نص خبر ـ الرياض
مع انتشار ظاهرة حقن (إبر التخسيس) في الفترة الأخيرة وتعدد الأقاويل حول فائدتها وكذلك أعراضها الجانبية أو أضرارها، قال د.أحمد نبيل عبدالفتاحأخصائي الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي بالرياض سألني أحد أقاربي: هل كل فوائد “الأوزمبك” أو “المونجارو” وغيرها من هذه الإبر التي انتشرت بشكل واسع للتخسيس أو لعلاج السكري تساعد في إنقاص الوزن عن طريق سد الشهية للطعام؟! والإجابة بالقطع نعم، فإن انسداد الشهية وما يتبعه من نقص السعرات الحرارية يؤدي إلى نقص الوزن وتحسين معدل السكر بالدم، وكذلك إنقاص الدهون الحشوية.
ولكن الحقيقة في هذه الأدوية الحديثة أن تأثيرها على الجسم أكثر وأعمق من ذلك. هناك بعض الدراسات الطبية أظهرت بخلاف سد الشهية أن لهذه الأدوية دور إيجابي في تحسين صحة القلب، مثل تقليل حدوث الأزمات القلبية، وتحسين كفاءة عضلة القلب، وكذلك تخفيض معدلات ضغط الدم. كما أن لها دورًا في تقليل حدوث الالتهابات بالجسم وتنشيط البنكرياس حتى بدون حدوث نقص شديد بالوزن.
مرحلة جديدة في الأبحاث
وتحدثت هذه الأيام بعض الدراسات الأولية أن هذه الأدوية (إبر التخسيس) حالياً في منتصف الطريق لاعتمادها وتصنيفها كأدوية مضادة للشيخوخة أو دخولها في بروتوكولات.
كل ذلك لا يمنع أبدًا أن نُصرح بكل وضوح أن استخدام هذه الأدوية دون إشراف طبي هو تصرف عشوائي خطير، فليس كل الناس أو المرضى مؤهلين لاستخدامها. بعض المرضى قد يصابون بضرر بالغ منها، خاصة بعض مرضى الجهاز الهضمي، وبعض حالات أمراض الغدة الدرقية، وأصحاب بعض الأورام.
نقاط مهمة يجب مراعاتها
باختصار، هي ليست وسيلة سحرية للتخسيس كما يرى البعض، ولا لتحسين صحة القلب والدماغ، إنما هو دواء له ضوابط وتحاليل وفحوصات وتقييم وإرشادات ومتابعة طبية دقيقة يجب أن نتجنبها.
كذلك يجب التحذير أن حقن التخسيس قد تساعد في إنقاص الوزن وحرق الدهون، ولكن إن لم ننتبه فقد نفقد عضلاتنا أيضًا. فقد يحدث نقص أو فقد في الكتلة العضلية مما يؤدي إلى ضعف في القيام بالمهام اليومية العادية، والإحساس بالضعف وانخفاض القوة مع تغيير في شكل الجسم عمومًا، خاصة منطقة الأكتاف والذراعين، قد تبدو أقل حجمًا.
لكي نحافظ على الكتلة العضلية عند استخدام هذه الأدوية، يجب الاهتمام بتناول القدر الكافي من البروتينات يوميًا، وكذلك شرب الماء بالقدر الكافي حتى لو لم يكن هناك إحساس بالعطش. وأيضًا يجب المشي يوميًا مع ممارسة تمارين المقاومة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا للمحافظة على العضلات وتحفيز الحرق.
كما ينصح أيضًا بزيادة تناول الألياف في الطعام والخضروات الطازجة مع البقوليات والبذور لزيادة الإحساس بالشبع وتقليل الغثيان والإمساك المصاحبين لاستخدام هذه الأدوية عادة. وألا نستعجل في رفع الجرعات من هذه الإبر، فكل جرعة يجب أن تستخدم من ٤ – ٦ أسابيع تحت الإشراف الطبي.
ولزم التنويه أن النزول البطيء للوزن يحافظ على الكتلة العضلية ويقلل من فرصة استعادة الوزن المفقود لاحقًا.
في النهاية، الدواء أداة فعالة ولكن نجاحه الحقيقي يعتمد عليك وعلى نظامك الغذائي ونشاطك الرياضي والتزامك بتعليمات طبيبك. لذا يجب التنبيه مرة أخرى أن استخدام هذه الإبر “حقن التخسيس” يلزم أن يكون تحت الإشراف الطبي الدقيق والمتابعة المستمرة.

_______________
*د.أحمد نبيل عبدالفتاح*
*أخصائي الأمراض الباطنية بمستشفيات الحمادي بالرياض*