجود دولة تسمى فلسطين.

يحكي الفيلم قصة آخر 48 ساعة في حياة شابين فلسطينيين يستعدان للقيام بإحدى العمليات الاستشهادية في إسرائيل. تم ترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية في حفل توزيع جوائز الأوسكار الثامن والسبعون.

تم عرض الفيلم في 45 دولة وقد واجه المخرج صعوبات وضغوطا كبيرة أثناء تصوير الفيلم فالبعض اعتبر المخرج يحاول بطريقة أو بأخرى تمجيد العمليات الانتحارية بإضافة لمسات إنسانية للممثلين الذين هما صديقان منذ الطفولة ومحاصران بجو من الأحباط والفقر المدقع والبعض الآخر اتهم المخرج بخيانته لقضية المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي.

200 متر – 200 Meter
فيلم 200 متر، هو فيلم المخرج أمين نايفة، الفائز بجائزة الجمهور في أيام فينيسيا، إضافة لجائزتي الجمهور ولجنة التحكيم من مهرجان أجيال، جائزة أفضل ممثل من أنطاليا، وأربع جوائز من مهرجان الجونة بينها جائزتا أفضل ممثل وأفضل فيلم باختيار الاتحاد الدولي لنقاد السينما FIPRESCI.

يتناول الفيلم قصة عائلة فلسطينية فرقها جدار الفصل العنصري الإسرائيلي حيث صار الأب يسكن في الجانب الفلسطيني، والأم والأبناء في الجانب الإسرائيلي. في أحد الأيام يدخل أحد الأبناء المستشفى وهو لا يبعد سوى 200 مترًا عن والده. يحاول الأب الوصول إليه لكنه يحتاج للسفر في رحلة تمتد لمئتي كيلو متر.
شارك في التمثيل علي سليمان، ولنا زريق، وسامية البكري، وغسّان عبّاس، ونبيل الراعي، ومعتز ملحيس، وغسان الأشقر، وآنا امتنبرغر، ومحمود أبو عيطة. تركز تصوير أحداث الفيلم في محافظة طولكرم، إضافةً إلى جنين ورام الله

إن شئت كما في السماء – It must be Heaven
فيلم “إن شئت كما في السماء”، للمبدع إيليا سليمان تم تتويجه بجائزة خاصة من لجنة تحكيم مهرجان كان في عام 2019، ويطرح فيه قضية “الهوية الفلسطينية” وكيف تسكن مواطنيها حتى وإن أجبرتهم الظروف على الهجرة.

يروي سليمان بطريقته الكوميدية حكاية فلسطيني مل من مضايقات الاحتلال فحاول أن يجد له منزلاً آخر حول العالم، ليكتشف بعد رحلة قصيرة أن العالم كله يعاني، العالم كله يذكره بوطنه المحتل.

باب الشمس
ملحمة “باب الشمس”، للمخرج يسري نصرالله عمل توثيقي هو الأكبر عربيا لنكبة العام 1948، وما تلاها من نكبات للشعب الفلسطيني، تم عرضها سينمائياً في عام 2004 على جزأين “باب الشمس: الرحيل”، “باب الشمس: العودة”، عن رواية الأديب اللبناني “إلياس خوري”، وعرضت لأول مرة ضمن فعاليات مهرجان كان.

الفيلم شارك في بطولته باسل خياط، نادرة عمران، عروة نيربية، حلا عمران، ريم تركي. واشترك في التمثيل باسم سمرة، محمد حداقي، طلال الجردي، عماد البيتم، فيفيان أنطونيوس، وغيرهم، وتم تصويرهُ في سوريا ولبنان.

يد إلهية – Divine Intervention
الفيلم ضمن توثيق المخرج إيليا سليمان للحياة في فلسطين، ويقدم قصة حب بين فتي فلسطيني من سكان الأرض الفلسطينية 1948 (ايليا سليمان) وفتاة فلسطينية من سكان الضفة (منال خضر) يلتقيان في سيارة فارهة على حاجز إسرائيلي (نقطة تفتيش)، ويراقبان الوجع المتناثر والمعاناة علي حواجز الاحتلال الإسرائيلية.

فيلم يد إلهية حمل هذا العنوان بشكل موفق وكأنه دعوة صريحة لـ تدخل رباني لـ يد الهية عليا حماية للوطن الفلسطيني من عبث المحتلين العابثين وحماية لحياة المواطنين ومصيرهم وصوناً لمشاعرهم وكرامتهم. الفيلم يطلب النجدة من السماء.

بقي أن نقول أخيراً، أن الفيلم مشبع برموز وإشارات عميقة تمجّد البطولة الخارقة: في طلب النجدة الربانية من خلال عنوان الفيلم، وفي بذرة المشمش التي تفجر الدبابة، وفي الفتاة الخارقة والمقنعة التي تصنع المعجزات كما في فيلم القناع.

قد يعجبك ايضا