لقاح الإنفلونزا للأطفال حماية سنوية ضرورية

نص خبر ـ متابعة 
عد الدكتور نبال الشواقفة استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمستشفيات الحمادي بالرياض الإنفلونزا من أكثر الأمراض الفيروسية انتشارًا بين الأطفال،خصوصًا في مواسم الخريف والشتاء،وفي الوقت الذي قد يظن فيه البعض أنها مجرد “رشح موسمي” عابر،إلا أن الدراسات الطبية تؤكد أن الإنفلونزا يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة قد تصل إلى التهاب الرئة أو دخول المستشفى،بل وفي بعض الحالات النادرة قد تؤدي إلى الوفاة،ومن هنا تأتي أهمية لقاح الإنفلونزا كوسيلة وقائية أثبتت فعاليتها وأمانها عبر السنوات.
جاء ذلك في حوار مع الدكتور نبال الشواقفة استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمستشفيات الحمادي بالرياض، فيما يلي نصه:
ما هو لقاح الإنفلونزا؟
_لقاح الإنفلونزا هو مطعوم موسمي يتم تطويره سنويًا ليتماشى مع السلالات الفيروسية الأكثر انتشارًا والمتوقعة يحتوي اللقاح إما على فيروسات معطلة (ميتة) أو على فيروسات حية مضعّفة،هذه المكونات لا تسبب المرض،لكنها تحفّز جهاز المناعة على إنتاج أجسام مضادة،وعند التعرض للفيروس لاحقًا،يكون جهاز المناعة مستعدًا لمواجهته، مما يقلل من احتمالية الإصابة أو يخفف من شدة الأعراض بشكل ملحوظ.
وما الفئات العمرية المستهدفة؟ 
_الأطفال من عمر 6 أشهر فما فوق: يُنصح بإعطائهم اللقاح بشكل سنوي،والأطفال من عمر 6 أشهر حتى 8 سنوات:إذا تلقوا اللقاح لأول مرة،يحتاجون إلى جرعتين يفصل بينهما 4 أسابيع. بعد ذلك تكتفى جرعة واحدة سنويا،والأطفال من عمر 9 سنوات وأكثر: جرعة واحدة سنويًا كافية.
وما فوائد اللقاح المثبتة علميًا؟ 
_الدراسات العلمية أثبتت أن لقاح الإنفلونزا يقلل بشكل كبير من شدة المرض ومضاعفاته، ومن أبرز فوائده:
•خفض احتمالية الإصابة بالإنفلونزا بنسبة تصل إلى 60% في بعض المواسم.
•تقليل معدلات دخول الأطفال إلى المستشفيات بسبب مضاعفات الإنفلونزا بنسبة تتراوح بين 40–70%.
•الوقاية من مضاعفات شائعة مثل:
•الالتهاب الرئوي الفيروسي أو البكتيري.
•التهاب الأذن الوسطى.
•التشنجات الناتجة عن ارتفاع الحرارة.
•الجفاف وفقدان السوائل.
•المساهمة في تحقيق “المناعة المجتمعية”،حيث يقل انتشار الفيروس بين الأطفال في المدارس وفي المنازل، مما يحمي الفئات الأكثر عرضة مثل الرضع وكبار السن.
وما أنواع لقاح الإنفلونزا؟
1.اللقاح المعطل (Inactivated influenza vaccine – IIV):
•يُعطى كحقنة في العضل.
•الأكثر شيوعًا واستخدامًا للأطفال، وخاصة تحت عمر السنتين.
2.اللقاح الحي المضعف (Live attenuated influenza vaccine – LAIV):
•يُعطى كرذاذ أنفي.
•يُستخدم للأطفال الأصحاء من عمر سنتين وحتى 49 سنة.
•لا يُنصح به للأطفال المصابين بالربو الشديد أو الذين يعانون من ضعف المناعة
وماالأعراض الجانبية المحتملة؟
_الأعراض الشائعة:ألم أو تورم في مكان الإبرة، حرارة خفيفة، شعور بالتعب أو آلام عضلية بسيطة.
•الأعراض النادرة: رد فعل تحسسي شديد (Anaphylaxis)،وتبلغ احتمالية حدوثه أقل من حالة واحدة لكل مليون جرعة تقريبًا.
وما موانع إعطاء اللقاح؟
_الأطفال تحت عمر 6 أشهر، والأطفال الذين عانوا سابقًا من حساسية شديدة تجاه جرعة من لقاح الإنفلونزا،والأطفال الذين لديهم حساسية شديدة من أحد مكونات اللقاح(مثل:بروتين البيض،مع ملاحظة أن معظم اللقاحات الحديثة آمنة للأطفال الذين لديهم حساسية خفيفة إلى متوسطة من البيض)، والأطفال الذين يعانون من مرض حاد أو ارتفاع حرارة: يُفضل تأجيل التطعيم حتى يتم الشفاء.
وماالوقت المناسب للتطعيم؟ 
_أفضل وقت لإعطاء اللقاح هو بداية موسم الخريف(بين شهري سبتمبر ونوفمبر)،وذلك لإعطاء الجسم فرصة لتكوين مناعة قبل وصول ذروة موسم الإنفلونزا في الشتاء،ومع ذلك يمكن إعطاء المطعوم في أي وقت من الموسم طالما أن الفيروس ما يزال منتشرًا.
وماذا عن التوصيات العلمية الرسمية؟
_توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بإعطاء لقاح الإنفلونزا لجميع الأطفال من عمر 6 أشهر فما فوق،بشكل سنوي.
• فعالية اللقاح قد تختلف من موسم إلى آخر،حسب تطابق السلالات المتوقعة مع المنتشرة فعليًا، لكن الدراسات تؤكد أن التطعيم يظل مرتبطًا بانخفاض واضح في شدة المرض وعدد الحالات التي تحتاج إلى رعاية طبية أو دخول المستشفى.
في الختام ماذا تودون قوله؟
_لقاح الإنفلونزا للأطفال ليس خيارًا ثانويًا،بل يمثل أداة وقائية رئيسية تقلل من العبء الصحي لهذا المرض الموسمي واسع الانتشار. من خلال جرعة واحدة سنويًا،يمكن تقليل مخاطر الإصابة والمضاعفات وحماية الأطفال وأسرهم والمجتمع ككل. إن اتخاذ قرار إعطاء المطعوم هو استثمار في صحة الطفل وسلامة العائلة،ويُعتبر خطوة أساسية نحو موسم شتاء أكثر أمانًا.
د.نبال الشواقفة استشاري الأطفال بمستشفيات الحمادي:
قد يعجبك ايضا