19 اغسطس 2023
يارا حسين – ناشنال تودي
هي مصممة الأزياء الفرنسية الشهيرة، مؤسسة علامة شانيل العالمية للعطور والأزياء، شركتها التي تحقق أرباح بالملايين إلى وقتنا هذا رغم وفاتها منذ أكثر من نصف قرن، هي المرأة الاستثنائية التي ولدت في 19 من أغسطس 1883، المرأة المذهلة القوية الفريدة من نوعها التي اجتاحت عالم الموضة بعاصفة من الإبداع، صاحبة العلامات الفاصلة في تاريخ الموضة والأزباء؛ ولما لا وهي أول من قدمت البنطلون النسائي للمرأة وأدخلت اللون الأسود إلى عالم الأناقة وفساتين السهرة بعد أن كان مقتصراً على الحزن والعزاء.
الثروة التي وصلت لها كوكو شانيل لم تأتي من فراغ، بل جاءت من الثورة اللي أحدثتها في عالم الموضة والأزياء؛ فمع قيام الحرب العالمية الأولى اتجه الكثير من الرجال إلى الحرب واضطرت الكثير من النساء أن تتجه إلى العمل، وهنا استغلت بذكائها كوكو شانيل حاجة النساء إلى ملابس تكون مريحة أثناء العمل لتقدم فكرة البنطلون للنساء واستخدمت أقمشة تعتمد على البساطة والراحة زي مثل قماش الجرسيه jersey الذي كان يستخدم حينها في ملابس الرجال فقط، أيضاً هي صاحبة بدلة شانيل الأسطورية، مع سترة بدون ياقة وتنورة مناسبة.
كانت تصاميمها ثورية في ذلك الوقت حيث استعارت عناصر من ملابس الرجال في مواجهة قيود الموضة التي واجهت ملابس المرأة في ذلك الوقت، فساعدت النساء على توديع أيام الكورسيه والملابس الأخرى المقيدة لراحة النساء.
يعترف عالم الموضة لغابرييل شانيل بالفضل في كونها المصممة التي صنعت شعبية البنطال، وجعلته قطعة لا غنى عنها في خزائن ملابس النساء، علاوة على مساهمتها في تحريرهن من استبداد المشدات (الكورسيهات). فبدلاً من سجن أجساد النساء بتصميمات خانقة وقاسية وفائضة عن المطلوب، أعطت شانيل الأولوية في تصميماتها لحرية الحركة والانسيابية والراحة.
لقد حطمت قواعد اللباس المعروفة باستعارة عناصر من أزياء الرجال، مثل الجيوب وقماش التويد، وألغت التحديد الصارم لمحيط الخصر والصدر. وكما يحصل دائما مع الرواد الذين لا يعترفون بالسائد، أربك تحدي شانيل للأعراف السائدة في المجتمع في وقت مبكر من حياتها المهنية البعض، في حين كان مصدر إلهام لآخرين.
ومن السهل أن نفهم لماذا يعتبر البعض كوكو شانيل إحدى أيقونات الحركة النسوية. لكن معرضاً مخصصاً للمصممة الشهيرة في” باليه غالييرا” في باريس لم يصل إلى حد وصف غابرييل، المعروفة باسم كوكو، بالناشطة النسوية.
وتقول ميرين أرزالوز، مديرة المتحف والمنسقة المشاركة لمعرض “غابرييل شانيل: بيان الموضة”، إن هذا كان اختياراً متعمداً. وبالطبع، قبل قرن من الزمن، عندما كانت كوكو شانيل في ذروة تأثيرها، لم تكن كلمة النسوية معروفة على نطاق واسع.
وقالت أرزلوز لبي بي سي إن كوكو شانيل “لم تستخدم في حديثها هذه المصطلحات أبدا”. وأضافت: “لكن الواضح حقاً هو أنها جعلت النساء مركز إبداعاتها. لقد كرست حياتها لتخيل طريقة جديدة يمكن بها للنساء أن يعشن الموضة”.
وبعد إغلاق “باليه غالييرا” لمدة عامين وإخضاعه لعملية توسيع، أصبحت مساحة العرض بعدها ضعف ما كانت عليه سابقاً، وكان من المفترض أن تكون إعادة افتتاح المتحف حدثا كبيراً حاشداً ويقام بالتزامن مع انطلاق أسبوع الموضة في باريس في أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2020. وروج للمعرض بشكل واسع باعتباره أول معرض على الإطلاق في العاصمة الفرنسية لمسيرة شانيل المهنية الغنية.
وفي حين أن حياة مصممة الأزياء الراقية الأسطورية، من طفولتها الصعبة كفتاة فقيرة ويتيمة إلى سلسلة عشاقها الأثرياء، إلى الادعاء بأنها كانت جاسوسة للمخابرات الألمانية، جرى تصويرها بالتفصيل في أفلام وكتب وأفلام وثائقية منذ وفاتها عام 1971، فوفقا لأرزالوز، فإن عملها ومساهمتها في الموضة النسائية لم يفهما بكامل أبعادهما تماما حتى اليوم.