لأول مرة منذ عقدين … عاصفة شمسية شديدة تضرب الأرض وتطال “GPS”

“نص خبر”- متابعة    

 

 

لأول مرة منذ عقدين، ضربت الأرض مساء الجمعة عاصفة جيومغناطيسية من المستوى الخامس على مقياس من 5 درجات وهو مستوى يوصف بأنه “شديد”، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2003، وفق ما أعلنت وكالة أميركية.

وذكرت الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أن هذه العاصفة ناجمة من وصول سلسلة انبعاثات كتلية إكليلية من الشمس إلى الأرض.

كما قالت إن نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) وشبكات الطاقة والمركبات الفضائية والملاحة عبر الأقمار الصناعية وسواها من التقنيات قد تتأثر.

في حين يتوقع استمرار العاصفة خلال عطلة نهاية الأسبوع مع وصول مزيد من تلك الانبعاثات، وفق الوكالة.

يذكر أن آخر حدث من هذا النوع بلغ المستوى الخامس كان في تشرين الأول/أكتوبر 2003. وأطلق عليه اسم “عواصف الهالوين” الشمسية حينها، حسب الوكالة.

أضواء خاطفة في السماء 

تصدر وسم aurora مواقع التواصل لاسيما منصة إكس خلال الساعات الماضية، بعدما شوهدت ألوان تخطف الأنفاس في أجزاء من أوروبا والولايات المتحدة، إثر العاصفة الشمسية  اذ ظهرت أضواء مذهلة في السماء ، وهددت بتعطيل محتمل للأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء مع استمرارها حتى نهاية الأسبوع.

وبشكل عام، يستغرق الضوء ثماني دقائق فقط ليسافر مسافة 93 مليون ميل من الشمس إلى الأرض، لكن عالمة الفيزياء الفلكية جانا ليفين قالت إن الجسيمات النشطة المسببة للموجة الحالية من الشفق القطبي تنتقل بشكل أبطأ بكثير، ما يتسبب في استمرار الظاهرة حتى نهاية الأسبوع، وفق شبكة “سي إن إن”.

وتزايدت عمليات رصد البقع الشمسية، وهي مؤشر رئيسي لاحتمال ظهور الأضواء الشمالية، بشكل كبير منذ نهاية عام 2022، متجاوزة التوقعات الأخيرة وفي بعض الحالات زيادة المنطقة التي يمكن رؤية هذه الظاهرة منها.

ما هي البقع الشمسية؟

البقع الشمسية هي مناطق مظلمة ذات درجة حرارة منخفضة ومغناطيسية قوية على سطح الشمس وتخلق طقساً فضائياً عندما تقذف التشوهات المغناطيسية الجسيمات إلى الفضاء.

وهذا النشاط، الذي يسمى بالقذف الكتلي الإكليلي، يرسل الجسيمات لمسافة تزيد عن 94 مليون ميل حتى تجد نقاط ضعف في المجال المغناطيسي للأرض، حيث تصطدم الجسيمات بالغلاف الجوي للكوكب وتخلق ألوان النيون، التي تملأ السماء.

وإذا كان النشاط الشمسي المتزايد يشير إلى أي شيء، فإن العام ونصف العام الحالي سيكون مليئاً بالبرق، بحسب تقرير سابق نشر على موقع “إن بي سي نيوز” العام الفائت.

aurora (أ ف ب)
من جانبهم، قال العلماء إنه إذا استمر هذا الاتجاه، فإن الأشهر المقبلة ستجلب أقوى نشاط للأضواء الشمالية في كل من العقد القادم وحتى خلال السنوات العشرين الماضية، مع إمكانية مشاهدتها في كثير من الأحيان ومن أماكن أكثر على الأرض.

لماذا تحدث هذه الظاهرة؟

أوضح العلماء أن الطقس الفضائي ليس العامل الوحيد، فالاعتدالان الخريفي والربيعي يؤديان إلى اضطرابات أكبر في المجال المغناطيسي للأرض. ذلك لأن اتجاه المجال المغناطيسي للأرض يوجه الجزء الضعيف منه نحو الشمس، مما يسمح لجزيئات الفضاء بالوصول بسهولة إلى الغلاف الجوي للأرض.

كما توقعوا أن يزداد النشاط الشمسي بشكل مطرد حتى خريف عام 2024، عندما يكون احتمال حدوث الشفق القطبي، المعروف أيضاً باسم الأضواء الشمالية، في أعلى مستوياته.

فيما تكون الأضواء الشمالية أكثر وضوحاً بالقرب من القطبين الشمالي والجنوبي، حيث يكون المجال المغناطيسي للأرض أضعف.

قد يعجبك ايضا