نص خبر – دمشق
9 أغسطس 2023
لا شيء في سوريا هذه الأيّام يشجّع على الاستمرار في العيش. كلّ تفاصيل البلاد ملفوفة بالعتم ولقمتها مبللة بالوحل. الغلاء المسعور والإحباط المطلق والتهاوي الخدماتي والهمّ الذي يثقل قلوب الناس. كلها سمات الخريف الطويل الذي يجهز على سكان الشام، مع ذلك ما تزال هناك فسحة دائمة للحياة يجسّدها الفن! ولعلّ حفلات “دار الأوبرا” واحدة من المنافذ الحقيقية التي تخفف وطأة العيش في بلاد العتم!
كنان أدوناوي واحد من الموهبين القلائل الذين مازالوا يعتصمون في بلادهم رغم كلّ، شيءويتاح له لقاء الجمهور و”سمّيعة” الموسيقى كل فترة على مسرح الدار.
وبعد حصوله على مجوعة جوائز في مسابقات عربية قدّم أدناوي حفلة يوم أمس على مسرح “دار الأوبرا” في دمشق
عزف فيها باقة من مؤلفاته للعود المنفرد منها ما يعزف للمرة الأولى على خشبات المسارح في سورية وبعض الارتجالات التي تعد هوية أساسية لآلة العود الشرقي والعالمي.
كذلك أدى أدناوي مع الفرقة الموسيقية معزوفات من تأليفه تركت فرصة التآلف بين الآلات الموسيقية والانسجام بين اللحن الشرقي والغربي والمزج بينهما بطريقة أظهرت بشكل خاص جمال ألة العود من الجهة والبراعة والتكنيك العالي الذي يتمتع به أدناوي.
أدناوي هو عازف عود سوري كان شقيقه أستاذه الأوّل قبل أن يدخل المعهد العالي للموسيقى في دمشق ويدرس بشكل أكاديمي مع أساتذة متخصصين في العود والنظريات الموسيقية. وسرعان ما انضمّ إلى فرق وموسيقيين وقدّم معهم حفلات في أماكن مختلفة، لعلّ أبرزها فرقة «وجوه» للموسيقى الشرقية والفرقة السيمفونية الوطنية. كما شارك في مهرجانات جاز وحصل على المركز الأوّل في مسابقة العود الدولية في بيروت عام 2009. كما أنّه عمل مع مغنين مكرّسين، منهم اللبنانية جاهدة وهبة.