“نص خبر”_ بيروت
تقشرت كارمن لبس وحكت وفاضت بكلام أعماقها كما لم تفعل يوماً. لعنت الوطن بأجوائه. لعنت الفن بكذبه وادعائه. لعنت الحرب بكل ما فيها. سمت الأمور باسمها لم تكبح لسانها بل فتحت ضميرها وسلطت الضوء على كواليس عمرها.
قادرة أن تضرب رجلاً يضرب زوجته أو يضرب كلباً. قادرة أن تجلس في البيت وحيدة ولا تشارك جمعات أهل الفن بكذبهم ونفاقهم. الفنانة التي تضيف لكل عمل ترفض أن تكون إضافة من الأن وصاعداً وقد حان الوقت أن يضيف العمل لها. هي الأولى ضمن أول خمس ممثلات عربيات وهي بين ممثلات العالم الأوائل كما سمّت نفسها في لحظة “الأيغو”. حديثها هذا الذي شرّحت فيه أفكارها وحياتها جعل منها تراند يحكي فيه أهل السوشيل ميديا من كل حدب وصوب.
“نص خبر ” يخلص هذا اللقاء مع المقدم ريان حركي لنتعرف على كارمن لبس الممثلة وليست النجمة كما يحلو لها أن نسميها لأن النجوم تنطفأ لتأتي نجمة أخرى مكانها بينما الممثلة لا أحد يطفئها وتبقى لامعة حسب قولها.
هذا ما ينغص حياة كارمن لبس
أكثر ما ينغص حياة كارمن لبس هو الوضع في فلسطين وغزة وهذه الحياة في لبنان حيث الناس مستسلمة و”منملة” حسب قولها. ويمقتها عدم الاهتمام بالحيوانات والطبيعة والشجر وكأن الناس باتوا حيوانات مفترسة يخربون كل شيء.
تعيش كارمن هذه الأيام حياة جيدة لكن لو سألها أحدهم قبل شهرين عن حالها لكانت قالت العكس. لأنها تحاول أن تتأقلم مع العمر وتحاول أن تقوم بكل شيء بسرعة لأن العمر يجري بسرعة وتقول : ” انا لم أحقق شيء في هذه المهنة وعلى صعيد الفن. فأنا لم أبدأ جدياً في التمثيل إلا بعمر 35 سنة وبالتالي كانت الفترة الذهبية قليلة. فانا أحب أن اعمل في مجال السينما لكن للأسف لا يوجد سينما. ”
كانوا رشوا علي الورد
وتسأل كارمن نفسها لماذا ولدت في لبنان ولم تلد في فرنسا أو مصر أو اميركا. وتقول :” لو شديت على نفسي وبقيت في فرنسا واستطعت تحمل ثقالة الفرنسيين لكنت الأن عندما آتي الى لبنان رشوا علي الأرز والورد. إلا إني أثرت أن أبقى في وطني لأني اشتاق له ويشتاق لي. يلعن أبو هل الوطن .”
الطفولة الخجولة وأجمل لحظاتها
تحكي كارمن عن طفولتها التي تصفها بأنها كانت خجولة وكانت تحب تراقب كل شيء وتحب أن تجمع الأشياء بشكل مثنى لأنها تخاف إن بقت مفردة أن تشعر بالوحدة. وصرحت بأنها تحب الهدوء الأن وتكره الضجة والصخب وتستمع بوحدتها كثيراً والشخص الذي لا يستطيع أن يجلس مع نفسه فهو غير متصالح معها.
أجمل لحظات طفولتها عندما جلب والدها كلب مشرد من الشارع ومن ثم أخذه من منطقة بيتهم في الشياح إلى عين الرمانة وتركه هناك بكت بحسرة ولكن الصدمة كانت بأن الكلب عاد إلى المنزل قبلهم وكانت هذه أجمل لحظة في طفولتها.
أكره منطقة طفولتي في الشياح
عندما سئلت عن منطقة الطفولة في الشياح قالت كارمن :”اكره هذه المنطقة وأكره كل شيء فيها علماً منظر هذا الشارع يمر في بالي الأن لكن الجيران اثناء الحرب أذونا جداً وأختي تأذت كثيراً وأصابها لقوة في حنكها بسبب الخوف وكنا نهدد باستمرار ولكن انا لم أكن اسكت وكنت أشتمهم باستمرار.
أما عن المقارنة بين حياتي وبين فيلم “وست بيروت ” تضيف كارمن:” حياتي فظيعة ومؤلمة ومخيفة أكثر من الفيلم.”
تزوجت نكاية بوالدي
اعتبرت كارمن نفسها بأنها كانت طفلة مُرضية وتسمع الكلام وعاقلة لكن عندما صارت بعمر 17 باتت مجنونة وذكرت كيف تزوجت نكاية بوالدها لأنها سمعت أمها تكلمه على الهاتف عندما كان مسافراً وكان يقول سأكسرها أذا تزوجت وما أن سمعت هذا الكلام تركت البيت وراحت واقترنت بزوجها نكاية بوالدها الذي لم تحبه وما لبثت أن صارت تريد الطلاق وهنا أيضاً الاهل تدخلوا ولا يريدون لها الطلاق بعد صار عندها طفل. قائلين لها لا يمكنك أن تتزوجي ساعة تشائين وتطلقين ساعة تشائين. إلا أنها رفضت كلامها وسعت خلف الطلاق.
وبسبب هذا الطلاق حرمت من ابنها ومنعها زوجها الذي صار طليقها من رؤية ابنها مروان وكانت تسترق النظر اليه من المدرسة أو في لقاء معين عند أحد الأقارب وعاشت فترة صعبة كأم محرومة من ابنها.
والصعوبة الأكبر في حياتها كانت نظرة المجتمع لها فهي فنانة وممثلة وهذا يعني إنها امرأة سيئة وبنفس الوقت أم عزباء ومطلقة فكل هذا كان يسلط عليها الألسن والنظرات.
الحزن الكبير: لم أهتم بوالدي كما يجب
أكثر ما يحزن كارمن لبس هو أن والدها توفى دون أن تهتم به كما يجب فقد كانت مشغولة بتصوير مسلسل “أبنة المعلم” وفي هذا العمل استعملت صور أهلها وصور والدها القديمة. وكان اثنائها مريضاً وبسبب التصوير لم تستطع ان تهتم به وكانت امنيته أن يرى هذا العمل لكنه توفى قبل أن يعرض ولم يرى صورته معلقة على الجدار في هذا المسلسل تقول كارمن: “وكنت أكلم الصورة وأتاني لحظة إحساس بأن والدي سيموت وفعلاً توفى بالقلب ولم أهتم به كما يجب.”
لهذا السبب تناولت أدوية أعصاب
وتضيف:” ليته يعود إلى الحياة لأعتذر منه واطلب منه السماح لأني لم اهتم به. فأنا بعد وفاة والدي بقيت سنوات طويلة اتعالج نفسياً وأخذ أدوية منذ زمن ليس ببعيد توقفت عن تناول أدوية الاعصاب.”
الأمومة كانت لعبة بالنسبة لي
تحكي كارمن عن الامومة وتعتبرها لعبة فقد كانت طفلة وانجبت طفل تريد أن تلعب معه. وأهم شيء في الامومة هي أنها عطاء غير مشروط.
وتذكر كارمن بأنها سيدة رقيقة وسريعة العطب وليست قوية كما يتهيأ للبعض. بل أنها تتصنع القوة وتحاول أن تبني جداراً لتحمي نفسها لأنها تأذت كثيراً في حياتها.
يسألها ريان عن حياتها في حال صارت فيلماً فتقول: ” ما هذه الكارثة! فأنا ين عمر 20 و 30 عشت معارك كثيرة خارجية وداخلية فكل القصص التي عشتها في حياتي غريبة واليوم أقول لنفسي برافو لاني استطعت أن اخرج سالمة من هذه المعارك وبكل قواي العقلية. ”
وتحكي كارمن عن التناقض في شخصيتها فهي سريع العطب وهشة وتجرح مثل ورقة الزجاج الناعمة لكنها قد تتحول إلى شرسة في المواقف عندما يتطلب الأمر كذلك. فهي قد ضربت رجلاً لأنه كان يضرب زوجته وقادرة أن تضرب شخصاً يعنف كلباً. وقالت كارمن في هذا المجال:” مستعدة أن أموت في مثل هذه المواقف ولا اتراجع.”
أنا الأهم في العالم العربي والعالم واجري يجب أن يكون الأعلى
وعندما سئلت عن “الأيغو” لو حكى عندها فهنا فاضت كارمن بكلام مثير جداً :” انا من أهم خمس ممثلات في العالم العربي وفي العالم كله وانا ممثلة ولست نجمة. واسمي يضيف لكل عمل أشارك فيه ويشعر الناس بأني إضافة ومن الأن وصاعداً لم أقبل أن أكون إضافة بل يجب العمل أن يضيف لي. ويجب أجري أن يكون أعلى أجر بين كل الموجودين لأني قوي وشاطرة.”
وبعد أن تكلم الأيغو فيها قالت كارمن كرهت نفسي على هذا الكلام.
وفي مكان أخر تفصح كارمن بأنها لا تحب العتاب ومن يجرحها تتركه وتغادر دون أن تحكي كلمة لأنه لا يستحق العتاب بعد أن نكس بثقتها وحبها. وفي نفس الوقت لا تجد أحد مهماً لدرجة قد يكسرها. فهي تجيد طوي الصفحة والانتقال بعداً. وهي عندما تعاني أو تمرض تحب أن تكون لوحدها لأنها لا تحب أن تظهر ضعفها.
جمعات أهل الفن كلها كذب وادعاء وتصنع
وعن علاقتها بزملاء العمل تقول كارمن بأنها تشعر بمن يحبها ومن لا يحبها لدرجة لا تستطيع أن تقّبل هذا الذي يدعي حبها وهي تشعر في داخلها عكس ذلك. كما جاءت على ذكر الممثلات عندما يجتمعن في الحفلات والمناسبات وكمية التصنع والادعاء والكذب في تلك الأجواء المنافقة فمثل هذه الأجواء تقتلها وتدمرها حسب تعبيرها لذا تفضل أن تبقى بعيدة عنها.
حول أسم فيلم يتناول حياتها تقول كارمن:” أسميه مرحلة سندباد أو الف ميل وميل” وتضحك كثيراً وتضيف ومشيت بطريقي .
هذه المرحلة امحيها من حياتي وأنا لن أقبل بدور أقل من بطولة وأكره كلمة نجمة
وعن مرحلة تحب أن تمحيها من حياتها لو قدر لها ذلك. تقول مرحلة بين عمر العشرين والأربعين. تقول :” انا اليوم لست فنانة مكسورة بل قرفانة ويأتي في بالي أن اطلع واحكي الأمور كما هي وأسمي الأشياء باسمها ومن ثم قد أقعد في البيت ولا أجد عملاً. فأنا عملت في ماء موحلة وثقيلة لأني أعشق الفن وعندي عشق للشخصيات التي أمثلها. عندنا تخرج واحدة عندها متابعين على السوشيل ميديا فتصبح نجمة وواحد يقدم هبل على تيك توك يصبح مشهوراً. في الدراما التركية نجد ثلاثة أجيال تعمل معاً وكلهم في أدوار البطولة لكن عنا لا يوجد مثل هذا الأمر بدهم جيل واحد. انا اليوم أقدر أن أقدم دور بطولة لسيدة بعمر الخمسين لان مازال شكلي وصحتي وقوتي تسمح بذلك. ولا أحب كلمة نجمة لأن النجمة تختفي وأفضل أن أكون ممثلة لأنها تبقى وتعيش .”
وعن قصتها مع الفن تقول :” الفن أشغال شاقة.”
وعن الوطن تقول :” انا أحببت وطني ولم اتركه بكل حالاته المأساوية واليوم أتركه ولعمره ما يرجع وأقصد حكامه كرهونا فيه. هذا البلد يحتاج نقع بماء التوتيا . شعبنا بلا دماغ ومنّمل ولاحق زعيم بدل ما يلحق وطنه.”