14 – مايو
صحافة العالم – فوربس
هيمنت عبارة تحذيرية واحدة على الشركات والمستثمرين الأميركيين في الصين هذا الشهر، ألا وهي “احذر المخاطرة!” وهو ما يبدو منطقيًا في ظل توتر العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، ما أدى إلى قلق رجال الأعمال.
ولكن يرى الرئيس السابق لغرفة التجارة الأميركية في شنغهاي، كير غيبس، فرصة استثمارية في الصين، إذ يقول في حديثه لفوربس: “هذا هو الوقت المناسب تمامًا للذهاب إلى الصين، لأنك ستحصل على أفضل الصفقات”.
قال عبر تطبيق زووم: “بعد كوفيد، يعاني الاقتصاد الصيني وهو متعطش للاستثمار. لقد أنفقت الدولة مبلغًا هائلاً من المال على سياسة صفر كوفيد. فلا يمكن إغفال الضريبة التي نتجت عن اختبار مجموعات سكانية بأكملها كل ثلاثة أيام على ميزانيات الحكومة”.
تعد الحكومات المحلية حاليًا مستعدة لتقديم حوافز للشركات التي لا تزال على استعداد للاستثمار، وفقًا لغيبس، الذي يعمل مسؤولًا تنفيذيًا مقيمًا في كلية إدارة الأعمال بجامعة سان فرانسيسكو، وعضو في اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية.
كتاب Selling to China
يتضمن كتاب Selling to China الذي شارك غيبس في كتابته 8 فصول، كتبها قادة أعمال أجانب مقيمين في الصين، ويقدم نصائح لرجال الأعمال والشركات الذين ما زالوا على استعداد لاستكشاف التجارة في أكبر ثاني اقتصاد في العالم.
فلانري: ما الدافع وراء الكتاب؟
غيبس: لقد هيمنت حوارات الأمن القومي وغيرها من الموضوعات المثيرة للجدل على كل ما يخص العلاقة الأميركية الصينية. وفي حين لا يمكننا تجاهل هذا الجانب، فإننا لا ينبغي أن نغفل الجانب التجاري للعلاقة، لا سيما أنها كانت مفيدة للطرفين على مدى العقود الثلاثة الماضية. هدفنا من هذا الكتاب هو تشجيع القراء على ألا ينظروا إلى الصين من منظور واحد.
فلانري: متى بدأت الكتاب؟
غيبس: بدأت الكتابة فورًا بعد التنحي من منصبي كرئيس لغرفة التجارة الأميركية في شنغهاي في ديسمبر/ كانون الأول 2021. كان هدفي هو مواصلة مهمة غرفة التجارة الأميركية، وهي توفير معلومات عن السوق ومساعدة الشركات في النجاح في الصين.
يرى بعض الأشخاص من الصين وواشنطن أن وقت المشاركة التجارية بين البلدين قد ولى. نحن نختلف مع وجهة النظر هذه. على العكس، نعتقد أن هذا الوقت، هو أفضل الأوقات التي نرفع فيها أصواتنا حول التجارة بسبب المشاكل بين بلدينا على مستوى الأمن القومي. نحن على أعتاب نسخة جديدة من الصين، لا شك في ذلك. المخاطر عالية والتحديات مختلفة. كثيرون منا قد لا يعجبهم توجه الصين نحو الداخل وتركيزها على الاكتفاء الذاتي.
من المفارقات أن التوقيت الحالي قد يكون الأنسب للذهاب إلى الصين، لأنك ستحصل على أفضل الصفقات. ففي مرحلة ما بعد كوفيد، يعاني الاقتصاد الصيني. والحكومات المحلية على استعداد لعقد الصفقات التي من شأنها أن تدر المزيد من الإيرادات الضريبية. من المحتمل أن يشمل هذا الصفقات العقارية، بما في ذلك المباني والمواقع التي لم تكن متاحة من قبل.
فلانري: حدثني عن هيكل الكتاب؟
غيبس: جميع مؤلفي الكتاب هم من الرؤساء التنفيذيين لشركات أجنبية تعمل في الصين، وقد حصلوا على الحرية الكاملة في التعبير عن آرائهم. يركز الكتاب على الشركات الأجنبية فقط، ولا يتناول الشركات المحلية. اخترت عن عمد مؤلفين كنت أعرف أن لديهم مجموعة متنوعة من وجهات النظر، بعضهم مولود في الصين والبعض الآخر ليس كذلك. تقدم كلتا المجموعتين ملاحظات ثقافية، وستجد بوضوح الفرق بين ما يقوله الأجانب عما يقوله الأشخاص المولودون في الصين. على سبيل المثال، يتحدث مارك فيشر، الأميركي الذي أدار الدوري الأميركي للمحترفين في الصين، عن بعض الأشياء المثيرة للاهتمام والرياضات الجماعية، ويوضح كيف يؤدي الفريق الأولمبي الصيني بشكل أفضل في المنافسات الفردية، وأسباب ذلك.
كتبت الفصل الأول، الذي أعرض خلاله موضوع الكتاب وسبب كتابته. ثم نناقش بعض القضايا القانونية، نظرًا لأهميتها. على سبيل المثال، يتناول دون ويليامز (من شركة المحاماة Hogan Lovells) التحديات التي تواجه شركات المحاماة الأجنبية في الصين ويشير إلى المنافسة غير العادلة بين الشركات القانونية، إذ تخضع شركات المحاماة الأجنبية للضرائب بشكل مختلف عن الشركات المحلية. في الفصل التالي، طلبت من جان ليو (النائب الأول لرئيس EF Education First) التحدث عن العلاقات الحكومية، التي تعد مهمة للغاية بالنسبة لجميع الشركات العاملة في مكان مثل الصين. تبتعد الأعمال في الولايات المتحدة قدر الإمكان عن الحكومات المحلية، على العكس تختلف الصين تمامًا، وهو ما يمثل صدمة لرجال الأعمال الأجانب عندما يذهبون إلى الصين لأول مرة، إذ يتلقون التعليمات من المسؤولين الحكوميين بما يمكن فعله وما لا يمكن فعله.
فلانري: حدثني عن أبرز النقاط في كل فصل؟
غيبس: أشار كينيث يو، المدير الإداري السابق لشركة 3M، إلى الكثير من النقاط الجيدة حول المعاملات مع الحكومة، ويصف كيف تحتاج شركة بحجم 3M إلى التعامل مع السوق الصينية ببعض المرونة وتطويع الخطط.
قد يكون هذا صعبًا على الكثير من الشركات الكبيرة، لأن القرارات الاستراتيجية عادة ما تأتي من المقر الرئيسي، الذي يعمل في بيئة تختلف عن العمل في الميدان. يعطي الكتاب درسًا مهمًا في أهمية إضفاء المرونة على القرارات المحلية بما يتناسب مع الدولة.
يحتوي الكتاب أيضًا على نصائح رائعة للمسوقين الاستهلاكيين، إذ تواجه العلامات التجارية الأجنبية التي تدخل الصين منافسة هائلة من الشركات المحلية ذات الاستثمارات طويلة الأجل. ويتعين على العلامات التجارية الغربية أن تأخذ الوقت الكافي لفهم المستهلكين الصينيين.
فلانيري: ما رأيك في الهجوم على الشركات الأميركية فيما يخص أعمال العناية الواجبة؟
سيكون من المفيد أن تعرف الشركات ما تبحث عنه السلطات. وتحتاج السلطات المحلية في الصين إلى فهم الدرجة التي نعتمد بها على شركات الاستشارات مثل Bain and Mintz Group وغيرها.
من الصعب العمل في أي سوق، وخصوصًا الصين، من دون الاسترشاد بواسطة مزودي الخدمات، سواء من المستشارين التجاريين أم شركات المحاماة أم الأشخاص الذين يعملون على إجراءات العناية الواجبة.
ترجمة: إيمان فوزي نوفل